أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th October,2000العدد:10235الطبعةالاولـيالجمعة 9 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

الدنيا جميلة,, فكيف ترى جمالها؟
عزيزتي الجزيرة
الدنيا وعالمها,, اختلف الناس عنها,, فمنهم من جعلها وردة بل حدائق من الورود الجميلة المتفتحة,, ومنهم من جعلها شماعة يعلق عليها مظاهر فشله,.
فالناس يختلفون في اهوائهم وافكارهم فهم أجناس والفرد منا يجمع ما بين النقيضين أحياناً!!
ففي فترة الفرح وذروته والنجاح ولذته تجد الواحد يقول: ما اجمل الدنيا وما فيها فيرى الكون كله بكل ما فيه من منغصات ومكدرات جميلاً جميلاً.
ولكنك تجد هذا الشخص وفي نفس اليوم ذاك إذا واجهته مشكلة من مشكلات هذه الدنيا المفاجئة أو المزمنة فإنه يجتر آلامه ويصعد حملة ضد الدنيا فينقلب الفرح الى احزان والنجاح الى فشل كما اعتقد ويعتقد من مر بمثل ذلك بتحفظ , فسبحان الله,, فهذه هي الدنيا.
قال احد الاساتذة لتلاميذه عندما سمع بعضهم يمتدح جمال منظر احد انواع الورود في مادة الأحياء عندما درسهم عن النباتات الزهرية للمرحلة الجامعية قال لهم هي جميلة لان اعينكم رأتها جميلة فنحن في منظومة متكاملة في هذه الحياة وحسب الظروف والمواقف والأحداث نحكم على الأمور وللأسف الشديد فتعجب البعض من الطلاب من كلامه وقالوا ولكن هذه الأزهار فعلاً جميلة يا استاذ فقال نعم هي جميلة ولكن, لو كانت ظروفكم النفسية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية بل واحد منها فقط سيىء لما رأيتموها جميلة لأن البال مشغول في زوايا متفرقة أخرى وبالتالي فإن العين لا ترى من الاعماق بل شاطحة وبعيدة كل البعد,, انتهى .
وهكذا هي الدنيا بعمومها,, ابيضها واسودها، جميلها وقبيحها، حاسدها ومحسودها، طولها وعرضها، حياتها وموتها.
ولذا اتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال في كل شيء جمال الروح وجمال الخلق وجمال التعامل وجمال الدين وجمال الهيئة وجمال الأناقة و,,, الخ.
والجمال هنا يكون الجمال الطبيعي البسيط الذي لا تكلف فيه والحظيظ كما يقولون هو ما جمع ما بين الاثنين الجمال الروحي والجمال الشكلي كالهندام والأناقة,,, الخ.
فالدنيا إن تعاملنا معها بجمالها الروحي والمادي وبشكل متوازن فإنها ستكون جميلة بإذن الله مهما كانت الظروف بقساوتها وشدتها، مرارتها وحلاوتها، خسارتها ومكسبها، نجاحها وفشلها وذلك لا يكون إلا بالإيمان بالله تعالى وبأقداره وبقضائه متذكرين قوله تعالى: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ووفق سنة محمد صلى الله عليه وسلم: عجب لأمر المسلم كله خير إن اصابته سراء شكر وان اصابته ضراء صبر,, الحديث , أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
على ان لا تقاعس ولا تكاسل ولا تخاذل ولا تهاون.
إذاً الدنيا جميلة فقط للمسلم الحق
اصدقكم قولاً انها رائعة مع علاتها
فالحمد لله الذي جعلنا من أمة الإسلام, وتقبلوا تحياتي.
حسين الراشد العبد اللطيف

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved