والحديث عن الانجاز العالمي للفارس السعودي الاولمبي خالد العيد وحصوله على اول ميدالية اولمبية في فردي فروسية قفز الحواجز في تاريخ الفروسية السعودية يحكي قصة اتحاد الفروسية ورئيسه الديناميكي الامير فيصل بن عبدالله بن محمد مع التخطيط العلمي السليم مع الطموحات الكبيرة,, فقبل ثماني سنوات اجريت حديثاً صحفيا مع سموه في منزله بجدة وكنت آنذاك رئيسا للقسم الرياضي في صحيفة عكاظ,, اكد الامير فيصل في هذا الحديث الموثق انه يخطط للحصول على ميدالية اولمبية للفروسية في عام 2000.
فالحصول اذن على الميدالية الاولمبية البرونزية في اولمبياد سدني 2000,, لم يكن وليد اللحظة او نتاج الصدفة,, وانما كان ثمرة تخطيط عمره ثماني سنوات,, فالأمير فيصل يملك عقلية كبيرة جدا,, ويمتاز برؤية ثاقبة للامور وبعد نظر,, لا يعترف بالاجتهاد (والفهلوة) ولا يقبل الا التنفيذ الدقيق والاتقان في كل عمل,, هو عدو لدود للفوضى والارتجال,, وصديق حميم للتنظيم والتخطيط العلمي المدروس,, ولهذا كان يعلن غضبه عندما لا تسير الامور داخل اتحاد الفروسية كما خطط لها,, ويلوح بالاستقالة من منصبه,, كلما اصطدمت افكاره ورؤاه وطموحاته بالمعوقات ايا كان شكلها ولونها,.
كان الامير فيصل وما زال,, شديد الاخلاص للفروسية شديد الحماس لأبطالها ونجومها,, يضحي بالغالي والنفيس من أجلهم,, يبذل جهودا خارقة لإحداث تغيير جذري في المفاهيم حول رياضة فروسية قفز الحواجز,, وأنها تختلف عن غيرها من الرياضات والالعاب الاخرى,, وأنها تحتاج لميزانية ضخمة فهي رياضة مكلفة جدا ولهذا كان يبذل جهودا مضنية عبر وسائل الاعلام وعلاقاته الواسعة لحث رجال المال والاعمال لرعاية ابطالنا الفرسان وتأمين الخيول المؤهلة للمشاركة في المسابقات الدولية والاولمبية,, وهذا النوع من الخيول ثمنه باهظ جدا, بعضها يصل سعره الى خمسة ملايين دولار للحصان الواحد,, وكان سموه يجتهد كثيراً في توضيح الجانب الدعائي والاعلامي في هذا المجال,, فالدعم هنا ليس مجانيا وانما هو استثمار مربح جدا,, فالحصان الذي تدفع نصف مليون دولار ثمنا له,, ويشارك باسمك في البطولات العالمية التي تنقلها المحطات الاوروبية,, يعود عليك بمكاسب دعائية لا تقدر بثمن,, وبعد فترة معينة يمكنك بيع هذا الحصان والحصول على هامش ربح ممتاز, كانت هذه ولا تزال في طليعة الافكار التي ينادي الأمير فيصل بها منذ سنوات,, ورغم عدم التجاوب وتفاعل الشركات والمؤسسات والمصانع والبنوك معها على النحو المطلوب الا ان سموه لم يعرف اليأس,, ويظل يدافع عن افكاره لإيمانه المطلق بأن النجاح في رياضة فروسية قفز الحواجز وصناعة ابطال من وزن خالد العيد ورمزي الدهامي وكمال باحمدان وفهد الجعيد وفهد العيد,, يحتاج الى دعم مادي سخي,, لا من اجل الابطال,, ولكن من اجل شراء خيول ممتازة,, وفي هذا الاطار نجحت جهود سموه في شرح هذه الصورة لسمو سيدي ولي العهد الامين رجل الفروسية الأول في بلادنا خلال متابعة سموه الكريم لمشاركة فرساننا في الدورة العربية في بيروت, وتوجت بمكرمة ولي العهد الامين باهداء سموه منتخب المملكة اربعة خيول ثمنها عشرة ملايين ريال,, افضلها مستوى خشم العان وسيف العدل، وجاءت