أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th October,2000العدد:10235الطبعةالاولـيالجمعة 9 ,رجب 1421

مقـالات

مرفأ
رامي الذي أبكانا
منيرة ناصر آل سليمان
أي كلمات يمكننا أن نقولها يا رامي، وقد هالنا ما رأيناه,,؟!
كنتَ تنتفض خوفاً وتبكي هلعاً، وقد التصقت بوالدك وكأن هذا الشيء سيحميكما من قسوة اليهود,,؟!
حتى صرعوك ياصغيري أمام أعيننا لتخر على الأرض ويظل والدك يعاني,,,!
نعم يا رامي رحلت بكل هذه القسوة، وتركتنا وقد أسبلنا الدموع وليتها تفيد,,,!
بكينا رعبك أولاً وهلعك قبل أن نعرف أنك ستسقط وتودع دنياً لم تذق فيها سوى مرارة الظلم,.
رحلت يارامي وظللنا نحن نبكي مصرعك نستشعر القهر في كل لحظاتك,,,!
ووالدك لكأنه يستطيع حمايتك وقد التف ذراعه حولك,,! ما أقساها من لحظات أن يشعر الإنسان بالضعف والهوان,,,! وما أقساها من لحظات أن يموت الابن على يدي والده وهو عاجز عن انقاذه,,! حتى حين جاء المسعف لم يسلم هو الآخر ليخر صريعاً,,!
فماذا بعد أيها القساة,,؟!
يكفي أنكم يهود لتكون قلوبكم كالحجارة أو أشد قسوة,,؟
فماذا فعل بكم رامي,,؟
ولكن هل سيحرك هذا المشهد الأليم في الطغاة وغيرهم ساكناً,,؟! هل سيستشعرون ظلمهم,,؟!
ماذا لوكان هذا ماحدث لقطٍ لهم أو كلب مدلل عندهم,,؟ إنهم سيقيمون الدنيا ولن يقعدوها,,! ستنتفض جماعات الرفق بالحيوان وربما جمعت الأموال لتأبين هذا الكلب وتشييد مجسم له,,! لكننا لانريد تأبيناً لرامي ورفاقه ولامجسماً ولاحتى أموالها نريد عدلاً أيه القساة,,!
فهذا رامي رحل وغيره كثير، وهذا والده يصاب بالشلل الرباعي وغيره كثير فماذا بعد,,؟
إن ذاك المشهد وغيره من المشاهد ستظل في قلوبنا إنها صرخات تستصرخ فينا ما خمد وتلهب ما انطفأ وها هم يهود الغدر والبؤس يذرفون دموع التماسيح يبكون صغيرنا معنا,,!
ويعتذرون بعد أن افتضح أمرهم وبين الله تعالى قسوتهم وقد كانوا يعصبون أعين العالم فلا يرى إلا مايريدون,,!
لكنك يا صغيري بمصرعك فضحتهم,,!
لكن هل ستستصرخ العالم يارامي,,؟

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved