يقول المنطق :الإنسان حصاد معارفه,.
ولأن ثقافة الشعراء الشعبيين لا تتعدى قصائد السياب واقصد القصائد التي لا تحتوي على تضمين الاسطورة ذلك ان معرفة الاساطير تتطلب ثقافة عالية لا يمتلكها الشعراء الشعبيون, ولا كاتب هذه السطور وها انا من البداية لا ازعم انني مثقف كبير ولا منظر ,, والحمد لله.
لكنني استغرب العلاقة ما بين الشاعر بدر شاكر السياب والشعراء الشعبيين خاصة الذين يريدون ان يوضحوا انهم مثقفون فيمتدحون السياب, كما استغرب قطع العلاقات بينهم وبين محمود درويش وسعدي يوسف مثلا هذا ان وجدت اصلا حتى تشعر احيانا ان العلاقة محرمة بينهم,, بل العلاقة محرمة بينهم وبين الثقافة بجميع انواعها حتى تجد ان شعراء الجاهلية الشبان كانوا اكثر ثقافة من الشعراء الشعبيين اليوم.
ان اغلب الشعراء الشعبيين لا يرتكبون الفعل المحظور القراءة وان فعلوها فسوف يتوقفون عند انشودة المطر للسياب والنظارة السوداء لاحسان عبدالقدوس والذي يريد ان يوهمك بأنه مثقف يتوسع في السالفة فيملأ الساحة الشعبية بمقالات تعيسة وبالرغم من تقليديتها إلا انه يستشهد بأبي الحداثيين أدونيس او بشعراء وكتاب غربيين امثال (ت,س,اليوت) و(بايرون) و(فرويد) و(كانت) حتى اصبحت هذه الاسماء في الساحة الشعبية لها شعبية تفوق شعبية الشعراء الشعبيين ولم يتوقف الأمر بتقليد بعضهم البعض بالاستشهادات بل تطور الوضع حتى اصبحت الاستشهادات تنقل باخطائها المطبعية,, ويبدو انها حمى الاسماء الغربية.
ولأن الثقافة تؤثر في الافكار والمفاهيم والابداع ولأنك ترى ما تريد ان تراه من خلال معرفتك فقد غشي بصر الكثير من الشعراء الشعبيين الذين كانوا يصولون ويجولون في وقت ما,.
والمشكلة تكمن في ان الشعراء الشعبيين قصيرو النفس فزه فقط يرون ان المشوار قصير جدا ولا يحتاج الى ثقافة فلذلك فإنهم ينضبون بسرعة وبعضهم يتيبس وينكسر لاتكائه على الموهبة فقط والموهبة وحدها في هذا المجال لا تفعل شيئا كما ان النيات الحسنة لا تفعل شيئا ايضا.
ولا أعمم هذا الرأي على جميع الشعراء فهناك الكثير من المبدعين الذين ما زالوا يبدعون نتاجاتهم ويؤسسون لتجاربهم من خلال المعرفة والموهبة وفي مقدمتهم بدر بن عبدالمحسن.
علي الصافي
***
اعتقد ان تراثنا كان عظيما ومشرقا ولكننا في المقابل لا نريد تكراره بل نريد ان نكون امتدادا له ونحن الآن كجيل استطعنا وضع بصمتنا الخاصة بنا ويكفي رضانا بما قدمناه الأمر الذي لا ينفي وجود سلبيات فينا كما انه لا يؤكد أننا أقل من تراثنا السابق,, ومن خلال القنوات الاعلامية سنؤكد بصمتنا لأن الجيد والرديء مطروح وأظن ان هذا الامر كان موجودا في السابق ولكن لم يصل لنا سوى الجيد الذي ارتضاه الرواة وحفظوه ونقلوه لنا,, وتبقى للزمن وحده سلطة نقل الجيد من شعرنا الحاضر الى الاجيال القادمة.
سعود بن عبدالله
***
من يتأمل حال الفراش حول النار يصاب بالذهول يظل يتراقص في الهواء ويروح ويجيء حتي ينتشي ثم يعلو ويهبط ويدور حول النار حتى يبلغ به الوجد اشده,, ثم فجأة يحرق جسده وجناحيه في اللهب المجنون.
لقد رأيت بعض ممن دخل الى الساحة عن طريق محرر رديء او شاعر,,,!! يقع في هيام الفراش بالنار ويحترق.
واعترف انني أحزن لهذا المنظر.
عواض العصيمي