| الثقافية
تعد ظاهرة التغير الثقافي من اهم الظواهر التي تعني الادباء والمفكرين والمثقفين، وكل من يهتم بشؤون هذه الثقافة من حملة الفكر المستنير.
ان الثقافة رافد هام من روافد المعرفة، والتي يقاس بها مظاهر رقي وحضارة الامم، فهناك فارق بيَّن بين الثقافة والعلم، فليس كل ذي علم مثقف والعكس صحيح.
إن اختيار الرياض كعاصمة للثقافة عام 2000م لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة حتمية لتكاتف العديد من مؤسسات الثقافة، ومراكز العلم والادب والفنون والاعلام، والتي تزخر بها هذه العاصمة العريقة، فالرياض وبحق عاصمة تستحق التقدير لانها تحتضن العديد من التظاهرات الثقافية والحضارية.
لقد اصبحت الرياض ملتقى رجال الفكر والادب والثقافة في الوطن العربي كل عام من خلال جائزة الملك فيصل العالمية في الادب العربي والثقافة الإسلامية والعلوم والطب، حتى بلغ حجم الجائزة للفائزين بها حوالي سبعمائة وخمسين الف ريال، ومن هنا اصبحت الرياض محط الانظار،ومجمع الثقافة والعلم والازدهار, ان المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية صورة اخرى من صور الثقافة المتحضرة، والتي تنم عن فكر راقٍ وعقل مستنير، يشع حضارةونوراً ينبعث من أولات امر هذا البلد، ليغطي نوره كل بقاع المعمورة قاطبة.
هل الرياض تنطلق بثقافتها من عصر حديث؟، وهل هذه الثقافة أصلية؟ إن ثقافة الرياض تنطلق من تراث عريق ضارب جذوره في اعماق التاريخ القديم والحديث، والثقافة فيها اصلية متأصلة، فكم شاعر جادت بهم الرياض،وكم عالم أشرق علمهم ليفتح العقول ويضيء القلوب خرجوا من هذه العاصمة لقد ساهم المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه في تفعيل بواكير الثقافة في هذه العاصمة العريقة، وقد اتضح دوره النشط في اثراء الثقافة والتعليم منذ استعادته لعاصمة اجداده رياض الخيروالنماء ويدلل على ذلك حرصه علىنشر كتب التراث من امهات الكتب، وظهور المخطوطات النادرة، وكان منهج جلالته في نشر الثقافة نابعاً من رغبته العميقة في احداث تغيير شامل في مجالات التعليم، ورغبته الاكيدة في تحضير هذا البلد بما يتناسب مع مكانته الاسلامية السامية، وسار على نهجه يرحمه الله ابناؤه البرة الاخيار، فقد حملوا الرسالة من بعده على اكمل وجه والى يومنا هذا، ويكفي الدور الفاعل الذي تلعبه حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في المحافل الثقافية المحلية والاقليمية والعالمية.
إن مسؤولية المحافظة على هذه المكانة العالية لعاصمتنا الحبيبة الرياض، لهي مسؤولية عظيمة يجب أن نحملها جميعاً حكومة وشعباً، فما احرص اولي الامر على ان تكون الرياض مركزاً حضارياً للثقافة والمثقفين، وتظل الرياض مناراً للعلم والمتعلمين.
عبدالله بن صالح العبد القادر آل عمران
|
|
|
|
|