أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th October,2000العدد:10235الطبعةالاولـيالجمعة 9 ,رجب 1421

أفاق اسلامية

الأمين العام للمجلس الأسلامي في بريطانيا يؤكد لـ الجزيرةٍ
الوجود الإسلامي في الغرب يتقوى والإقبال على الإسلام أكثر وأشد
الذوبان الفكري الحضاري كبرى مشكلات الجاليات المسلمة في أوروبا
ما يحدث من مشكلات في البلاد الإسلامية أمر خارج عن نطاق الجالية المسلمة في الغرب
د, صهيب بن حسين عبدالغفار وأحد من أبرز العاملين في الساحة الإسلامية في بلاد الغرب، ومن أكثر المهتمين بمستقبل الإسلام في بلدان الأقليات وذلك بحكم حضوره الفاعل في المؤتمرات والندوات العلمية والمناشط الإسلامية التي تعقد في أوروبا وغيرها، وبحكم توليه مناصب عدة مثل داعية، ورئيس وقف مسجد ومدرسة التوحيد بلندن، والأمين العام للمجلس الإسلامي في بريطانيا، إضافة على عضويته في عدد من المجالس والهيئات الإسلامية في اوروبا وخارجها.
ولأهمية الحوار مع د, صهيب التقت الجزيرة معه للحديث حول قضايا الجاليات الإسلامية في اوروبا وخصوصاً في بريطانيا، بالاضافة إلى حديثه عن مستقبل وواقع الإسلام في اوروبا، ووضع الاقليات المسلمة وغير ذلك من القضايا الإسلامية المتنوعة ، جاءت على النحو التالي:
* كيف يمكن تصحيح بعض السلبيات التي يقوم بها بعض المسلمين غير الفاهمين لدينهم ويستغلها الإعلام الإنجليزي في التأكيد على سطحية الفكر الإسلامي؟
لا شك أن هناك عدداً من الجهات مثل التكفييريين الذين لا يدعون فرصة إلا واستغلوها للطعن في دولة التوحيد والنيل من كرامة علمائها وشيوخها وقد يجيزون عمليات الإرهاب في الدول الإسلامية لإظهار تعتيمهم واحتقارهم ولهذا مما يثلج صدور الأعداء من بني الاصفر والاحمر ممن لا يريدون أن يكون للإسلام شوكة أو تقوم له قائمة.
ويجب على الدعاة المسلمين والأساتذة الواعين التصدي لمثل هذه الأفكار على صفحات الجرائد ومن خلال منابر الإعلام الأخرى كما يجب على المنظمات الإسلامية إبراز الحقيقة ناصعة البياض من خلال مؤتمرات وندوات تعقد لهذا الغرض، خاصة وان السيل لا يقاومه إلا سيل مثله والحديد لا يفلح إلا بالحديد.
* ما هو تصوركم لمستقبل الإسلام والمسلمين في أوروبا رغم كل التحديات التي تواجههم.
هناك دول في أوروبا للإسلام فيها قدم راسخ ووجود قديم مثل البوسنة والهرسك وكوسوفو والبانيا وعدد من دول اوروبا الشرقية إلا ان الشيوعية طغت على معظم الوجود الإسلامي في هذه الديار ولولا الله ثم هذه الصحوة الأخيرة التي حدثت من جراء حروب الإبإدة التي شنها أعداء الإسلام لكان هذا الوجود الإسلامي عرضة للانهيار.
وهناك دول أخرى مثل المانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وغيرها من أقطار اوروبا الغربية التي دخل فيها الإسلام بطريق المهاجرين المسلمين الذي وفدوا إليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وقد قاموا ببناء المساجد والمدارس، وعديد من الأنشطة الأخرى، ومن الملاحظ ان الوجود الإسلامي في كلا الدارين يتقوى يوماً بعد يوم والاقبال على الإسلام أكثر واشد مما كان عليه في زمن من الازمان فلذلك يمكننا ان نقول ان هناك مستقبلا زاهراً للإسلام في هذه الديار شريطة ان يحافظ المسلمون على الجيل الجديد من ان يذوب في الحضارة الغربية وشريطة ان يضاعفوا جهودهم للتمسك بأهداب الإسلام.
* كيف يمكن للمسلمين في بريطانيا إبراز الصورة السمحة للإسلام، بدلاً من الصورة التي يبرزه عليها الإعلام الغربي بأنه دين يدعو للعنف والإرهاب؟
الجالية المسلمة التي وفدت الى هذه البلاد واستقرت فيها منذ الخمسينات كانت مهتمة بتحسين وضعها المادي أكثر من أي شيء آخر، وطبيعيا كان لها اهتمام بدينها ومعتقداتها، فبرزت في المجتمع البريطاني كجالية آمنة مطمئنة لا صلة لها بعنف ولا إرهاب، ولم تحدث هناك أية حوادث مما يدل على شيء من هذا إطلاقاً.
