|
| الاخيــرة
* الذين أرخوا لها، وتابعوا تفصيلاتها,, يصفونها بأنها معركة طاحنة,, خاض غمارها كثير من المحترفين ,, والهواة ، وتحمس لها جمع غفير من المتفرجين والمشاركين
وامتد لهيبها,,, ليغطي مواضيع متعددة ومتناثرة.
* وعلى كل حال,, فإن معظم المعارك الصحفية ينفلت زمامها لحظة اعلانهاا,, فتنطلق,, كصاروخ منعدم التحكم.
نعرف لحظة ومكان انطلاقه,.
لكننا ,, لا نعرف أين سينتهي به المسار أو من سيصيب.
* وتعود البدايات الأولى للمعركة الشهيرة أو لعلها أولى البدايات كما يشير بعض المؤرخين، الى رسالة عادية بعث بها القارئ (نون عين) الى باب عزيزي المحرر في جريدة النشاط ، المعروفة
واختار لها المحرر عنوانا عريضا يقول (أهالي قرية الرُّبوحي يطالبون بأكل التفاح).
* وقد طالب القارئ المذكور في رسالته بتعبيد الطريق الفرعي المؤدي,, الى تلك القرية حتى يستطيع ابناؤها أن يستمتعوا بالمنتجات المتنوعة كالتفاح مثلاً ,.
بدلا من الاعتماد شبه الكلي على تمر الزواهي .
* ولعل القارئ لام راء الذي لفتت تلك الرسالة البريئة,, انتباهه,, كان يعاني من مزاج,, متعكر,.
اذ بعث الى عزيزي المحرر برسالة شديدة اللهجة بعنوان الزَّواهي الوطني أشرف,, من التفاح,, الدخيل ,.
وعرض في رسالته بالتفاهة التي أبداها القارئ نون عين ,.
وأعلن أنه وكثير من الشرفاء أمثاله سيظلون أوفياء مخلصين,, لالزواهي ،
وأكد أنه اذا كان الطريق المطلوب تعبيده سيفتح الباب لالتفاح وما شابهه من الفواكه المنتنة.
فإنه وكثير من سكان قرية الربوحي يفضلون ان يظلوا بدون طريق معبدة الى الأبد.
* ختم رسالته بتأكيد أن الزَّواهي سيظل ويبقى أفضل التمور, بل وأفضل فواكه العالم على الاطلاق
* ولعل الأمر لم يكن ليتعدى هذه المشادة التحريرية بين قارئين ولكن تجري رياح المعارك بما لا تشتهي,, سفنها,, فكان أن تابع القراء,, ردودا, تناثرت وتعاقبت وتداخلت على النحو التالي:
1 قارئ متحمس من قرية أخرى كتب إلى عزيزي المحرر يعلن في غضب أن الزواهي ليس أفضل التمور,, ان لم يكن اسوأها,.
وأنه اذا لم يكن من الزواهي بدٌ فالتفاح,, أو حتى (الشعير) أولى بأن يؤكل وأن على القارئ لام راء ألا يسيء الى عائلة التمور بنسب (الزواهي) اليها.
خاصة اذا علمنا ان ثمرة الزواهي,, ثمرة مستوردة، وليست أصيلة.
* 2 الاديب والمؤرخ المعروف طاء الفائي ,, كتب مقالا مطولا يؤكد فيه أصالة الزواهي ,.
ويستعرض تاريخها .
واشار الى ان الثمرة المشكوك في أصالتها هي الزوافي وليست الزواهي
وان أي تعريض بأصالة هذه الثمرة العريقة يعتبر مؤامرة خطيرة على تراثنا البلحي الذي يجب ان ننقذه من براثن الجهلة والدخلاء.
* 3 الكاتب الشهير احمد بن نون كتب في زاويته قوس قزح، بجريدة المطرة يقول
* أن الاديب الطاء الفائي قد سقط سقطة لغوية,, فاضحة عندما استخدم كلمة (البلح) في مقاله،
وكان المفروض من أديب كبير مثله ان يترفع عن مثل هذه المفردات العامية الرديئة,,, حتى لا يتمثل به الغوغاء,, والسوقة من القراء والكتاب.
* 4 الأديب الكبير طاء الفائي كتب مقالا في جريدة (النشوة)، بعنوان (البلح),, فصيحة,, رغم أنف أحمد بن نون ).
وقال فيه ان احمد بن نون يهذر,, بما لا يعرف، وكان الاولى به أن يتقصى الحقائق قبل ان يطلق احكاما تافهة عن فصاحة البلح ,.
وانه كان ولا يزال يشك في انتساب احمد بن نون الى الادب والأدباء.
تم اخذ يستعرض الشطحات اللغوية في كتابات احمد بن نون ,.
