| محليــات
في تاريخنا الحديث شهدنا مجازر إسرائيلية للفلسطينيين في لبنان وفي الضفة الغربية، شهدنا الشيوخ والأطفال يُقتلون، وشهدنا القصف المكثف على المخيمات والمدن العربية, فالتاريخ الدموي لدولة إسرائيل لا جديد فيه بل هو سمة لازمة للتصرف الإسرائيلي مع الفلسطينيين والعرب منذ أن تأسست دولة إسرائيل.
ومنذ أن بدأت فكرة السلام في الشرق الأوسط، وبضغط دولي، شهدنا توقيع اتفاقيات مع الفلسطينيين ثم التراجع عنها أو الالتفاف عليها أو تعطيلها أو الغاءها، ومن هنا فإن إسرائيل قد تستجيب لضغط مؤقت ولكنها سرعان ما تتجاهله, إسرائيل لا تريد السلام بل تريد الاستسلام، وتريد ان تفرض الشروط وتفصل المقاييس بالطريقة التي تستجيب لطبيعتها العدوانية.
وفي تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي قدمت الأمة قوافل من الشهداء، وتجاوبت المشاعر والعواطف مع الأحداث، وبعد أكثر من نصف قرن من الصراع يظل السؤال معلقا، إذ ما هي الدروس التي تعلمها العرب؟
إن إسرائيل توظف حالة الضعف العربي، ونفوذها الهائل في الغرب لتختبر أفكارا لكيفية الاختراق للصف العربي واضعاف موقف السلطة الوطنية الفلسطينية لكي تتجاوزها الأحداث أو تخضع لمقاييس إسرائيلية مفصلة طبقا لمنظورها الخاص ورؤيتها السياسية, ومن هنا فإن الرد العملي هو تجاوز حالة الضعف العربي ومقاومة النفوذ الإسرائيلي في الغرب، وذلك لا يكون إلا من خلال مؤتمر قمة عربي فعال يتجاوز أخطاء الماضي، وينجح في صياغة رد عربي على العدوان الإسرائيلي، ينشأ عنه تعزيز وتدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية.
لقد كثر الحديث عن عقد مؤتمر قمة عربي، وهناك ضرورة لعقده في مثل هذه الظروف، ولكن الضرورة وحدها لا تكفي لعقده، بل لابد أيضا من اعداد مسبق يتجاوز حساسية الاختلاف حول قضايا ثنائية، او تحقيق مواقف سياسية لدولة على حساب أخرى، بل توجه يرتكز على قضية انتفاضة الاقصى وما رافقها من احداث، ويضع ملف السلام على جدول اعماله، للخروج بموقف عربي موحد يساعد على تجاوز حالة الضعف ويسمح بالاستجابة للتحدي الاسرائيلي بما يخدم مصلحة الأمة وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
الجزيرة
|
|
|
|
|