أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th October,2000العدد:10235الطبعةالاولـيالجمعة 9 ,رجب 1421

متابعة

إنها ركن الأسرة وراعيتها
حرص الاسلام على تربية الفرد المسلم، ولا يتأتى ذلك إلا عن طريق العلم والتعليم، الذي به يتميز الفرد عن الآخرين لقوله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) فالإيمان الكامل بالله سبحانه لا يكون إلا مع العلم، وقد حفظ الاسلام حق المرأة في التعليم، فحظيت بمكانة رفيعة في سلم التعليم، ولا أدل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم,,, وهذا تعميم شامل للمسلم والمسلمة لما عليهما من واجبات لا يمكن تأديتها الا بالتعليم، الذي يتيح الفرصة للمرأة لكي تنهل من مناهل العلم لنيل ما ينفعها في دينها ودنياها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين وبالعلم تتمكن المسلمة من معرفة الحلال والحرام والشرائع والاحكام، قال تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء).
فإذا كان القرآن العظيم والسنة المطهرة حثا على طلب العلم، فهذا يفرض علينا اعطاء التعليم كل ما يستحقه من جد واهتمام فالتعليم هو الاساس الذي تقوم عليه حضارات الامم ماديا ومعنويا فالعلم ضرورة للخروج من الظلمات الى النور انه منطلق النهوض من الجهالة الى المعرفة ومن الضعف الى القوة، ولهذا المفهوم بدأت بلادنا الطاهرة منذ عهد موحدها وباني كيانها الملك عبدالعزيز يرحمه الله في التأسيس للتعليم، وقد كانت البدايات صعبة جدا فاستطاع اصحاب العزم والحسم والرؤية المستقبلية تحقيق اهدافها العليا السامية فانتشر التعليم وعم كافة ارجاء المملكة وانتشرت المدارس والمعاهد وتعددت فيما بعد الجامعات وأقبل المواطنون على التعليم فانحسرت الامية وتلاشى الظلام وعم نور العلم، كل ذلك بفضل الله عز وجل ثم بفضل جهود المخلصين الصادقين من قادة بلادنا الكريمة وجهود العاملين المخلصين من منسوبي التربية والتعليم، وندرك جميعا اهمية المعلم والمعلمة لما يبذلانه من جهود لأنهم موجهو الامة وبناة المستقبل ولذا فإن الثقة بهم واجبة واكرامهم أوجب، وتراثنا الاسلامي يعتز بالمعلم وبمكانته اعتزازا كبيرا يفوق اعتزازه بأي مهنة اخرى من المهن المتخصصة فرسولنا الكريم وخاتم النبيين هو المعلم الاول والقدوة لكل المعلمين ورسالته التربوية في تنشئة الافراد وتطوير المجتمع هي رسالة الاسلام الخالدة.
ولقد أصبح من المؤكد في كل البحوث التربوية الجديدة ان المعلم هو العنصر الاساسي في العملية التعليمية وأن دوره الكبير في هذه العملية لا يعوضه اي عنصر آخر سواء أكان ذلك المدرسة ذاتها أم الكتاب المدرسي أم المنهج الدراسي او اي وسائل تعليمية حديثة، فالمدرس هو الذي يعطي لكل هذه العناصر دورها وهو الذي يساعدها على ان تحقق الدور المنشود لها، وللمعلمين والمعلمات الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في القضاء على الجهل والنهوض بالأمة وتقدمها، والمعلمة الصالحة تربي النشء على محبة الله وطاعته حين تكون القدوة الحسنة لبناتها الطالبات في جميع الامور، لذا تستحق التكريم والاشادة وليس بكثير ان يحتفى بها، فهي بمثابة الأم يجب احترامها وتقديرها.
ان دور المعلمة في التربية والتعليم يفوق دور الرجل لأنها ركن من أركان الاسرة فهي الأم والاخت والزوجة وهي راعية في بيت زوجها ومربية ومسؤولة, وانطلاقاً من هذه الاسس اهتمت حكومتنا الرشيدة أدام الله عزها ونصرها بالمعلمة، فوفرت لها الامور التي تساعدها في استمرارها في العطاء وتهيئة الظروف المناسبة لها، فقامت الرئاسة العامة لتعليم البنات بفضل من الله ثم دعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وبمتابعة من معالي الرئيس العام لتعليم البنات د, علي بن مرشد المرشد بتقديم الحوافز للمعلمات ومنها:
أولاً: افتتاح دور للحضانة مع مطلع العام الدراسي 98/ 1399ه كتجربة، تلاها التوسع في افتتاح العديد منها خدمة لاطفال العاملات، لتوفير الرعاية لهؤلاء الاطفال، ولتأدية العاملات الواجبات المطلوبة منهن في ظروف نفسية مريحة.
ثانياً: افتتاح رياض الاطفال الحكومية، التي من ضمن اهدافها قبول اطفال العاملات ولتتمكن المعلمة من اداء دورها في المدرسة، بعد ان اطمأنت على اطفالها في هذه الرياض.
ثالثاً: اقامة الدورات وبرامج التأهيل والتدريب التي تهدف الى تحسين ورفع كفاءة المعلمة وفعالياتها الانتاجية، من خلال برامج التأهيل التربوي وبرامج التوعية والتجديد في مجال التربية.
(أ) برامج التأهيل التربوي:
وتتلخص في برنامج الدبلوم العام في التربية وهذا البرنامج يختص بالجامعيات، ممن هن على رأس العمل ولسن من خريجات كليات التربية، ومدة الدراسة سنة دراسية وتسهم كليات التربية الجامعية التابعة للرئاسة بالاشراف والتدريس في هذا البرنامج عن طريق أعضاء هيئة التدريس بها.
(ب) برامج التوعية والتجديد في مجال التربية:
وهي برامج تدريبية سنوية قصيرة المدى، وتشمل كافة المراحل التعليمية في مختلف المواد المقررة.
رابعا: الرعاية الطبية الأولية: حيث تهتم الرئاسة بذلك عن طريق الخدمات الطبية ووحداتها المنتشرة في انحاء المملكة والتي تقوم بتحويل الحالات المرضية إذا استدعى الامر إلى المستشفيات الحكومية الكبرى.
وفي الختام اهنئ المعلمة السعودية بيوم تكريمها بنجاحاتها المتعددة والمتميزة، فهي المربية الفاضلة سواء في بيتها او مدرستها وقد بذلت الكثير وستبذل إن شاء الله مزيدا من العطاء في خدمة هذا الوطن الغالي على الجميع، وأذكّر الجميع بعظم الامانة الملقاة على عواتقنا بكل دقة واخلاص والحرص على تربية النشء التربية الصالحة التي تعود بالخير والنفع على الامة جميعا.
سعد بن عبدالله بن خنين
وكيل الرئاسة للشؤون التنفيذية بالنيابة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved