أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th October,2000العدد:10235الطبعةالاولـيالجمعة 9 ,رجب 1421

تراث الجزيرة

الشاعر حمود البقمي لمدارات شعبية
المهاترات في شعر المحاورة لاتخدم الشعر والشاعر
عندما تتيح لك المناسبة حضور محاورة شعرية في حفل زواج او مناسبة عامة, فانك لاشك ستقف مذهولاً كثيراً من مدى الاقبال الكبير من قبل الجماهير لحضور مثل تلك المحاورات وبالتالي تشعر ان الشعر الشعبي النبطي الاصيل لازال يقف شامخاً وقوياً له انصاره ومحبوه، وبرغم الاقبال الذي نشاهده على الجانب الاخر لحضور كثير من الاحتفالات الفنية ذات المستوى الهابط, الا ان الشعر الشعبي النبطي (المحاورة) له دورة من خلال الاقبال المتزايد في المناسبات العامة, وخاصة مناسبات الزواج,, التي يصل عدد المحاضرين لتلك المحاورات الشعرية الى ثلاثة الاف واكثر من الحضور بدون سابقة اعلان عنها في الصحف اوبعض وسائل الاعلام المختلفة.
حمود عائض البقمي لم يكمل العقد الثاني من عمره لكنه دخل ساحة الشعر الشعبي النبطي بقوة كبيرة, وحطم كثيراً من الحواجز التي وقفت كحجر عثرة في طريقه لدخول عالم الشعر الشعبي (المحاورة).
مدارات شعبية استضافت حمود البقمي عقب محاورة شعرية طويلة اثبت من خلالها تواجده على الساحة الشعرية, ووضع اسمه في مقدمة الشعراء القدامى برغم حداثة سنه، وخبرته القصيرة في اسلوب المحاورة الشعرية, ووضع لاسمه مكاناً مرموقاً مع شعراء سبقوه في عالم الشعر بعقود كثيرة من السنين مثل مستور العصيمي، وصياف الحربي، وحبيب العازمي، وفيصل الرياحي، وغيرهم من الشعراء الباقين في الطائف ومناطق المملكة الاخرى.
لم أتاثر بأحد اطلاقاً
يقول حمود البقمي بداياتي الاولى عندما كنت طفلاً صغيراً في المرحلة الابتدائية شعرت انني اتحدث بكلام موزون القوافي والمعاني، وانني عندما أتحدث مع الاخرين يقولون لي انت تتكلم شعراً لذلك صدقني القول اذا قلت لكم انني خرجت من بطن امي شاعراً, ولايوجد احد على الاطلاق استطيع ان انسب اليه الفضل في تعليمي للشعر وقوافيه ومعانيه الصعبة ولايمثل ذلك جحوداً مني,, ولكن تلك هي الحقيقة التي يجب ان يعرفها الجميع.
*نعم استمعت لكثير من الشعراء، وحضرت محاورات شعرية مختلفة لكن في الحقيقة عاتب على جميع الشعراء الذين استمع لهم وخاصة اذا عرفت انهم يقولون الشعر منذ عقود زمنية طويلة ومع ذلك لم يحدث لديهم اي تطور, او تقدم في اسلوب شعرهم واي عمل في هذا الجانب اوغيره من الجوانب وخاصة الشعر والمحاورة الشعرية لايشهد اي تطور او تقدم او ادخال الجديد فيه يصبح بالتالي مملا جداً أليس كذلك؟ وانا في الحقيقة عاتب على مثل هؤلاء الذين لم يضيفوا اي شيء جديد في اسلوب شعرهم ومحاوراتهم الشعرية.
اللبيب بالإشارة يفهم
*لا اريد الحقيقة ذكر اسماء, فذلك لايخدم المنافسة ولكني متاكد ان الرسالة وصلت لهم, واللبيب بالاشارة يفهم انا فقط اطالب باحداث تطور لايضر الشعر الشعبي ولايخرجه عن اطاره المعروف, وانما نطالب بالجديد يعني ان الشاعر الذي يقول محاورة شعرية يجب ان لايكررها باستمرار في المناسبات، والخروج عن اسلوب المهاترة التي لاتفيد ولاتنفع ولاتخدم سمعة الشعر الشعبي ومكانته في الجزيرة العربية.
وكيف كانت بدايتكم مع الشعر؟
* البدايات كانت منذ طفولتي في المرحلة الابتدائية وجدت نفسي اميل للشعر، وخاصة شعر المحاورة حضرت بعض المحاورات الشعرية وانا لازلت صغيراً في السن,, وتاثرت بها كثيراًو اعجبني اسلوب المحاورة الشعرية بين الشعراء في مختلف المناسبات, مما دفعني ذلك الى الميول اكثر للتراث الشعبي الأصيل.
مشاكل مع والدي
