| مقـالات
قرأت مرة حواراً لابنة يوسف ادريس والتي تحمل مؤهلاً جامعياً في الأدب الانجليزي تقول فيه: انها ورثت حب القراءة والكتابة من أبيها وانها تمارس الكتابة بين الفترة والأخرى وان والدها لم يكن يريدها أن تدخل مجال الكتابة فهو يراها مجالاً مجهداً وصعباً إذ ان الكاتب يجد نفسه مضطراً لمطاردة الافكار وكلما وجد واحدة بدأ في التفكير في إيجاد أخرى وتحليل واحدة موجودة مسبقاً,, وتلك حقيقة,, فالفكرة هي المادة الأساسية للكتابة,, لكي تكتب لابد ان تحكم قبضتك على فكرة بعينها وتدخل اليها وتناجيها عندها تتفتح وتتألق وتتضاعف لتخرج منها أفكار أخرى,, ولأهمية الفكرة فقد اتخذها الكاتب الراحل مصطفى أمين رحمه الله عنواناً لزاويته الصحفية التي كان يكتبها يومياً في الشرق الأوسط قبل رحيله بسنوات.
الفكرة هي ذلك الباعث الأول للكتابة تأتي من كل ما تلتقطه بحواسك سماعاً أو مشاهدة أو قراءة,, أو بسبب معاناة خاصة بك!
أن تكتب بحرية ذلك هوالأمل والحلم بل الأمنية التي تداعب ذهن كل كاتب يعي جيداً ما يكتب,, عندها تتفجر الشموس من بين اصابعه وتدور الافلاك وتتفتح الابواب والنوافذ بأسرها للكون الفسيح,, هذا ما تقوله خيالاتنا الجميلة ساعة خلوة بالذات,, ولكن ثمة واقع آخر يفرض نفسه بشراسة,.
هناك عبارة تتردد بين الفينة والأخرى تقول: ليس كل ما يعرف يقال هذه العبارة في رأيي تشكل سوراً شائكاً يصطدم به الكاتب ويعود أدراجه متأملاً كلماته مرة وثانية وثالثة متسائلاً خلالها,, هل يمكن نشرها أم لا؟!!
لكنني أتساءل هل يمكن ان تقوم هذه العبارة الآنفة الذكر وهل يمكن الاعتراف بها أو تكريسها,,؟! هل يمكن صمودها في زمن الانترنت الذي جعل المعلومات من كافة انحاء العالم متاحة في اليد امام كل من يملك معلومات أولية للدخول الى شبكة الانترنت؟!
* * *
** وصلتني أكثر من رسالة مجهولة عبر فاكس الجريدة,, هذه الرسائل تحمل افكاراً جيدة لكنها مجهولة العنوان والهوية,, بمعنى انها غير موقعة باسم ولم يتضح الهدف من ارسالها,, آمل من صاحبها توضيح ذلك في المرات القادمة كي يتسنى لي التعامل معها، اذ لا اعلم ما هو المطلوب مني تحديداً أهو قراءتها فقط,, ام الاشارة اليها,, عبر الزاوية؟! وشكراً لصاحب الرسائل المجهولة.
|
|
|
|
|