** بالأمس,, كانت الناس تعاني أشد المعاناة في الاستفتاء وفي الأمور والقضايا الشرعية,, بل ربما لجأت الى بعض الجهلاء الذين يدّعون العلم وهم لا يعرفون شيئا,, فهم ضالون ويضللون.
** وبالأمس,, كان الإنسان يذهب,, أما للقاضي الذي لم تكن مهمته الإفتاء,, أو الى أحد مدرسي المواد الشرعية,, وقد يكون متخصصاً في العقيدة أو في مجال شرعي آخر لا يؤهله لأن يكون ملمّاً بكل الأحكام الشرعية,.
** واليوم,, اختلف الأمر,, وتوفرت مصادر الفتيا,, ابتداءً من الكتيبات والنشرات الصغيرة,, وانتهاء بالبرامج الشرعية في وسائل الإعلام,.
** اليوم,, هناك هيئات ولجان للإفتاء,, ومشايخ ينتشرون في كل مكان مهمتهم الإفتاء,.
** وهناك دار كبرى للإفتاء,, وهناك برامج شرعية للإفتاء,, وهناك إذاعة القرآن الكريم.
** وهناك عشرات الزوايا في الصحف والمجلات,, وهناك عشرات المجلدات المليئة بالفتاوى لعلماء تأنس وترتاح لهم وتثق فيهم,, ولم يعد هناك أي مشكلة من الفتاوى.
** هناك عشرات الكتيبات توزع بالمجان,, قامت بتوفيرها وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد,, كما قام بتوفيرها جهاز الارشاد بالحرس الوطني ودار الإفتاء والجامعات ودور النشر وجهات أخرى,, بل طبعت كميات كبيرة منها على نفقة المحسنين,, ثم نُشرت وانتشرت,, وهي تحمل الفتاوى الشرعية,.
** وبالأمس,, كان الحاج يعاني أشد المعاناة من معرفة الحكم الشرعي في بعض الأمور,.
** واليوم,, ينتشر آلاف الدعاة والمفتين والعلماء,, والذين يتبعون لعدة قطاعات تسهم في وجود هؤلاء,.
** كما أن هناك عدة كتيبات توزع بالمجان لعدد من العلماء الموثوقين المعروفين,, قامت بتوفيرها أكثر من جهة.
** نعم,, لقد قامت الحجة على الجميع,, فلم يعد في وسع أحد أن يقول بحثت عن رأي الشرع في المسألة العلانية ولم أجد من يفتيني,, أو التبس عليَّ الأمر في القضية أو الموضوع الفلاني.
** الأمور واضحة,, والحجة قامت,, والفتاوى في متناول الجميع,, ولم يعد لأحد عذرٌ في التقصير أو استفتاء بعض الجهلة.
** على أن هناك مع الأسف الشديد,, من يتابع بعض المفتين في بعض القنوات الفضائية,, وهم من العلماء الذين لهم بعض الشطحات والهنات العلمية,, ولهم بعض التجاوزات,, مثل إفتائهم بجواز كشف وجه المرأة,, أو جواز الاستماع للمعازف والغناء,, أو جواز الربا أو ما شاكل ذلك,, ومثل هؤلاء كيف تأنس لفتاواهم,, وكيف ترتاح لما يصدر منهم؟!
** وما دام العلم الشرعي والفتوى الصادقة الواضحة موجودة هنا,, فلماذا نلجأ لهؤلاء؟!
|