بقدر مانحن بحاجة إلى شعر مكتوب نحتفي به ونصافح حروفه المضيئة ونمارس لذة الاستمتاع بصوره الجديدة واخيلته الجميلة واساليبه المدهشة فإننا - بطبيعة الحال - تواقفون إلى شعر حي نستمعُ إليه,, ونتفاعل معه عن قرب,, أو بالأحرى نتلقاه من فارسه وجهاً لوجه,, وهذا مانجده في الأمسيات الشعرية في الغالب لأنها تمنحنا فرصة الالتقاء بالشاعر وبالتالي الاحتفاء بإبداعاته الشعرية بصورة أجمل.
ومانلحظه من إقبال جماهري مفرح على الامسيات الشعبية بصفة خاصة يعكس المكانة الكبيرة التي يتميز بها هذا الجانب المهم من فعاليات تسويق الكلمة الجميلة وهو الامسيات حيث يتعانق المتلقي مع المبدع في جو شعري معطر بالمتعة والإثارة والتحليق في سماء الابداع.
غير أن مانتطلع إليه من منظور مثالي وماهو حاصل بالفعل من منظور واقعي قد لايتحقق معهما ما نصبو إليه في معظم الاحيان لظروف عدة قد تخفى على بعضنا لكنها بالتأكيد معروفة لدى البعض الآخر وخصوصا المهتمين بمسيرتنا الشعرية او المشتغلين بالوسائل الإعلامية التي تصب في قناة خدمة هذا اللون من الأدب.
فأمسياتنا الشعرية احبة الشعر على قلتها تفتقر إلى بعض عناصر النجاح وفي مقدمة ذلك التنظيم الجيد الواعي والتوقيت المناسب والإدارة المتخصصة على الاقل من باب الخبرة وقبل ذلك الإعداد الذي يترتب عليه الاختيار الدقيق لفرسان الشعر بعيداً عن المجاملة والانقياد الاعمى للتوجه او الشللية.
فالمؤسسات المعنية وخاصة جمعيات الثقافة والفنون والاندية الرياضية وبيوت الشباب وغيرها مطالبة بتكثيف هذه الامسيات من خلال اتاحة الفرصة للمواهب الشابة إلى جانب الاسماء البارزة كي تقدم ما يسعد المتلقي ويثري الساحة الشعبية مع تهيئة الاجواء الملائمة للإبداع مادياً ومعنوياً.
جانب آخر تعاني منه الامسيات وهو غياب التغطيات الإعلامية الجيدة التي تتعامل مع ما يطرح خلالها بحس صحفي مدعم بالخبرة والثقافة اللازمتين والادهى من ذلك ان منظمي الامسيات يغفلون أهم ما فيها وهي المداخلات والنقاشات التي تعقبها عادة مما يجعلها مجرد ترديد شعر يمكن أن يجده الجمهور في ديوان شعري او شريط تسجيلي وهو ما يفقد الامسية دورها في تحريك ماهو راكد في الساحة من قضايا وطروحات,, باختصار امسياتنا ياسادة لكم عليها هذه إشارة ارجو قبولها منكم!
لوحة عربية

ليس يشكو قلبي الجراح ويشكو من عيون تكحَّلت بدمائه

لوحة شعبية

من صاحب القمرا إلى خاف معذور نور القمر من دونه الليل شفّاف