| الثقافية
* كتب عبدالحفيظ الشمري:
القيت مساء الاثنين الماضي محاضرة بعنوان (الطباعة العربية في الهند) وهي ورقة عمل قدمها الدكتور عباس صالح طاشكندي في سياق نشاطات مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية.
بدأت المحاضرة باستهلال من مديرها الدكتور عبدالرحمن العكرش الذي تحدث عن فارس هذه الامسية واصفا اياه بانه المعرفة الذي لا يُعرَّف,, وانه صاحب مكانة علمية متميزة في مجال البحوث في علم المكتبات,, وألمح الى سيرة الدكتور عباس طاشكندي العلمية والعملية طالبا منه تقديم ورقته التي حملت عنوانين الطباعة العربية في الهند ودائرة المعارف العثمانية ودورها في إحياء التراث العربي والاسلامي ومهد فيها المحاضر وفي مطلع ورقته بتمهيد يصف مكانة بلاد الهند بين الحضارات ,, كما انه يشير الى ان هذه البلاد هي نموذج رائع لتجاذب الحضارات فهي حضارة قديمة امتزجت في اصولها كافة حضارات الهند القديمة وحضارة السسكريت وغيرهم,, وذلك اتصال الحضارة الاسلامية بالحضارة الهندية,, واستمرار تواجد المسلمين بها حتى وقوعها تحت سيطرة البريطانيين فترة تزيد عن الف عام.
ويستطرد المحاضر الدكتور طاشكندي في وصف الملمح التاريخي لسبك الحروف الطباعية العربية ويعيد بداياتها الى العام 1777م على يدي المستشرق شارلز لكنس في البنغال وتحديدا في مدينة كلكتا.
وعن نشوء حركة التطوير في الطباعة العربية يلمح المحاضر الى ان الطباعة الحجرية هي الاطول عمرا إذ استمرت فيما بعد حتى بدايات القرن العشرين,, وتسمى هذه الطريقة (الليتوغرافية) ,,كما يورد العديد من المنعطفات التاريخية في خدمة هذا اللون من الطباعة التي ترعى اللغة العربية ولغات اخرى.
ويشير الدكتور طاشكندي الى ان دراسته لحركة الطباعة العربية في الهند قد عرفته وبوضوح على تفاصيل دقيقة عن هذه المكتبات العظيمة التي كانت ترعى الحرف العربي,, ومن ابرز من شملتهم هذه الدراسة هم وكلاء عواصم البلاد الاسلامية منهم احمد الشرقي، حسين اليماني، عبدالله بن راشد النجدي، امين العلواني وآخرون.
وأورد المحاضر حصرا للمطابع التي خدمت الحرف العربي وربما حصرها باربع مطابع هي:
المطبع السكندري.
المطبع السلطاني.
المطبع الشاه جهاني.
المطبع الصديقي.
ويرى ان هذه المطابع ساعدت في طباعة الكثير من المؤلفات العربية من امهات الكتب كفتح الباري وتفسير ابن كثير، ونيل الاوطار للامام الشوكاني.
ويستطرد المحاضر في استعراض الاسماء الفاعلة والمؤثرة في مسيرة الطباعة بالهند والذين كان لهم الدور البارز في نجاح فكرة انشاء دائرة المعارف العثمانية والتي طرحها حسين البلجرامي وآخرون.
وتحدث المحاضر عن جملة من الاصدارات التي خرجت من دائرة المعارف العثمانية وهي تقارب الثمانين عملا من الاصول في علوم القرآن والتفسير والحديث والتراجم والتصوف والتاريخ والادب واللغة وغيرها من المعارف والفنون.
ويختتم المحاضر الدكتور عباس طاشكندي ورقته بالتأكيد على دور دائرة المعارف العثمانية في خدمة التراث العربي والاسلامي واحيائه.
وفي ختام هذه المحاضرة اذن المدير بالمداخلات والاسئلة التي اجاب عنها المحاضر فتوسع بشرح بعضها وأوجز في بعضها الآخر.
|
|
|
|
|