بدأ الضيوف بالحديث حول المحور الاول للندوة والذي يخص المنطلقات التي كانت وراء هذا الاختيار من قبل المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم وباجماع من وزراء الثقافة العرب، وتحدث في البداية الدكتور العريشي عن ان هذا الاختيار لم يأت من فراغ بل هو ثمرة لغراس المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى وثنى الاستاذ حجاب الحازمي بحديثه على المنجزات الفكرية والحضارية لهذا البلد الغالي من الجامعات العظيمة والمعاهد المتخصصة والمؤسسات الثقافية الكبرى، وما شهدته بلادنا من ازدهار في هذا الجانب بخاصة في عهد رائد الثقافة الاول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله وانتقل الحديث بعد ذلك الى الاستاذ الجبيلي الذي تحدث عن هذه المناسبة واشاد بالجهود المبذولة من قبل الاجهزة المعنية في اظهار المنجز الثقافي لهذه البلاد وايصاله الى العالم من حولنا.
بعد ذلك قرأ مدير الندوة الاستاذ علي زعلة مداخلة من نائب رئيس النادي الادبي بالمدينة المنورة الدكتور محمد العيد الخطراوي، جاء فيها (في اعتقادي ان مقولة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000 ليست عبارة مؤسسة؛ اي انها لم تأت بشيء جديد,, وانما هي عبارة قائمة على التفاؤل والتحفيز والاغراء ، فكلنا يعلم ان هذا الاختيار يأتي بشكل دوري بين المدن العربية,, ورغم اننا نشكر جهة الاختيار لكننا نريد ان نقول ان من شأن اهل هذه البلاد التوقف في المناسبات العديدة لقياس مدى المساحة بين الخطاب والفعل، وبين الهدف والطموح,,,).
ثم عاد الحديث الى الدكتور علي عريشي ليتحدث في محور جديد عن لمحة تاريخية موجزة لتاريخ التعليم منذ بدايات العهد السعودي وما صار عليه اليوم، وكان مما اورده في حديثه بعض الاحصاءات عن اعداد المدارس والمستفيدين منها في مراحل التعليم المختلفة، ثم انتقل الى المنجزات التعليمية من زيادة عدد المدارس وافتتاح المزيد من المراحل الدراسية في مختلف مناطق وقرى المملكة,, اضافة الى الجامعات العريقة التي بلغ عددها في عصرنا ثماني جامعات، اضافة الى عشرات المعاهد والكليات المتخصصة,, وغير ذلك من المنجزات التعليمية في المملكة العربية السعودية ثم انتقل مدير الندوة بالحوار الى رئيس النادي الادبي وسأله عن القنوات والاستراتيجيات التي يمكننا من خلالها ايصال منجزنا الفكري والثقافي الى خارج الحدود، فأجاب الاستاذ حجاب عن هذا المحور بأن القنوات متعددة والسبل متاحة في ظل تطور الوسائل التقنية الحديثة من خلال ثورة الاتصالات,, وذلك عن طريق نشر الكتب والمؤلفات السعودية، وذكر ان انتشار الثقافة السعودية كبير في البلاد العربية عن طريق مشاركة كثير من الرموز الفكرية والثقافية في فعاليات عربية عامة وحصولهم على جوائز مستحقة في شتى فروع الفكر والادب.
وعندما تحدث الضيف الثالث علي الجبيلي بدأ بمقدمة عن مفاهيم الاعلام الدعائية ثم تحدث عن بدايات الاعلام السعودي وذلك عند دخول الملك عبدالعزيز الحجاز حيث صدرت جريدة (أم القرى) وهي اول صحيفة في العهد السعودي الحديث، ثم انطلقت الاذاعة السعودية لاول مرة في يوم عرفة عام 1368ه وبعد عشرين عاما من انطلاق الاذاعة بدأ البث التلفزيوني,, الخ.
وفي هذه الاثناء تلا الاستاذ علي زعلة مداخلة رائعة بعث بها الاستاذ القاص خالد احمد اليوسف، سكرتير نادي القصة السعودي,, وقد حصر مداخلته في هموم السرد، وتمنى من كل ناد ادبي بعض الامور منها (: المساهمة في طباعة المجموعات القصصية والاعمال الروائية نشر وطباعة الرسائل الجامعية الخاصة بالقصة والرواية علما بأنها قد تجاوزت عشرين رسالة لم ير النور الا اقلها احياء ملتقى القصة الذي توقف بعد نادي ابها الادبي عام 1415ه والاندية الاخرى قادرة على تداوله كل عام نادي القصة يشكو الجميع!! حيث لا تعاون ، ولا تبادل في المطبوعات ولا تشجيع رغم انه للجميع في مجال واحد؟!) ثم تحدث عن بعض الانشطة التي ينفذها نادي القصة السعودي ,, وقد نالت هذه الورقة حظا من التعليقات والنقاش خصوصا من كتاب القصة الكبار في المنطقة من امثال الاستاذ عبدالعزيز الهويدي والاستاذ عمر طاهر زيلع.
في الجولة الاخيرة من الحوار تحدث الدكتور العريشي عن ارتباط التعليم بالثقافة والفكر وانهما لا يفترقان ابدا وان الادب مرتبط كذلك ارتباطا تماما بالتعليم، وعن واقع الثقافة السعودية وما وصلت اليه بين نظيراتها العربية قال ان الثقافة السعودية تقف في اعلى الهرم الثقافي في الوطن العربي وذلك لأنها تستقي من نبع الكتاب والسنة وتهتدي بالشريعة الاسلامية السمحة، اضافة الى الموروث الحي الاصيل, وعندما انتقل الحديث الى الاستاذ حجاب الحازمي تحدث عن واقع الكتاب السعودي من حيث الدعم والتوزيع ودوره في ايصال المنجز المحلي الىابناء الثقافة العربية في كل مكان، وتحدث عن دور الاندية في طباعة الكتاب وذكر ان مطبوعات الاندية تقترب من الف كتاب وانها اي الاندية تدعم المؤلف بمكافأة نظير مؤلفه وتتولى توزيعه على نفقتها ، واعترف الاستاذ الحازمي بقصور عملية التوزيع في الاندية، ولكن هذا القصور ليس لديهم فحسب بل في كل القطاعات التي تتعامل مع الكتاب الفكري والادبي.
توجه مدير الندوة بالسؤال الى الاستاذ الجبيلي، حول المفاهيم والاسس التي يقوم عليها الاعلام السعودي وعن دور الاعلام في خدمة الادب والادباء؟ فقال الجبيلي: ان الاعلام السعودي يتبع قاعدة الموضوعية منهجا والحقيقة مضمونا، وينشر معالم ديننا الحنيف، ثم تحدث عن دور الاعلام في خدمة الادب السعودي وقال ان انطلاقة الاعلام السعودي قد واكبت تفتق خامات ادبية رفيعة الاداء ، وقد ظهرت اسماء شهيرة في هذا المجال من امثال عبدالعزيز الرفاعي ومحمد علي مغربي ومحمد علي مغربي ومحمد حسين زيدان وغيرهم كثير,, كان هذا المحور هو خاتمة الحوار في الندوة، تلا بعده مدير اللقاء مداخلة من الاستاذ الشاعر نايف رشدان العتيق المشرف على القسم الثقافي بصحيفة الرياض وقد اوجز مشاركته في نقاط منها: توحيد الهم الثقافي وتأصيل الانسجام بين الرغبات في التطوير والعطاء قضية ذات فاعلية على المشترك العام تحفيز الشباب لتقديم مالديهم برعاية مباشرة تتعهد هذا الابداع طيلة العام اين اصدارات الاندية الادبية من الخروج مبكرا بحيث تتاح الفرصة لهذه المطبوعات لمواكبة الاحتفالية وليس بعد انتهاء الحدث؟!
اتجه بعد ذلك الاستاذ علي زعلة الى الجمهور الكثيف الذي حضر هذه الندوة فكانت هناك مداخلات من الاستاذ الشاعر مهدي حكمي، ثم الاستاذ ابراهيم مغفوري، ثم من الاستاذ الشاعر ايمن عبدالحق ثم من الاستاذ احمد القاضي، وكانت الاسئلة والمداخلات موجهة الى كافة ضيوف الندوة وخصوصا مدير عام التعليم باعتبار غالبية الحضور ممن لهم صلة بالتربية والتعليم، وقد كان النقاش واضحا وصريحا وساخنا.
في نهاية الندوة شكر مدير الندوة الاستاذ علي زعلة نادي جازان الادبي على هذه الانشطة المميزة وجاءت كلمة المشرف العام على اللقاء سعادة وكيل امارة منطقة جازان المساعد الاستاذ عبدالعزيز الهويدي فشكر الضيوف على حضورهم والجمهور على تفاعلهم وصراحتهم واطلع الحضور على جدول امارة المنطقة الخاص بهذه الاحتفالية والذي اشتمل على امسيات قصصية وشعرية ومحاضرات فكرية ونشاطات متنوعة,, وقد اختتم اللقاء بالدعاء لهذا البلد بمزيد من التقدم في جميع المجالات.
بعد الندوة
كان لنا لقاء مع الشاعر محمد يعقوب الذي تحدث عن الندوة وقال انها قد حاولت الخروج عن الطابع الاحتفالي الذي طغى على حواراتنا الثقافية وخاصة بعد اختيار الرياض عاصمة ثقافية عربية، والمفترض ان يقودنا هذا الاختيار الى العمل وليس للاحتفال فحسب، وعن رأيه في مفردات الندوة قال: لقد كانت ندوة ممتازة بما احتوت عليه من محاور استطاع ان يصوغها الاستاذ علي زعلة مدير الندوة باقتدار، وخصوصا تلك المداخلات التي اجتهد في الحصول عليها من بعض المثقفين من انحاء المملكة، اضافة الى ان ضيوف الندوة اساتذة كبار اجادوا وافادوا.
|
|