وقد اصطدمت في بداياتي الاولى بمشاكل جمة مع والدي, لانه ادرك انني سوف افقد مستقبلي الدراسي بسبب هذا الميول, وحاولت بكل الامكانيات اقناع الوالد ان الشعر هو الطريق الذي اخترت ان اسير فيه ولا رجعة عنه, وانني لن افلح في الدراسة اطلاقاً طالما العقل والفكر مع الشعر, ووضعته امام خيارين لا ثالث لهما اما ان افقد الشعر والدراسة معاً، او افقد الدراسة ويظل الشعر ومنه استطيع ان احقق طموحات اخرى مستقبلاً فقبل الوالد بذلك, وكان قبوله متأخراً دافعاً معنوياً كبيرا يشعرني بالرضاء وهو اهم شيء حصلت عليه.
وعن علاقاته بالشعراء الحاليين ومدى الاستفادة منهم قال الشاعر البقمي لي علاقات قويه مع كثير من الشعراء ومنهم فيصل الرياحي، وحبيب العازمي، ومستور العصيمي وغيرهم من الشعراء, واحاول كثيراً الاستفادة منهم ومن سابق تجربتهم في هذا المجال, ولكن برغم كل ذلك احاول اكثر ان تكون لي شخصية مستقلة ودور مميز في مجال الشعر والمحاورات الشعرية, واذا لم احقق تلك الشخصية المستقلة فلن يكون لي دور مميز على الساحه الشعرية.
* وماهي صفات تلك الشخصية المستقلة؟
اهم تلك الصفات التحديث والتطوير وعدم التكرار, وبايضاح اكثر ارى ان كثيراً من الشعراء يكررون الابيات الشعرية في مناسبات مختلفة, وهذا بالطبع شيء ممل للغاية, لذلك ارى انه من الافضل ان تبدع عقلية وفكر الشاعر بالجديد دائماً وابداً وعدم تكرار القديم في المناسبات.
* وهل تأثرت باحد معين من الشعراء؟
إطلاقاً، في البدايات كما ذكرت لكم لم أتاثر بأحد على الإطلاق فجاة وجدت نفسي اقول الشعر، واتحدث مع الناس شعراً, وكنت في المدرسة اكتب الشعر، واذكر انني عندما اجد صخرة او جدار منزل في طفولتي وياتيني بيت من الشعر اقوم بكتابته فوراً وواجهتني مشاكل كثيرة واعتبرني الناس متطفلاً وحتى بدأ الجميع يعرفونني ويرتاحون لشعري ومن ثم ملاحقتي لاحياء اي مناسبات سعيدة من خلال الشعر.
* وكيف يمكن فهم عملية تطوير الشعر لديكم؟
الحقيقة ان أي اعمال سواء كانت ادبيه او ثقافية او فنية ومنها الشعر يحتاج دوماً لعملية التطوير، وبدون اي تطوير تظل العملية فيها نوع من التكرار وبالتالي وجود ملل من قبل المتذوقين وخاصة في مجالات الشعر, ويجب ايضاً ان يكون للشاعر واجهة يعرف بها الشاعر من خلال اسلوبه وتميزه ولا يجب ان اقدم شيئاً جيداً يجد الناس فيه نوع من الابداع ومن ثم اعود مرة اخرى واقدم عملاً اقل بكثير من المستوى, علينا كشعراء في مجال شعر المحاورة الشعرية ان نقدم شعراً متطوراً لايؤثر على نمط واسلوب شعر المحاورة لخدمة هذا النوع من الشعر وتطويره.
*ماهي أحب وأشهر القصائد الشعريه لديكم؟
حقيقة الشعراء على الساحة كثيرون جداً, ولايمكن حصرهم , ومن الصعب التحديد وكل القصائد الشعرية الجيدة تفرض نفسها ومحببة للجميع وعندما تجد المتذوقين يحفظون القصيدة ويرددونها فانها بالتالي ناجحة جداً,, وهذا النجاح يسجل رصيداً للشاعر, واي قصيدة تسمع عنها او تقرؤها في الصحف والكتب ولاتجد احدا يرددها فاعرف انها فاشلة واذا تكرر ذلك العطاء من الشاعر فيجب ان يحترم نفسه وينسحب من مجال لاعلاقه له فيه.
*وهل هناك قصيدة شعرية يرددها لك محبو الشعر؟
نعم وكثيراً ومن هذه القصائد التي ذكرتها في مناسبات (الله يعز الحكم) ويقول مطلعها


الله يعز الحكم ويعز الاسلام
ويثبت اللي شرع ربي مشابه
المملكة نهضت وحظها قام
والعز مدة قرن تزها ثيابه
فيما مضى كانت حساب الايتام
والشعب فيها كان مثل الذيابه
وكان الجهل موجود والظلم هدام
ومن يوم ابو تركي حضر صك بابه
طير السعد في جوها غرد وحام
عبدالعزيز اللي عزيزاً جنابه


أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved