| مقـالات
بالأمس القريب فقدنا أخاً غالياً وصديقاً صدوقاً وزميلاً عزيزاً، ذاك هو الأمير عبدالعزيز سليمان الثنيان آل سعود، فقد ترجل الفارس عن فرسه بعد عمر قضاه بإخلاص وتفانٍ في خدمة دينه ومليكه ووطنه، وأعطى كل ما يستطيع من خلال تقلده العديد من المناصب في الدولة, بدأ بأمانة مدينة الرياض الى ان اصبح وكيلاً لوزارة الخارجية,, وأخيراً سفيراً للمملكة العربية السعودية في اسبانيا.
كل من عرف الأمير/ عبدالعزيز لا يملك إلا الاعجاب بدماثة خلقه وتواضعه ومحبته للخير وتفانيه في عمله,, ذاك هو الأمير/ عبدالعزيز الذي عرفته لأكثر من ثلاثة عشر عاماً وزاملته في وزارة الخارجية مما زاد إعجابي به، فبجانب ما قدمه من خدمات جليلة خلال عمله وكيلا لوزارة الخارجية، فقد حرص في السعي نحو تعزيز علاقات بلاده مع اسبانيا عندما كان سفيراً لبلاده هناك، تلك الدولة التي نثمّن صلاتنا بها بحكم علاقاتنا التاريخية معها ومواقفها المتعاطفة مع قضايانا العربية حيث سعى الى توثيق عرى الصداقة والاتصال مع المجتمع الأسباني ورجالاته وبادر الى التعريف بما حققه المجتمع السعودي وحكومته من تطورات كبيرة على كثير من الاصعدة، كل ذلك ينطلق من قناعات لديه بأن من مهام الرجل الدبلوماسي السعي نحو توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها لما فيه من مصلحة مشتركة بين الطرفين, نعم لقد كان ذلك واضحاً من خلال ما قدمه من أعمال بناءة في خدمة بلده والحرص على مصالحها.
لن ننساك يا أبا تركي الإنسان وستظل في ذاكرتنا جميعاً، فقد عرفناك أخاً وصديقاً وزميلاً قريباً إلى النفس, لقد مرضت كما هو حال العباد وحاولت قدر المستطاع إخفاء ذلك عن اقرب الناس إليك حتى لا تزعج نفساً أو تكدر خاطراً، حقاً، ان هذا السلوك الإنساني يعتبر من أرقى درجات الشعور الإنساني والاخلاق النبيلة التي عهدناها فيك حيّاً وميتاً أباتركي، ستظل دائماً معنا بروحك وأعمالك وأخلاقياتك وإنسانيتك,, وما عسانا أن نقول إلا: إنا لله وإنا إليه راجعون .
* وكيل وزارة الخارجية المساعد للشؤون السياسية ورئيس الإدارة العامة للمنظمات الدولية
|
|
|
|
|