| |
العقل البشري د. علي بن محمد التويجري
|
|
إن العقل البشري وحده دون حراسة من عقيدة أو ضمير.. مثل قوى الذرة حين تنطلق من قمقمها بلا كوابح.. وإذا أردت أمثلة أو نماذج لذلك فإن الساحة البشرية تزدحم بذلك.. فهناك من الناس من يطيع في صغار الأمور دون كبارها، وفيما كلفته عليه خفيفة أو معتادة، وفيما لا ينقص شيئاً من عادته من مطعم وملبس.. ومن الناس أقوام قد يكثرون من الصدقة ولا يبالون بمعاملات الربا. وهناك قوم قد يتحرزون من رشاشة النجاسة المادية، ولا يتحاشون من نجاسات الغيبة والنميمة التي تسمم أجواء مجتمع بأسره. وقد ترى فريقاً يتهجدون بالليل ويؤخرون الفريضة عن الوقت.. وأقواماً يتركون الذنوب لبعدهم عنها، فقد ألفوا الترك، وإذا قربوا منها لم يتمالكوا، وقد علمنا أن خلقاً من علماء اليهود كانوا يحملون ثقل التعبد في دينهم، فلما جاء الإسلام وعرفوا صحته لم يطيقوا مقاومة أهوائهم في محو رياستهم. وما مثل الهوى إلا كسبع في عنقه سلسلة فإن استوثق منها ضابطه كفه، وربما لاحت له شهوته الغائبة عليه فلم تقاومها السلسلة فأفلت.. على أن من الناس من يكف هواه بسلسلة.. ومنهم من يكفه بخيط..؟؟ فينبغي للعاقل أن يحذر شياطين الهوى.. وأن يأخذ من الماضي حكمة، يبثها في الحاضر انطلاقاً للمستقبل وفق الله الجميع لما يحب ويرضى من القول والعمل.
|
|
|
| |
|