أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th October,2000العدد:10235الطبعةالاولـيالجمعة 9 ,رجب 1421

مقـالات

هموم صغيرة
سؤال؟
تركي العسيري
* الحدث قديم بعض الشيء
لا يهم, فالعبرة في النهاية بمغزاه لا بزمنه.
لعلكم تذكرون حين اقدم رئيس تحرير مجلة شتيرن الألمانية على الاستقالة بعد ان قام بنشر مذكرات رودلف هتلر مكتوبة بخط يده كما اعتقد, وبعد حلقات اكتشف انه وقع ضحية سهلة لنصاب محترف باعه مذكرات مزيفة!
لم يبلع كبير كتبة الشتيرن ذلك كما يفعل الكثيرون من عباد الله في عالمنا الثالث بل اعلن ذات صباح ضبابي استقالته,, معلنا لقرائه الكرام عن اسفه العميق عما سببه لهم من آلام نفسية، ومادية,, نتيجة نشر هذه المذكرات,, مؤكداً لهم بان اقل ما يمكنه ان يدفع كثمن لمساهمته في الترويج لهذه المعلومات المغلوطة هو التضحية بمستقبله المهني !.
دعونا نسأل والسؤال لغير الله مذلة .
ماذا سيحدث لو ان مثل هذه الحادثة وقعت لمسؤول ما عن مطبوعة تقبع في عالمنا الثالث؟.
انتم تعرفون الإجابة قطعا!.
غير انني ومن منطلق مهني بحت اريد هنا ان اشير الى الفرق بين الصحافة في العالم المتمدين والصحافي في العالم الآخر .
بين الصحافة الحقيقية والصحافة اللاحقيقية.
في عالمنا الثالث,, تساهم الصحافة بقدر غير هين في ابتزاز القارئ، والضحك عليه وترويج الاكاذيب في وضح النهار مع اعتذاري لصديقي الحبيب صالح المعيض ونشر المذكرات التي يدعي اصحابها البطولة والتضحية من اجل هذا الوطن العربي الغلبان مستشهدين بأناس رقيقي الذمة او هم على احسن الافتراضات قد ماتوا ولقوا وجه ربهم الكريم منذ سنوات وسنوات!.
لن اكون عبيطا فأسأل,, كم من رئيس تحرير مطبوعة في عالمنا الثالث,, يمكن ان يُقدِمَ على مثل ذلك الشرف الرفيع,, الذي اقدم عليه رئيس تحرير مجلة شتيرن لا لشيء، إلا لأنني لا اريد في النهاية ان ابدو امامكم صغيراً جداً,.
وحقيراً,, جداً,,!!
لابي وجدي!
,, كلما قرأت موضوعا للكاتب الفنان الانسان عبدالله جفري، كلما شعرت ان الدنيا لم تزل بخير, وان هذه (الطاحونة) المأفونة التي تبتلعنا صباح مساء فتقتل فينا اجمل ما ورثناه ليست دائمة,, وليست نهائية.
هناك مقاتلون شرفاء مازالوا يعلموننا الحب، والانسانية.
ويعلموننا كيف نبدو بشراً,, لهم احاسيسهم الرقيقة، ولهم رؤيتهم الانسانية المفعمة بالنشوة والالق والأمل.
عبدالله جفري استاذ تعلمنا منه الكثير، واستفدنا منه الكثير, ولن يضيره ان الزمن الرديء,, لم يبدأ بعد عملية الغربلة والفرز, فرز المثقف النقي الذي يكتب للناس بحبر القلب، والمثقف الذي يكتب لنا بحبر الكوارث والقناعات الجامدة,,!

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved