وهم المسافة سبل التفاعل عبدالله الزازان |
بعد ان فرغت من قراءة رواية حلم ساكنات الغرف الوردية للروائي الصيني تسوشن عرفت لماذا كنا قبل عشر سنوات نطلي غرف نومنا باللون الوردي, الرواية بإجماع النقاد الغربيين من اروع ما كتب في نقد المجتمع والثقافة الصينية واللون الوردي في الثقافة الصينية تعبير عن الزواج المنتظر او ما يعرف بفارس الأحلام ولقد كان القدماء الصينيون يفعلون ذلك قبل أكثر من 500 سنة وانتقل الينا ذلك الفعل قبل عشرين عاما, ليست القضية طلاء غرف نومنا باللون الوردي أو غير الوردي وانما عن الكيفية التي نأخذ بها عن الآخرين والزمن الذي يمر علينا أو نستغرقه في نقل الأفكار والعادات والأعراف والتقاليد.
واذا كان الشعر الحر بلغ نضجه الأدبي عند بداية عقد السبعينات من القرن التاسع عشر فكانت الرمزية تألقت على يد رامبو وفيرلي ومالارميه ومن ثم انتهت بالشعر الى طريق مسدود وبعد سنوات طويلة انتقلت من أوروبا الى العالم العربي والى الآن لم تستطع النزعة الرمزية ان تطرح نفسها بعد بوصفها تيارا أدبيا منظما, وقد صار ذلك للقومية العربية فحينما فرغت من أوروبا انتقلت في العالم العربي, نحن لا نقصد تعطيل التواصل والتفاعل بين الحضارات بل اننا ندعو الى تلاقي الحضارات المتعاصرة التي تحدث نتائج ايجابية وعندما تخمد تلك الحضارة تكون ساكنة غير متفاعلة وهذا ما حدث في اتصالنا بالحضارات السالبة فجاءت الآثار سالبة فاذا اتصلت حضارة بحضارة حية متطورة استفاقت وتنبهت وعادت تستكشف تراثها وتستنطقه وتتفاعل واياه ومن هنا يمكن القول ان هذا التواصل الزماني بين حضارة وتراثها يأتي عادة نتيجة لتواصل مكانا بين حضارتين متعاصرتين تتنبه به احداهما وتنهض بفعل الاخرى وهذا ما حدث في العصور الوسيطة عندما قامت النهضة الأوروبية نتيجة اتصالها بالحضارة الاسلامية وهذا ما حدث في العصر الحديث عندما قامت التجربة اليابانية عن طريق اتصالها بالحضارة الصينية خاصة في الاخلاق والعادات والسلوك والاساطير والفنون وتمثل في نقل التقنية الغربية والذي أوصل اليابان الى زعامة الدول الصناعية.
ان ما يعنينا من ذلك هو تفعيل اتصالنا بالحضارات الحية المتطورة الناهضة.
|
|
|