| متابعة
إن الأدوار والمهن التي يقوم بها الإنسان في الحياة متفاوته بالرغم من أنها تصب في معين واحد وهو خدمة المجتمع، فالطريقة التي يعمل بها الفرد أو يشعر بها تحدده الطريقة التي عمل أو شعر أو فكر بها، والمعلم أو المعلمة كغيرهما يعملان في ضوء أهداف عامة للمجتمع وهما يحدوان الطريقة التي يعملان بها.
ولكن حين يصيب أي منهما فتور وملل نحو مهنته فهذا هو السؤال الهام,, وهو ما حاولنا الوقوف عليه في هذه العجالة من خلال حديثنا مع عدد من المعلمات حول عملهن ومدى شعورهن بهذا العمل ما بين الوصول للملل وتحقيق الطموح.
فالمعلمة سارة عبدالعزيز تقول:
أمضيت عشرين عاما في التعليم وجعلني الملل أنحو نحو التفكير في تغيير مجالي الوظيفي من معلمة إلى إدارية وما أشعر به بعد هذه السنوات أن تجاوب تلميذاتي ونظرتهن التي جعلتني أحقق طموحاتي في مجال التدريس.
بينما المعلمة منيرة الحسين ترجع شعورها بالملل خلال الواحد والعشرين عاما التي أمضتها بالتدريس للمادة وللطالبات ففي كل عام تكثر اللامبالاة ولا تجد الطالبة الواعية التي تسأل وتتحاور معها وكانت السنوات الأولى في عملها قد حققت لها الكثير من الطموحات حتى أنها تتذكر طالباتها في تلك السنوات.
وتقول المعلمة ندى الصالح:
أنني أعمل منذ خمس سنوات ولم أحقق أي من طموحاتي التي كنت أنشدها وقت الدراسة لذا فإنني اشعر بالملل ما بين آونة وأخرى.
وتقول فاطمة الدغيثر:
إن جمود المقررات وطولها يجعلني أقف ما بين تحقيق طموحاتي وما بين ما أشعر به من ملل خلال الأربعة وعشرين عاما من قيامي بالتدريس فالمعلمة تهتم بالكم ولا تهتم بالكيف لما حولها من أنظمة مركزية تسلبها حق اتخاذ قرار أو تغيير أسلوب في تدريسها فهي مجرد منفذة لقرارت قد لا تكون لديها القناعة بها مما يقتل طموحاتها.
وتؤكد المعلمة تهاني الرفاع معلمة الرياضيات في المرحلة الثانوية أن الملل يرجع للروتين في العمل وليس في المقررات أوالمادة نفسها، وتقول: إن طموحاتها لم تتحقق وذلك لعدة أسباب وعلى رأسها أن مادتها تتطلب جوانب عملية أكثر منها نظرية فلا يوجد لها معمل للرياضيات لربط المادة بواقع البيئة والحياة.
وتقول المعلمة موضي صالح السلامة: حين يكون نصابي من الحصص فوق عشرين حصة اسبوعية فإنني اشعر بالملل لأن الارهاق يجعلني أشعر بالملل.
تقول المعلمة نوال عبدالرحمن : إن معلمة الاقتصاد الطموحة تظل بلا طموح بسبب شعورها بالملل لسوء المقررات الدراسية والطريقة المفروضة على معلمات هذه المادة وكثرة أعدادالحصص ويظل طموحها غير متحقق لأن رغبتها في التطوير وخاصة ما يخص المناهج لايجد قبولا من الجهات المختصة.
وتقول المعلمة فلوة الحامد:
لي سبع سنوات وأنا أدرس ولم أحقق آمالي وطموحاتي في التعليم بسبب تغيير ظروف الحياة والعصر ولكثرة ما نجده من احباطات وضغوط.
وتوافقها المعلمة منيرة الجبرين نفس الرأي بقولها: إن الروتين المعتاد هو الذي يجعل المعلمة تشعر بالملل وتجاوز ذلك يحتاج لتكاتف أطراف كثيرة تتدخل في العملية التعليمية منها إدارة المدرسة والإشراف التربوي وتطوير المناهج,,الخ.
وتعلل المعلمة م, أحمد شعورها بالملل بأنه راجع للظروف المحيطة من حيث كثرة الطالبات مع صغر حجم الفصول وعدم تقدير المعلمة من قبل الطالبة أو من قبل الجهات المختصة.
وتقول المعلمة رضا عبدالعال: إن التعليم متعة لكن الشعور بالملل سببه كثرة الضغوط على المعلمة فأنا أمضيت تسع سنوات في العمل وما يشعرني بالملل هو كثرة الضغوط وعدم توفر الامكانات لتحقيق طموحاتك كمعلمة.
بينما تقول المعلمة (س,ع) معلمة علوم في المرحلة المتوسطة:
في السابق لم أشعر بالملل ولكني بسبب ظروف صحية وعائلية أشعر الآن بالملل إلا أن قيامي بواجبي يحتم علي العمل بإخلاص رغم أنني لم أحقق طموحاتي فمجال العمل والعلم مستمر ومتجدد فكلما بذل الإنسان جهده يجد أنه يريد أن يعطي أكثر وأنا أبذل الجهد تلو الجهد من أجل العطاء في مجال تخصصي.
وتقول منال السالم معلمة رياضيات في المرحلة المتوسطة:
هذه السنة هي السنة الثالثة لي بالتعليم واعتقد أنك ستتفاجئين إذا قلت لك أنني بدأت أشعر بالملل أحيانا مع اختلاف درجته وإن كنت أحاول تحقيق طموحاتي.