البطولات الدولية هذا العام والتي شارك فيها فرساننا الابطال والنتائج المبهرة التي سجلوها لتؤكد بالدليل القاطع صحة وصدق مطالب سموه وصواب فكره ورؤيته الثاقبة,, فعندما توفرت لأبطالنا الخيول الممتازة,, (خيول ولي العهد) حدثت نقلة هائلة في نتائج ابطالنا ومشاركاتهم الدولية وتحديدا بطولة لوسيرن في سويسرا وباثاروتي في ايطاليا وهكستد في لندن واصبح ابطالنا ينافسون بقوة ابطال العالم مما اثار دهشتهم وذهولهم,, فقبل حصولهم على هذه الخيول,, كان المستوى العام يضعهم في مرتبة جيدة,, وبعد حصولهم عليها,, ارتقى المستوى الى مرتبة رفيعة جدا,, كانت نتائجها السريعة والمذهلة حصول رمزي الدهامي على المركز الثالث في بطولة لوسيرن السويسرية وحصول خالد العيد على المركز الرابع في بطولة باثاروتي الايطالية,, وحصول خالد العيد على المركز السادس في بطولة هكستد البريطانية,, متفوقين على ابطال العالم,, وكانت هذه النتائج المفرحة جدا بشارة خير,, وفألا طيبا,, وعلامة شديدة الوضوح والصدق ومقدمة لما حدث في سدني 2000,, وكما يقولون ليالي العيد تبان من عصاريها ,, فما حدث في البطولات الدولية من تفوق وابداع لفرساننا الابطال كان مقدمة لما حدث في سدني,, فقد كانت كل الدلائل تشير الى اننا سنكون على موعد مع انجاز عالمي في اولمبياد سدني على يد خالد العيد ورمزي الدهامي,, وقد كان فجاءت ميدالية خالد البرونزية الاولمبية ثمرة تخطيط وجهد وعمل عُمره 8 سنوات منذ عام 1992 جاءت تتويجاً لجهود الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد المهندس الحقيقي والصانع الحقيقي لهذا الانجاز,, وإن حملت لسموه بعض الانصاف,, انتصاراً لأفكاره ورؤيته,, جاءت انتصاراً لإبداعات الفارس الاصيل خالد العيد الذي يعادل الف فارس,, بموهبته الفذة واخلاقه الرفيعة,, جاءت تعويضاً لعام طويل من المعسكرات الخارجية والتفرغ التام والتضحية بكل شيء من اجل رفع راية التوحيد في اكبر اولمبياد يعرفه العالم في العصر الحديث, جاءت بلسماً شافياً لمعاناة الفرسان الابطال,, من فاز ومن صادفه سوء الطالع ومن خذلته الظروف,, جاءت ترنيمة عشق وأنشودة نصر وقلادة مجد,, زرعت الفرح في كل الاحداق.
جاءت رسالة حب ودعوة صادقة امينة لنضع ايدينا في يد صانع هذا الانجاز الاولمبي الامير فيصل بن عبدالله بن محمد اولا لتكريم الفارس الاولمبي البطل خالد العيد وزملائه اعضاء المنتخب الوطني,, تكريماً يليق بما تحقق,, وثانيا,, وضع كل امكاناتنا المادية شركات ومؤسسات ومصانع وبنوك لتمويل ميزانية الاتحاد لشراء اربعة خيول على الاقل من نوعية خشم العان وأفضل قليلا.
فما تحقق في سدني لم يكن سوى البداية,, وحتى تتواصل المسيرة,, وتتحقق الطموحات,, يجب ان نعمل ليل نهار استعدادا وتحضيرا لأولمبياد اثينا 2004.
وبيت القصيد هنا,, دعم اتحاد الفروسية بكل ما نستطيع,, وبكل ما يحتاجه لتنفيذ افكاره وخططه وبرامجه المستقبلية,, لا ان نغرق في احتفالية الفوز,, والاستسلام لعواطفنا ومشاعرنا التي ما تلبث ان تطفئها مشاغل الحياة وأعبائها وكأن شيئاً لم يكن,,!!
بادروا الى تكريم خالد وزملائه.
بادروا الى دعم الأمير فيصل واتحاد الفروسية وانتظروا المزيد.
|