في الحفل السنوي لتكريم الدعاة سماحة المفتي: أعداء الإسلام جادون في تشويه صورة الإسلام ورمي هذه البلاد وعلمائها بالأكاذيب والأباطيل وزير الشؤون الإسلامية يحذر من فتوى الناس بما ليست الفتوى عليه عند علماء هذا البلد |
*مكة المكرمة واس
بحضور سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس ادارات البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عضو هيئة كبار العلماء ومعالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ اقامت الامانة العامة للتوعية الاسلامية في الحج لعام 1420ه حفلها السنوي لتكريم الدعاة مساء امس الاول وذلك بمقر مركز الخدمة الاجتماعية بجوار الامانة العامة للتوعية الاسلامية في حي العزيزية بمكة المكرمة.
وقد بدأ الحفل بتلاوة آي من الذكر الحكيم ثم وجه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة بدأها بحمد الله والثناء عليه بما هو اهله ورحب بطلاب العلم الذين جاؤوا ليبصروا الحجيج مشيرا سماحته الى ان الدعوة الى الله طريق الانبياء والمرسلين.
وابان سماحته ان حجاج بيت الله الحرام بأمس الحاجة الى من يوجههم ويذكرهم ويرشدهم ويأخذ بأيديهم ليريهم الحق حقا والباطل باطلا مشيرا الى ان هؤلاء الحجاج عاشوا بعيدين عن العلم والهدى في قلوبهم عاطفة محبة للاسلام ولكن الجهل وقلة العلماء والدعاة جعل الكثير منهم لا يفقهون شيئا من دين الله فمجيئهم الى هذه البلاد ورؤيتهم هذه النخبة من اهل العلم الذين يوجهونهم ويدعونهم ويرشدونهم ويفتونهم فيما اشكل عليهم ويزيلون الشبه العالقة في نفوسهم الى ان يردوهم الى الصراط المستقيم تلك نعمة عظيمة من الله.
واوضح سماحته ان من تدبر خطة الدعوة الى الله تعالى في هذا العام وجدها ترتقي من حسن الى احسن ومن تأملها ورأى انتشار الدعاة في الجوامع والمساجد وحملات الحجيج والمراكز عموما وانهم يقومون بهذه المهمة كل واحد في اليوم ثلاث كلمات ومحاضرة ليحمدوا الله على هذه النعمة حتى تتحقق منافع الحج ليرجع الحاج الى بلده وهو يحمل صورة طيبة عن هذا البلد والمجتمع لانه رأى رجالا حريصين على هدايته.
وحث سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الدعاة على ان يحمدوا الله تعالى على هذه النعمة ويشكروه على هذا الفضل ان جعلهم في هذه المنزلة دعاة الى الله والى الاخلاق والمكارم والفضائل والى ما ينفع الامة ويعود عليهم بالخير في حاضرهم ومستقبلهم كما دعاهم سماحته الى تكريس جهودهم ومضاعفة نشاطهم واحتساب جميع ما يفعلون قربة يتقربون بها لله.
ودعا سماحته الجميع الى تقوى الله والحرص على تثبيت عقيدة التوحيد الخالصة لانها من اهم الامور ومن اوجب الواجبات والحرص على توضيحها وتلقينها لحجاج بيت الله الحرام بأسهل اسلوب ليستفيدوا وينتفعوا ويكونوا دعاة الى مجتمعاتهم لينقذوهم من الضلال مبينا سماحته أن اعداء الاسلام جادين في تشويه صورة الاسلام وفي رمي هذه البلاد وعلمائها بما يرمونه من اكاذيب واباطيل.
واختتم سماحته كلمته بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى ان يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه وان يصلح للجميع النية والعاقبة وان يوفق ولاة امرنا ويهديهم سواء السبيل ويؤيدهم بنصره ويرزقهم الاستقامة والثبات ويجعلهم دعاة خير وسلام واسلام وان يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني لما يرضيه وان يمدهم بعونه وتوفيقه وان لا يكلهم الى انفسهم وان يجعل جليسهم من يخاف الله ويتقيه انه ولي ذلك والقادر عليه.
عقب ذلك القى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين كلمة اهاب فيها بالدعاة عدم التسرع في اصدار الفتاوى لان الفتوى فرض كفاية وعلى الداعية ان لا يتكلم عن جهل لان مسائل الفتوى كثيرة وتحتاج الى بحث عميق ينتفع به المسلمون.
واوصى الدعاة ان يعطوا كل سائل ما يليق به ولا يستنكف من اجابته لان سؤاله واضح بل عليه اجابته بوضوح.
وفي ختام كلمته عبر عن اعتزازه بالمناشط التي يقوم بها الدعاة والجهود التي يؤدونها في هذا الموسم والتي تنصب اعمالهم في خدمة حجاج بيت الله الحرام شاكرا الله تعالى على هذه النعمة ثم شكر وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد على ما تقوم به من جهود في هذا المجال كما سأل الله تعالى ان يجعل الجميع ممن يدعون الى الله على بصيرة.
بعد ذلك القى معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ كلمة شكر في بدايتها سماحة مفتي عام المملكة على حضوره حفل الامانة العامة للتوعية الاسلامية في الحج هذا العام واتاحة الفرصة للقائه من اصحاب الفضيلة الدعاة والمشايخ.
كما شكر معاليه فضيلة الشيخ الجليل محمد بن صالح العثيمين على حضوره هذا المجلس مع المشايخ والدعاة في هذه الوزارة ليستفيد الجميع من علمه ويقتبس الجميع من خطواته وفهم تجربة من سبقنا علما وفضلا وعملا.
كما رحب معاليه بأصحاب الفضيلة من الدعاة والمشايخ الذين قدموا من اماكن متفرقة ليقوموا بواجب من الواجبات التي القاها الله على من حمل العلم مؤكدا معاليه ان واجب العلم عظيم وان تبعته عظيمة.
واكد معالي الشيخ صالح آل الشيخ ان مناسبة الحج يجب ان تحشد لها الجهود لانه على مر التاريخ وعبر الاجيال انما تأثر الناس في الخير او في ضده في الحج فما انتشر خير كثير عبر من يقدم للحج الا اذا كان الخطاب لهم شرعيا واضحا وكذلك الشبه على الدعوة الاصلاحية وعلى دعوة الاسلام انما انتشرت في العالم لما اتى الناس الى الحج وسمعوا من كانت عندهم شبهات وسمعوا بعض من كانوا يعادون دعوة الحق.
وشدد معاليه على ان الحج ميدان مهم يجب ان يستثمر وفق ما امر الله جل وعلا في ذلك اذ الحج هو توحيد الله جل جلاله فهو عبادة فيها اصول التوحيد في كل مناسكه.
وابرز معاليه ان المملكة العربية السعودية في تنظيمها لاعمال الحج اعطت كل جهة ما تضطلع به مشيرا الى ان مما تضطلع به وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد حاليا وما اضطلعت به الرئاسة العامة لادارة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد سابقا كان مما يعانيه الجميع امران الاول الدعوة والارشاد والثاني اجابة الناس على مسائلهم مستذكرا معاليه ما قدمه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله من خدمات افادت الدعاة في عقود من الزمن ثم مضى الى ربه جل وعلا.
واستطرد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ قائلا والآن المهمة علينا وعليكم ان نحمل مسيرة الدعوة التي هي في الحقيقة لا ترتبط بشخص وانما هي دعوة الى الله حاثا معاليه الدعاة على ان تكون دعوتهم خالصة لله تعالى لا يكون فيها التفات الى منصب او الى جاه او الى دنيا انما هي الى الله وحده دونما سواه.
وابان معاليه في كلمته ان الفتوى لاهل الفتوى الا ان حاجة الناس للاجابة على المسائل تطلبت ان يجيب طلبة العلم على ما يحتاج الناس اليه مما يسألون مهيبا بهم بعدم الفتوى بما يخالف الفتوى العامة التي عليها علماء هذه البلاد الذين رسخوا في العلم لان المسائل الخلافية في الحج كثيرة وفيها قولان او اكثر.
وحذر معاليه من فتوى الناس بما ليست الفتوى عليه عند علماء هذا البلد ولا ما ترجح في دلائل الكتاب والسنة فان هذا ليس بمحمود منبها معاليه الدعاة الى ان الفتوى بينهم وبين الله تعالى والجراءة على الفتوى ليست بمحمودة.
واختتم معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد كلمته بالدعاء الى الله ان يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود خير الجزاء وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وجميع اركان الدولة لانهم اولوا هذه الوزارة عناية فائقة كما انهم يولون الجهات الاسلامية التي تعنى بنشر الدين ونشر الدعوة السلفية عناية عظيمة وان يعينهم ويسددهم وان يجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى.
|
|
|