لبّى وأذن في جميع الناس بالحج الخليل
فتسابقوا يرجون رحمة ربهم في كل عام
من كل فجٍّ ساقهم شوقٌ الى البيت العتيق
والى المناسك كلها ليجدِّدوا صدق الذِّمام
ليجدِّدوا عهداً قريباً من صلاة او زكاة
ولربما شدُّوا الرحال الى مِنى بعد الصيام
سالت بهم بطحاءُ مكة والمحصَّب والحطيم
وجرت جموعهم الى عرفات سيراً بانتظام
يتدافعون الى المشاعر طالبين بها رضاك
ويسير موكبهم برفقٍ وابتهال واحترام
قد صدَّهم تكبيرهم ودعاؤهم في كل حين
عن فُحش قولٍ او فسوقٍ او جدالٍ في كلام
الله اكبر كلما قدموا لبيتك طائعين
واستبشروا بطوافهم وصلاتهم خلف المقام
الله أكبر كلما يسعون بين المروتين
رمَلاً كسعي الأم في طلب السقاية والطعام
الله أكبر كلما نحروا الأضاحي والهدي
وسرت قوافلهم تسبِّح في منى بين الخيام
الله أكبر كلما ترمي جموعهم الجمار
رمزاً لرمي عدوهم بالمرهفات وبالسهام
الله أكبر في المشاعر والمناسك كلها
ومدى الزمان يكبر الثقلان حقاً للسلام
لبيك إني قد فرضت الحج في الشهر الحرام
فسرت مطيّةُ همتي لأطوف بالبيت الحرام
لبيك ان أنجدتُ أو أتهمتُ في كل البقاع
لبيك وحدك في السماء وفي البحار على الدوام
لبيك وحدك قلتها ويقولها جمع الحجيج
تعلو بها أصواتهم بسكينة فوق الغمام
لبيك يا رب الحجيج على الجبال وفي الوهاد
لبيك في الوادي السحيق وفي السهول وفي الكُلام
لبيك إنّا في منى نرجو السعادة والمنى
متضرِّعين إليك في وضح النهار وفي الظلام
لبيك في كل الدقائق والشهور وفي السنين
لبيك في كل الأماكن في الرحيل وفي المقام
لبيك اللهم يا مستقبلاً وفد الحجيج
امنُن عليهم بالهداية والقبول مع السلام
أكرم وفادتهم بعفوك إنهم مستضعفون