| عزيزتـي الجزيرة
مما لا شك ولا ريب فيه ان التعليم في بلادنا الغالية خطا خطواتٍ واسعة في مجال التطور غير المحدود حتى عانق آفاق المجد وعنان السحاب، وهذا ليس بمستغرب في ظل اهتمام رائد التعليم الأول في المملكة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بالعلم والتعليم والمعلمين منذ استلامه زمام وزارة المعارف عام 1373ه فتلك السنة أصبحت نقطة تحول في مجال التعليم، فمنذ تلك اللحظة والتطور العلمي ارخى سدوله على مملكتنا وسابق الريح حتى وصل الى ما وصل اليه اليوم من اعجاز.
فقد لاحظ العالم اجمع وبعون الله تعالى ,, انتشار المدارس وبجميع مراحلها المختلفة في جميع مدن وقرى وهجر مملكتنا الحبيبة المترامية الأطراف، وتم توفير كافة ما يلزم لهذه المدارس من أثاث وكتب ومدرسين وكل ذلك بالمجان، حرصاً منه حفظه الله على تفشي العلم والقضاء على وباء الجهل وقيود الأمية وكان له ما أراد، فلم يقف التعليم عند هذا الحد، بل امتد الى ما هو أبعد من ذلك فافتتحت الجامعات وفي جميع التخصصات وفي اغلب المناطق وعلى أعلى المستويات لتخرج أجيالاً قادرة على رد بعض الجميل لهذا الوطن المعطاء.
ولكن الذي لفت نظري في الآونة الأخيرة بعض القرارات التي أصدرت من قبل وزارة المعارف وذلك فيما يخص معاملة المعلمين للطلبة، والتي من وجهة نظر شخصية اعتبرها سلبية في حق المعلم وسلبية في صالح الطلاب أيضاً، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
ومن هذه القرارات: منع ضرب الطلاب من قبل المعلمين,, فبصفتي من المنتمين لأجل واشرف المهن على الاطلاق وهي التدريس، أرى من وجهة نظري ان منع الضرب كان له بالغ الأثر في تغييب هوية المعلم، وفقدان احترامه الذي كان يحظى به في السابق حتى من طلبة الابتدائي، وايضاً ساهم وبشكل مباشر في فساد اخلاق بعض الطلبة وهذا هو المؤسف وتدنى مستواهم التحصيلي والعلمي مرتكزين على قاعدة ممنوع الضرب فلا تستغرب ان يخلع احد الطلبة قناع الحياء والأدب مع معلميه حتى ولو كان في الابتدائي مستنداً على القاعدة إياها والتي حفظها عن ظهر قلب وكان لأولياء الأمور نصيب الأسد في ذلك، فمصيبة الا يهتم الطالب بحفظ دروسه وحل واجباته ولِمَ لا؟ إذ لا يوجد رادع لهذه التصرفات التي تضر بتحصيله العلمي ومسيرته العلمية والمصيبة أعظم عندما تضيع الأخلاق وتذهب أدراج الرياح مع آخر عصا تم اقتلاعها من آخر مدرسة، فلعلكم تلاحظون الفارق الكبير والشائع بين احترام المدرس في السابق وما هو عليه في وقتنا الحاضر، ففي السابق: كنت شخصياً أرى المدرس فألوذ بالفرار لاستنجد بأقرب ركن أو زاوية حتى لا يراني مدرسي، علما بأني كنت من المتفوقين دراسياً والمؤدين لواجباتهم المنوطة بهم والمؤدبين أخلاقاً.
أما الآن فحدث ولا حرج، ولعل الجميع مر بهذه الحالة ولكن في ال س ا ب ق.
وحتى لا يكشر أولياء الأمور عن انيابهم في وجهي فأنا لا أطالب بالضرب المبرح الذي تظهر آثاره الجسدية على الطلاب بل الضرب المؤدب الذي تظهر آثاره العلمية والتربوية والأخلاقية على الطلاب, ليعرفوا ان هناك رادعا لاي تصرف مشين قد يقدمون عليه, وأنا متأكد أن هناك الآلاف من المعلمين ان لم يكونوا جميعهم من مؤيدي رأيي هذا.
لذا نرجو من القائمين في الوزارة إعادة النظر في هذا القرار الذي حطم هيبة المعلم واضر بصالح الطلاب.
أيضاً ساءني ما سمعته مؤخراً من احد طلبة التوجيهي بشأن رفع رسوم الاشتراك في مجاميع التقوية من 130 ريالا حسب علمي الى 250 ريالاً للمادة الواحدة فلماذا كل هذا التعقيد للطلبة، واثقال كواهل أولياء أمورهم بمبالغ مبالغ فيها فهل هذا استغلال لظروف طلبة التوجيهي الذين يبحثون بنهم شديد عن سبل تجاوز عن ذلك الشبح المرعب الذي أصبح هاجساً يؤرق مضاجعهم ألا وهو المعدل في ظل ضمور الفرص الوظيفية, فاتقوا الله في ابنائكم الطلبة فالكثير الكثير منهم غير قادرين على دفع هذا المبلغ ولو لمادة واحدة لان أولياء أمور أكثرهم لا يقبض أكثر من 1000 ريال شهرياً.
والله من وراء القصد.
مليح عياف الرويلي طريف
|
|
|
|
|