| |
السياحة في منطقة عسير د. حامد بن مالح الشمري
|
|
تعدّ منطقة عسير من أهم مناطق الجذب السياحي في بلادنا بصورة خاصة ومنطقة الخليج بصورة عامة، وهي من المواقع المفضلة لدى العديد من الناس بفضل ما تنعم به من مقومات سياحية طبيعية، وتوفر الإمكانات والعوامل التي جعلت منها منطقة محببة للنفس وقريبة إلى قلب كل من يفكر في السياحة وقضاء أوقات ممتعة في ربوع الوطن الحبيب، وليس أدل على ذلك من قوافل السياح التي تتدفق مطلع كل إجازة صيفية من معظم مناطق المملكة وبعض دول الخليج قاصدة هذه المنطقة الجميلة. والزائر لمتنزهات منطقة عسير ومنها متنزه السودة والحبلة والقرعاء ودلغان والواديين وغير ذلك من المواقع الجميلة يحرص على استثمار وقته ليستزيد مما حباها الله به من جمال الطبيعة الساحر وروعة الأجواء من نسيم عليل وزخات المطر وحبات البرد التي تتساقط من أمامك كلؤلؤ بهيّ، وتأبى عيناك إلا أن تجولا في تلك المواقع لتتمتعا بلوحات الطبيعة التي أبدعها الخالق في تناسق وروعة قل أن تشاهدها في أماكن أخرى، وخصوصاً وأنت بين أهلك ومجتمعك الذي يسوده - ولله الحمد - الأمن والأمان والتوادّ والتعاون والعادات الفاضلة. ولك أن تتصور البهجة التي ترسمها روعة المكان على وجوه الزوار من مختلف الأعمار، ولا يسعك في تلك الأثناء إلا أن تمني نفسك بالعودة إلى هذه الأماكن في الصيف المقبل، وخاصة في حال توفر المزيد من الخدمات، وأجزم أن أغلب من زارها يشاركني هذا الرأي. ولا شك أن هناك جهوداً واضحة للمسؤولين في منطقة عسير، وعلى رأسهم أمير المنطقة أمير الشعر والإبداع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، يسانده سمو نائبه الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، والذي قفزت المنطقة في عهده قفزات نوعية في المجالات كافة، فمن زارها قبل سنوات قليلة وزارها الآن لا يكاد يتذكر معالمها السابقة لشدة ما طرأ عليها من تغير وتطور. إلا أن هناك أموراً سلبية تواجه السائح وكل من يقصد هذه المواقع والمتنزهات السياحية الجميلة تتمثل في نقص الخدمات من تدني مستوى النظافة، وعدم توفر العدد الكافي من حاويات النفايات، وكذلك عدم توفر دورات المياه وانعدام الصيانة للقائم منها؛ مما يسبب الحرج والتنغيص، وخاصة للعائلات التي تمثل النسبة الأكبر من مرتادي هذه الأماكن، وهو ما لا يتفق مع حجم الجهود التي تبذلها الجهات المعنية بالمنطقة في الاستعداد لاستقبال المصطافين وتوفير الخدمات والأجواء التي تساعدهم على قضاء أوقات جميلة، ولا التطلعات نحو تطوير السياحة والفوائد الاقتصادية المرجوة من استقطاب المزيد من السائحين للمنطقة، فمن الطبيعي أنه متى شعر المصطاف أن وجهته تنقصها الخدمات الأساسية فسوف يتحول إلى مكان أو جهة أخرى يجد فيها سبل الراحة بأشكالها كافة؛ مما يستوجب وضع حلول آنية وعملية تكفل معالجة هذه السلبيات. وقد يكون من المناسب أن تسلم بعض هذه المتنزهات لمستثمرين قادرين على إدارتها وتوفير المرافق والخدمات الضرورية ووسائل الترفيه وصيانتها بصورة منتظمة (على مدار الساعة)؛ حتى تظهر بالشكل اللائق الذي يتوافق مع تطلعات الزوار الذين تحمّلوا السفر مسافات طويلة لزيارة منطقة عسير، وأنا على ثقة بأن هذا النداء سوف تقابله استجابة فاعلة من قبل المعنيين في المنطقة والمسؤولين في الهيئة العليا للسياحة، حيث إن السياحة أصبحت صناعة، وهي في بلادنا لا تزال ناشئة وتحتاج إلى جهود كبيرة ودعم بجميع أشكاله، سواء من تشريعات أو أنظمة وتسهيلات ودعم مالي وإعلامي من مختلف وسائل الإعلام، وهو أمر مهم لتوضيح وإبراز ما تتميز به المناطق السياحية في بلادنا والتعريف بها.
Riyadms2@yahoo.com |
|
|
| |
|