أما ما يحدث في البلاد الإسلامية من معارك بين القوى الإسلامية والأخرى العلمانية أو في بعض البلاد التي يوجد بها أقليات مسلمة من حركات التحرير والاستقلال فهذا أمر خارج نطاق الجالية المسلمة المتوطنة في الغرب، إلا أن وسائل الإعلام الغربي ما اسرع ما تتهم المسلمين بالإرهاب أو العنف وذلك لأجل تعاطفهم مع قضايا المسلمين في العالم.
والمفروض ان تهتم الجاليات المسلمة بالدعوة في هذه البلاد بدون استعمال أي عنفٍ او شدة حتى تبقى لهذه الجالية ميزتُها التي تميزت بها منذ ان وطئت اقدامها هذه الأرض.
* كيف ينظر فضيلتكم الى ظاهرة تعدد التيارات الفكرية العاملة على الساحة الإسلامية وهل تراها ظاهرة صحية، أم مرضية يجب علاجها؟
هذه البلاد عُرفت بالاستقلالية والحرية والساحة مفتوحة لكل ناعق ولا يمكن ان تستبد جهة بفكرها المعين كدأب الدول الاشتراكية او التي تغلب عليها الدكتاتورية، وما من شك ان جو هذه البلاد يُرحب بالتعددية في الأفكار والدعوات فصار مجالها مجالاً خصباً لجميع التيارات المختلفة الموجودة عند الحركات الإسلامية وهي تجمع في طياتها الفكر المنحرف مع الفكر السليم.
ويجب على من تشبع بالفكرة الصحيحة النابعة من وحي القرآن والسنة أن يكون اهتمامه بنشر الفكر الصحيح والرد على الفكر الشنيع بجميع ما أوتي من قوة وصلاحيات ومن خلال جميع الطرق المتاحة في هذا المجال من منبر الجمعة الى منابر المنتديات والمؤتمرات ومن صفحات الجرائد الى مخزونات الكتب والمدونات، فإذا كان الباطل نشيطاً في نشر خزعبلاته فليكن أصحاب الحق انشط منه في نصرة الحق وأهله.
* ما المصاعب التي تصادف الأقليات المسلمة في أوروبا، خاصة في بريطانيا؟
المشكلة الكبرى التي تواجهها الجاليات المسلمة في أوروبا وفي بريطانيا خصوصاً هي الذوبان الفكري الحضاري الذي يهدد الجيل الجديد فإن الغرب بجميع وسائل الإعلام والتربية يكاد يحيط به من كل جانب مثل السيل الجارف الذي يكاد يذهب بتياره القوي كل ما كان في طريقه من حواجز وحيطان، فلذلك وجب على الجالية المسلمة بناء حواجزها الخلقية والدينية من حديد وفولاذ بحيث لا تنجرف مع تيار السيل الحافز الذي يتجه اليها من كل جانب، ومن هذه الحواجز بناء المدارس للبنين والبنات بحيث يتهيأ فيها جو إسلامي وطبع مطبوعات من جرائد ومجلات تدعو الى تعزيز الثقافة الإسلامية وتقوية الجوانب الخلقية واستغلال جميع الطرق التي تساعد في الحفاظ على كيان المجتمع المسلم المتميز.
* ما جهود مركزكم في دعوة غير المسلمين للدخول في الدين الإسلامي، وكيف يتم التعامل مع المسلمين الجدد؟
المركز الذي أشرف عليه هو مسجد ومدرسة التوحيد في حي ليتون بمدينة لندن، ان المركز يرجع اليه عادة المسلمون للصلوات وحضور الدروس والحلقات العلمية، وهناك مسلمون جدد يحضرون هذه البرامج بعد ان استحكم الإسلام في قلوبهم واذهانهم ومن بين الدروس التي تقام في المسجد درس في لغة القرآن الكريم يحضره عدد من الناس ومنهم المسلمون الجدد ايضاً، أما من ناحية دعوة غير المسلمين للإسلام فقد نظمنا لقاءين الى الآن وهو عبارة عن معرض للثقافة الإسلامية التي تضم صوراً للمساجد الأثرية وكتابات بخطوط مختلفة وملصقات عن الدعوة نفسها مع عرض عدة أحاديث للمسلمين الجدد بطريق الفيديو وقد وجهنا الدعوة على مئات المواطنين الانجليز ممن يسكنون حول المسجد، وقد استجاب الى هذه الدعوة حوالي مائة شخص في كل لقاء من هذين اللقاءين وكان لهذا المعرض أثر طيب في قلوبهم وقد عاد أحدهم مسلماً بعد ان دخل كافراً ولله الحمد.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved