منذ وقت طويل وانا افكر بصدق وعمق في الوضع العربي تاريخيا وجغرافيا وامكانات وقدرات لو توفر قليلها لشعوب اخرى لخلقت منها المعجزات.
هل نحن اقل من غيرنا,,؟ ولماذا الآخرون متميزون بينما نحن نلف وندور في حلقات مفرغة اسرى الإعجاب بالغير,,؟ صممت يومها أن اقوم بمحاولة كسر جزء من هذه الحواجز الرهيبة، كما فعل غيري من أبناء هذه الأمة العصاميين وما يفعله آخرون يوميا.
الفكرة رغم بساطتها نظريا إلا أنها لا تخلو من الصعاب وهي القيام بربط الناشطين من العرب في مجال التجارة والاقتصاد بروابط متينة وعلاقات اخرى عن طريق ايجاد مكان محدد وموعد معلوم وقليل من الكراسي يجلس عليها تجار العرب يتحاورون ويتبادلون المنافع فيما بينهم ويتدارسون سبل انسياب البضائع البينية فيما بين اقطار العرب لزيادتها حيث انها ما زالت ضعيفة جدا رغم إمكانياتنا الكبيرة في الوطن العربي.
هذه الفكرة البسيطة لكي تترجم الى واقع ملموس اخذت وقتا طويلا وجهدا كبيرا، وكان لابد من مكان تنطلق منه الفكرة وكان خير مكان مصر بلد الحضارات العريقة والعمق الاستراتيجي العربي.
وكان لابد من أب يتبنى ويحتضن الفكرة وكان خير الآباء الدكتور عصمت عبدالمجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي رحب بالفكرة وساندها وأثراها من فضل تجاربه وخبراته السياسية الطويلة ومعرفته ببواطن الأمور في هذا الوطن الشاسع.
وبما ان (دروب الحياة حتى السهلة منها وعرة,, إذا ما عبرها الإنسان منفردا) فقد كان خير رفاق الطريق في بداية الفكرة سعادة الأخ صقر المعوشرجي رجل الاعمال الكويتي الناجح والمرموق والدكتور عبدالعزيز داغستاني عضو مجلس الشورى والباحث والكاتب الاقتصادي واللذان كان عطاؤهما فريدا, فكانا كالزاد في الطرقات الطويلة.
هنا تم قطع مسافة من الطريق، والامة العربية حبلى بالرجال ذوي الهمم العالية والارادة القوية وجاء دور المكان المحدد الذي يحتضن الفكرة ويشهد ميلادها ولم نواجه عناء كبيرا فقد قدمت حكومة دبي المكان بفضل من الفكر الثاقب والحس التجاري المرهف الذي يتمتع به سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ووزير الدفاع في دولة الإمارات العربية ومعالي الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي وزير الاقتصاد والتجارة في دولة الإمارات الذي لم يبخل في النصح والمشورة وتذليل الصعاب لهذا المركز حتى اصبح واقعا ملموسا.
وفي دبي ايضا كان سعادة الاخ محمد بن علي العبار مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية الذي شجع الفكرة واثنى على الجهود المبذولة في تحقيق هذا الحلم العربي وولادة المركز العربي للاتصال والعلاقات الدولية (منتدى رجال الأعمال العرب) في أكثر البقاع العربية ازدهارا وحركة ونشاطا دبي بوابة الخليج الاقتصادية.
ان الطريق لا يزال في البداية، امامنا مشوار طويل وكفاح مرير في ساحات التحدي وإثبات الذات العربية وايقاظ واستنهاض الهمم، فالأعمال الجبارة دوما تبدأ بفكرة صغيرة ومع الأيام تصبح أعمالا للثناء والإعجاب.
قائمة طويلة من الأسماء العربية اللامعة والقديرة التي ساندت ودفعت باتجاه تحقيق وإنجاز فكرة المركز العربي للاتصال والعلاقات الدولية (منتدى رجال الأعمال العرب) يتقدمهم اخواني وزملائي اعضاء مجلس الادارة من اصحاب السمو والمعالي والسعادة، الذين اعطوا بكل سخاء الوقت والجهد والمال.
وكانوا مثالا للإنسان العربي الذي يعمل بهمة وصمت من اجل اهداف عربية سامية لا يطلبون عليها اجرا ولا ينتظرون منها ثناء، هدفهم الأعلى رفعة شأن الوطن العربي وسعادة ابنائه، وللحديث بقية,.
*رئيس المركز العربي للاتصال والعلاقات الدولية