لكل رجل سياسة معينة يتعامل بها مع زوجته داخل الأسرة، ولكل زوجة أيضاً أسلوب معين يشكل دورها في ميدان تلك الأسرة، وكلتا السياستين رسمتا بناء على تصور مسبق قبل الزواج عبر ما يجمعه كل من الرجل والمرأة عن تصرفات الجنس الآخر بشكل عام، فهناك من الرجال أو الأزواج من يتبع سياسة الكتمان عن أي سلوك يسلكه ولو كان هذا السلوك صحيحاً ايجابياً جيداً في مجال نشاطه أو عمله أو وظيفته أو حياته الاجتماعية مع والديه، أو ما يخص أمواله وكل هذا بحجة أن المرأة أو الزوجة من المفروض ألا تعرف سوى الأساسيات عن زوجها لأن بعض الأزواج يعتقدون أن المزيد من الايضاح عن أحوالهم لزوجاتهم سيلحق الضرر بهم بمعنى أن الزوجة لو أدركت أن زوجها يملك رصيداً في البنك بمقدار ,,, فإن هذا سيجعلها تستغله أو تطلب المزيد من الماديات وربما لو علمت أن زوجها عليه قرض بمقدار ,,, فإن هذا قد يدفعها إلى السخرية منه وهكذا قياساً على أي أحوال أخرى تتعلق بالزوج لدرجة أن بعض الزوجات قد ينشرن أخبار أزواجهن عند من يعرفن ومن لا يعرفن بحسن النية ، وهذا طبعاً بلاء ومصيبة أخرى!! وفي النهاية كل هذه السلبيات قد تجعل الزوج يدعم فكرته عن الكتمان وبهذا فإن التفكك الأسري يطرق باب هذه الأسرة فالأب يدور وأحواله في مضماره الخاص والأم منعزلة عن أخبار زوجها أما الأبناء فمن الأولى ألا يدركوا عن والديهم سوى قليل القليل؟! وهذا بلا جدل هو ما يوجد المشكلات ويجعل كلا من الطرفين لا يشعر بالآخر لأن كلا منهما لا يدرك ظروف الآخر ولا يتعاطف معه فعلى سبيل المثال نسمع دائماً عن الزوجات اللاتي يطالبن أزواجهن بمتطلبات رئيسية وثانوية، وقد تكون مكلفة وفوق طاقة الزوج المادية، إلا أنهن يصررن عليها بالحاح، والسبب انهن لا يدركن حقيقة وضع أزواجهن أو مقدرتهن حول تلبية هذه المتطلبات، وفي النهاية فان هذا الاغتراب المنزلي أو الانعزال الأسري داخل المنزل هو السبب طبعاً ولا عجب من أن يشب الأبناء على ذلك عندما يفرضون على آبائهم ما يريدون دون أي مراعاة لأي ظروف أو أي أحوال، لذلك دائماً نقول نحن لابد أن نعلم أبناءنا كيف يشعرون بنا وبظروفنا ونجعلهم بصورة غير مباشرة يطالبون بما يتناسب مع الظروف المادية والمعنوية للأسرة دون أن تشكل طلباتهم أي ضغوط,, لذلك نقول ان سياسة الكتمان لها سلبيات تكون في صميم الأسرة، وقد لا تعتبر هذه السياسة كما يظن بعض الأزواج سياسة ايجابية يقفزون بها على عقبات قد تضايقهم أو تحول دون راحتهم النفسية، بل قد يكون ما يرجونه من راحة نفسية هو أمر مؤقت، أما ما يزرعونه بدون قصد من سلبيات تصاحب هذه السياسة انما هي خطأ يدفع الآباء ثمنه على مستوى سنوات حياتهم فيما بعد اذا شعروا بعد ذلك بأن أبناءهم قد انفضوا من حولهم لأنهم لم يتعلموا فعلاً كيف يشعرون بآبائهم وكيف يعايشون معهم مشاكلهم, فهل نستطيع ان نعدل من سياساتنا حتى نجني ما نحب أن نجنيه من ابنائنا,, أعتقد اننا بقليل من الجهد نستطيع أن نفعل ذلك!!
نجلاء أحمد السويل