أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th October,2000العدد:10235الطبعةالاولـيالجمعة 9 ,رجب 1421

متابعة

التشويق والصدق من كفايات المعلم
لكل عصر سماته الخاصة التي تميزه عن غيره من العصور فعصر الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم جميعاً له من السمات التربوية مايجعله متميزاً عن غيره من العصور، في طريقة إعداد النشء وتربية الأجيال.
ولو تطرقنا لأهم الكفايات التي كان يمتلكها المعلم والطالب في زمن الصحابة وتابعيهم وذلك من خلال حديثهم في مجال العلم الذي كان يتنازعه غالبا فريقان : فريق المعلمين وفريق المتعلمين , لأن المعلم والطالب من أهم مرتكزات العملية التعليمية التعلمية, ويعد المعلم من الركائز الأساسية في العملية التعليمية لأنه مهما بلغ التلميذ من الذكاء والفطنة، ومهما كان المنهاج سهلاً ميسوراً رفيع الاسلوب، فانه لايستطيع تحقيق الهدف المنشود.
وله كفايات معينة, منها الخشوع في مجلس العلم وإخلاص النية، ولبس اجمل الثياب والتطيب، والوضوء لأن في هذا جذباً للطلاب، وترغيباً لهم في حلقة الدرس، فكان مالك بن أنس لايخرج لمجلس العلم إلا إذا لبس أجمل الثياب، ووضع أزكى الطيب، وتوضأ, ويروي مطرف بن عبدالله بن مطرف قوله: كان إذا أتى الناس مالكا خرجت إليهم الجارية فتقول لهم: يقول لكم الشيخ: تريدون الحديث أم المسائل؟ فإن قالوا المسائل، خرج إليهم، وإن قالوا الحديث دخل واغتسل، وتطيب، ولبس ثيابا جديدة وتعمم ووضع على رأسه رداء، ويلقى له منصة يجلس عليها وعليه الخشوع ,
وتشويق التلاميذ وتخير الوقت المناسب للدرس، يعتمدان على لباقة المعلم ونباهته في شد التلاميذ إليه، وإبعاد الملل والسآمة عن نفوسهم قال ابن مسعود: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا ,
ومثل هذا تنادي به التربية الحديثة، وبذلك يكون الصحابة قد سبقوها إلى ذلك حيث هم أي الصحابة علماء نفس إلى جانب دورهم معلمين ومجاهدين وعاملين، لإدراكهم أن النفس الإنسانية لها أوقات تتوق فيها إلى السماع، وذلك عند صفائها واستراحتها، كما أن لها أوقاتاً تكون فيها منزعجة قلقة لا تقبل علماً ولاعبرة، فالمعلم الناجح هو الذي يتخير الوقت المناسب لتعليم تلاميذه وتعزيز سلوكهم المرغوب.
كما يجب ألا يدّعي المعلم المعرفة، وأن تكون عنده الجرأة للاعتراف بما لايعرف، فإذا سأله تلاميذه عن شيء لايعرفه أو يجهله يقول: لا أعرف.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved