(جنين أمي جبرها
إلى انحناء ظهرها
وإلى كل نفرها,,).
موروث شعبي نفتقره,, نبحث عنه,, ولا نجده إلا نادرا,, فقدنا موروثنا الشعبي بعد التراكم والتزاحم في الحياة اليومية,, ودخول الحضارة الاسمنتية كما يسميها البعض,, جميلة تلك الكلمات ومضمونها,.
جنين أمي جبرها,.
ماذا تعني؟
اقرؤها جيدا,, ستجدون أنفسكم تعودون الى الوراء,, الى ذلك الزمن المختلف في شعبيته,, وحاراته وبيوته,, برائحتها,, وتنفسها,, وتلك الوجبة التي تجمع الأصدقاء والأحباب,, الى الحارة التي كانت أسرة واحدة وليست كما هي الآن,, الجار لا يعرف جاره,, والأخ لا يرى اخوانه,, المؤلم أن الولد لا يلتقي بوالدته ووالده أياماً وربما شهورا,, بل وصل البعض بوضع أمه في دار العجزة! وهو ما يعني افتقاد الأم لجنينها الذي يجبرها فجنينها تحول لدى أولئك عندما ينحني ظهرها الى هروبه وابتعاده عنها فيكون أول من ينفرها.
موروثنا الشعبي يسجل تاريخا,, يحكي قصصا,, أمثالا,, وقائع,, حبا,, حزنا,, فرحا,,
كيف يمكن المحافظة عليه؟ سؤال قوي يحتاج إلى إجابة واقعية تتمثل في المؤسسات المعنية,, الأندية الأدبية، الجامعات، الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون,.
المحافظة على الموروث ليس تصفيقا فقط,, وإنما تفعيل وبحث وترديد,, فمن يساهم في حفظ الموروث الشعبي بزمن الإنترنت والفضائيات وتحول العالم الى غرف صغيرة متداخلة؟
الموروث الشعبي متعدد حسب المواقع والزمن ولكنه يصب في توجه واحد,, يلامس القلب والوجوه والناس.
في الخليج يرتبط بالبحر الغوص والبعد وذكريات العودة,, أهل الخليج كانوا يبتعدون لزمن طويل عن أهلهم وأطفالهم,, تأتي منهم كلمات ومعاناة,, وشوق,.
أسماء كثيرة لقصائد بقيت وقتا,, بدأت تختفي وتنسى,, تذكرون ما قاله البحارة,, والأهل والأحباب عن ذلك,.
من يجبر جنين أمه,.
الى انحناء ظهرها
وإلى كل نفرها,.
أجيبوا يعطينا ويعطيكم العافية.
|