وتعلل المعلمة نورة الكنعان أساب الملل لدى المعلمة بأنها ترجع للضغوط النفسية من مهنة التدريس ولتقليل مكانتها لدى طالباتها وكل شيء يلقى على عاتق المعلمة مما يجعلها تقابل صعوبات قد تحول دون تحقيق طموحاتها.
طموح متجدد
وهناك من يخالفن هؤلاء المعلمات في الرأي والشعور فالمعلمة عزيزة العريك تقول:
لقد أمضيت أربعة عشر عاما في التدريس ولم أشعر بالملل لأنني اشعر في كل عام أنني أؤدي رسالة أطمح إليها وتحقق لي طموحي وطموح وطني ومجتمعي والذي أسأل الله العظيم المزيد لما فيه من منفعة لأجيالنا.
وتوافقها في ذلك المعلمة وفاء السليمان معلمة مادة المكتبة في المرحلة الثانوية قائلة:
أمضيت أربعة أعوام في تدريس مادة المكتبة ولم أشعر بالملل فهذه المادة جديدة وحيوية وتقبل الطالبات وتجاوبهن معها وفهمها وحب الإطلاع واعداد الأبحاث والدراسات يحقق علاقة جيدة جادة مع المكتبة التي لم تعد مجرد مبنى يعلو رفوفه الغبار.
وتقول المعلمة ناهد محمود معلمة تربية فنية للمرحلة الثانوية:
أمضيت ستة أعام في تدريس مادة الفنية وحتى الآن لم أشعر بالملل من المادة نفسها وإنما شعرت بالملل من الوضع العام في المدارس إلا أن تقبل الطالبة للأفكار المتجددة التي تتطلبها مادتي وتطبيق هذه الأفكار بطرق فنية مبتكرة يحقق لي طموحاتي.
كذلك تقول المعلمة جواهر عبدالرحمن معلمة أمضت ثماني سنوات في التدريس:
لم أشعر بالملل لأنني أؤدي رسالة سامية وأمانة أحرص على نقلها بكل حيوية ونشاط والأمل يحدوني لتقديم المزيد والمزيد فشرف العمل في هذه المهنة يجعلني أنتهز كل فرصة لخدمة بنات وطني في أي موقع.
وتقول المعلمة جواهر إبراهيم النشمي:
إن حياة الإنسان لا تخلو من الملل بأي شكل من الأشكال لكن بالنسبة لمجال التدريس لم أصل ولله الحمد للملل لأن عمل المعلمة مهنة متجددة ومتغيرة من دروس وإطلاعات مختلفة ومتجددة وأشعر أنني ولله الحمد أخذت بالأسباب الموصلة لتحقيق طموحاتي ونجاحها وعلى المدى القريب والبعيد حتى أحقق الأجر من الله سبحانه وتعالى ونسأل الله أن يوفقنا لتحقيق هذه الطموحات وأن يسهل لنا ويوجد الأسباب الموصلة للنجاح.
وتقول المعلمة هند اللحيدة:
لي ثلاث عشرة سنة بالتعليم ولم اشعر ولله الحمد بالملل ففي ظل ما تقدمه الدولة الرشيدة من دعم للعلم والقائمين عليه فالمستقبل يبشر بالخير الكثير للمعلم مما يساهم في تفعيل دوره في العملية التعليمية لذا فطموحاتي كمعلمة كثيرة ولا تتوقف عند حد معين.
وتقول المعلمة جميلة الجاسر:نظرا للدور الأساسي للتعليم وأهميته ولما للمعلمة من مكانة ودورها في الحياة فإنني أمضيت ما يقارب من 17 عاما ولم أشعر بالملل ولله الحمد وأجد أنني حققت معظمها ولكني أطمح لأحقق أكثر من ذلك.
تقول المعلمة سميرة العسيري:
لا غنى للمجتمع عن المعلمة مهما تقدمت معطيات العصر الحالي فالمعلمة يجب أن تطور نفسها وأسلوبها حتى لا تشعر بالملل فمع نهاية كل عام دراسي أشعر بأنني استطعت أن أفيد فئة من المجتمع لذا فإنني أشعر بتحقيق طموحاتي.
كذلك تقول فاطمة الطريف:
أمضيت عشر سنوات في التدريس ولم أشعر بالملل لأنني أحب عملي وأقوم به عن قناعة داخلية واحتساب للأجر من الله وان كان طموحي لا يقف عند حد معين إلا أنني أطمح للأفضل.
وتوافقها في ذلك مشاعل الشريف التي تقول: أمضيت في التدريس ثمانية أعوام وبرغم ما قد يكون في العمل من بعض الروتين إلا أن متعتي به تشعرني بسعادة غامرة فأغادر يومي الدراسي وأنا أنتظر يوما آخر للعطاء وطموحي ليس يعنيني لذاتي وإنما طموحي في تقدم طالباتي وأن أكون صنعت جيلا عميق الوعي عالي الأمنيات.
وتقول المعلمة ابتسام الربيع:
إن العطاء يمنحنا القدرة على ان نظل نبحث عن التجديد حتى لا يتسرب إلى أنفسنا الملل فالمعلم بحاجة لأن يصقل ذاته بكل ما هو جديد وحديث ليكون رديفا مساعدا له.
وتقول المعلمة فاطمة عتيق الدوسري:
إن إدارة التفاعل القائم بين المواد التعليمية والآلات التعليمية وتلميذاتي العزيزيات يجعلني لا أشعر بالملل خلال تسعة أعوام أمضيتها بالتدريس وما زال الطموح يسكنني لتحقيق الأفضل.
|
|
|
|
|