ودعا,, الى ان تقتصر مساهماته,, المتواضعة على صفحات الادب الشعبي, وان تقفل في وجهه أبواب,, الصفحات الفصيحة ,.
* ملحوظة: نشبت معركة جانبية طاحنة حول فصاحة البلح بين انصار ومؤيدي طاء الفائي ,, واحمد بن نون ,, لم تلبث بدورها,, ان اصبحت معركة رئيسية مستقلة).
* 5 محرر صفحة الادب الشعبي في مجلة البراقع ,, رد بعنف شديد على طاء الفائي ,.
وأشار الى ان صفحات الأدب الشعبي لا تفتح إلا لذوي الابداع الاصيل,, وليست مزبلة ل رجيع الصفحات الفصيحة,.
واكد ان الكاتب طاء الفائي كعادته يتجنى على الادب الشعبي ولا ينزله المكانة،,, التي تليق به.
وليس هذا بغريب على انسان معروف بضيق الافق ,, وعسر الهضم ,.
* ملحوظة : ثارت معركة جديدة حول الادب الشعبي,,, استمرت وقتا طويلا,, حتى تدخل بعض العقلاء,, لايقافها,,).
* 6 قارئ تافه، بعث الى عزيزي المحرر ، رسالة يستغرب فيها هذا الاهتمام بالزواهي ,.
ويشكك في ان سبب هذا الاهتمام يعود إلى ان رئيس تحرير النشاط من ابناء قرية الزواهي .
ولو كان الحديث عن تمر البويق لما حظي الموضوع بذلك الاهتمام,.
* 7 كاتب آخر,, من التافهين,, كتب مقالاً قصيراً,, يؤكد فيه أنه تأكد لديه من تجربة شخصية أن تمر البُويق لا يليق بالاستهلاك الآدمي ويجب تصنيفه ضمن قائمة الأعلاف المعانة
ونصح القرى، التي لا تتمتع ببلح جيد أن تطلب الستر.
* 8 القارئ ميم الجيمي كتب رسالة مؤثرة بعنوان بلادنا لا تُثمر إلا طيبا أشاد فيها بأنواع التمور جميعها, وطالب بحظر الكتابة على ذوي الآراء التافهة,, التي تسيء إلى الذوق العام,, وتجرح الشعور الوطني.
* 9 مجموعة من المثقفين كتبت سلسلة من المقالات عن انحدار الاهتمامات الفكرية في عالمنا العربي,, وتعجبت كيف نصرف وقتنا وجهدنا,, في مناقشات بيزنطية حول فصاحة البلح بينما تعاني فلسطين والجولان,, وافغانستان,, ولبنان,, من الاحتلا.
* 10 انحدر النقاش حول موضوع فصاحة البلح إلى مستويات شخصية,, متدنية,, وصلت إلى أن اتهم بعضهم كاتباً كبيراً بأن ابتساماته الناصعة التي يوزعها يميناً وشمالاً ليست الا فضلية من فضائل طقم أسنانه الجديد والمستورد.
* كما اتهم كاتب آخر بأنه لا يحفظ الابجدية، ولا يحسن جدول الضرب,, وأن الوسط الأدبي لا يذكر أن المذكور دعا أحداً إلى بيته,.
وقد تدخل المسؤولون لايقاف هذا الجدل الرديء.
* 11 القارئ نون عين ولعلكم تذكرونه كتب إلى عزيزي المحرر رسالة يعتذر عن الضجة الوطنية التي تسبب فيها,.
وتعهد في رسالته انه لن يأكل التفاح إطلاقاً,.
وطالب بأن يدعه الآخرون يعيش في قريته مع بلح الزواهي في سلام.
* 12 اجتمع رؤساء التحرير واتفقوا على أن تعلن صحفهم ومجلاتهم,, قفل باب النقاش,, في الموضوع.
* 13 بعث، أحد القراء، إلى باب: تفسير الأحلام في صحيفة النشاط يقول فيها انه رأى فيما يرى النائم، وبعد ان تناول عشاء غليظاً، برنامجاً اسمه، الاتجاه المعاكس ، يناقش مشكلة بلح الزواهي ، وان المشاركين فيه، أخذوا، يضربون أنفسهم بسعف النخل، ويقذفون بعضهم، بالأكواب وطفايات السجائر, اجابه، مفسر الأحلام: هذا، يا ولدي برنامج يأتي في آخر الزمان، على قناة اسمها الفضائية، يقدمه دكتور، اسمه فيصل، يقول: يا جماعة,,, يا جماعة، وهُم,, ليسوا بجماعة,, فإذا أدركت ذلك الزمان,, فكن جاراً للقمر وخليك بالبيت,, واشرب,, كثيراً,, من البيرييه .
|
|
|
