أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th October,2000العدد:10235الطبعةالاولـيالجمعة 9 ,رجب 1421

أفاق اسلامية

حديث المرأة
المدارس الأجنبية مرة أخرى
د,رقية بنت محمد المحارب
لا يمكن أن تمر الدراسة دون التذكير بخطورة المدارس الأجنبية أو ما يسمى العالمية على المنظومة الاجتماعية والفكرية, ولهذا التأكيد مبرراته التي منها أنها لا تزال في بداياتها لدينا، ومع أنها في بداياتها إلا أن بعضها لا يلتزم بالتعليمات المقيدة لنشاطاتها، ومنها أن كثيرين يعتقدون ويجانبهم الصواب في هذا أنها تقدم تعليماً يفوق ما تقدمه المدارس الأهلية والحكومية التي تعتمد المناهج الرسمية.
يتفق الجميع على حقيقة ان التعليم هو أساس تقدم أو تخلف المجتمعات وليس المقصود بالتعليم مناهج جيدة تواكب كل جديد مع محافظتها وتشديدها على التميز الأخلاقي وحرصها على التحصين والتثقيف فحسب بل يشمل التجهيزات المتطورة والمعلمين الذين يدركون أهمية دورهم وعظيم رسالتهم ويترجمون بأعمالهم وحسن تعاملهم مع طلابهم ما يعلمونه.
صحيح أن هذه المدارس العالمية تخدم في الغالب الجاليات المقيمة ولكن لماذا لا نحاول التأثير انطلاقاً من مكانة بلاد الحرمين وان نجعل من هذه المدارس أجواء علمية تدعم الأمن في بلدنا وتجعل منهم دعاة في بلدانهم وقت رجوعهم اليها, لقد حذر الغيورون من هذه المدارس وهذه أولى ثمراتها المرة للأسف طالعتها بإحدى الصحف قائلة: إن المدرسة العالمية الإندونيسية أقامت حفلاً موسيقياً لأبناء الجالية الإندونيسية! وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها هذا الأمر، نقول للأسف أولاً: لأن الحفل لم يكن معرفاً باندونيسيا أكبر بلد إسلامي، وثانياً: لأن الحفل كان موسيقيا ومختلطاً!! وثالثاً: لأنهم لم يحترموا قدسية هذا البلد وضربوا بعرض الحائط بالقيود التي أقرتها وزارة المعارف لهذا النوع من المدارس, لقد أثبت هذا الحفل ان هذه المدراس تدرس الموسيقي وتهتم بها اهتماماً غير عادي وتقر الاختلاط وتشجعه وتجاهر به! فهل هذا هو التعليم الاجنبي الذي يتمناه بعض أولياء الأمور لأولادهم؟ وهل هذا هو الذي يدمي العقل والابتكار كما يدعي بعض المنبهرين؟ وإذا كانت هذه المدرسة العالمية الاندونيسية فماذا في جعبة المدارس العالمية غير المسلمة؟
ليس غريباً اذا ان يكون 97% من عبدة الشيطان في مصر من المنتسبين الى هذه المدارس وإذا كانت هذه بعض برامجها، وليس بعيداً ان يكون فيها أشياء لا تخطر على البال, واوجه هذه الرسالة لمعالي وزير المعارف وهو رجل التربية والتعليم مطالبة بالوقوف بحزم أمام هذه التجاوزات وتطبيق الأنظمة الرسمية ولابد ايضا ان نعتني بالمدارس الأهلية والحكومية في مبانيها وتجهيزاتها وأساليب التعليم فيها ومناهجها وتنمية مهارات الطلاب والطالبات بكل ما يعينهم على مواجهة مصاعب الحياة العملية والعيش بشرف من أكل أيديهم، وما يساعدهم على تقوية إراداتهم أمام المغريات والفتن والانبهار الزائف بما تقدمه هذه المدارس وأشباهها, وقد أصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء بياناً حول حكم فتح المدارس الاجنبية في بلاد المسلمين جاء فيه: لايجوز للمسلمين فتح المدارس والكليات الاجنبية ولا تشجيعها ولا الرضا بها ولا ادخال اولاد المسلمين بها لأنها من وسائل الهدم والتدمير للعقيدة الإسلامية أ,ه .
يقول أحد الباحثين في شؤون هذه المدارس: إن المدارس الاجنبية تضرب العقيدة في مقتل وتقتل الانتماء وتساهم في مسخ الشخصية فالطلاب الذين يتخرجون من هذه المدارس يكون ولاؤهم للدولة التي تتبعها المدرسة، وتساهم تلك المدارس في تمييع الأخلاق والترويج لدعاوى الحرية الشخصية.
إنها دعوة لأصحاب المدارس العالمية ولكل مسؤول عن التعليم ان يجعل من نفسه حارساً للتنمية وحرباً على مروجي أسباب التخلف.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved