المدرسة والبيت,, توأمان سياميان بعض أولياء الأمور يغطون في سبات عميق |
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة,.
يعتقد البعض من الناس أن المدرسة هي كل شيء في العملية التعليمية وأن عليها تقع مسؤولية كبيرة في تربية وتعليم وإعداد النشء لخوض غمار الحياة بعد التسلح بالعلم والمعرفة مما ساهم إلى حد كبير في اتكالية البيت على المدرسة وإهمال مسؤولية متابعة وتربية الأبناء، بينما الواقع الحقيقي الذي يفرض نفسه أن المدرسة ما هي إلا مجرد جزء صغير لا يتجزأ من العملية التعليمية ومن الخطأ جدا أن نعتبرها هي الكيان التعليمي الخالص الذي تنعقد عليه الآمال،فهي لا تعدو كونها جزءا بسيطا في السلسلة التعليمية المتصلة، ويعتبر البيت والمدرسة وجهين لعملة واحدة وتوأمين سياميين لا ينفصمان فهما يكملان بعضهما بعضا وبشكل لا يتصور، وفي معظم الأحيان لا نجد نحن معشر المعلمين أثناء عملنا اليومي أي دور مؤثر للبيت أو متابعة ولو من بعيد لما يخدم مصلحة الطالب، وإنما نجد الغياب المؤثر للأسرة هو سيد الموقف دائما بحجة الانشغال وعدم وجود الوقت للتفرغ للأبناء، ولا يتعدى دور الأسرة في أغلب الأحيان تأمين متطلبات الدراسة ولوازمها للطالب وإيصاله يوميا إلى باب المدرسة معتقدين بعد ذلك أن دورهم قد انتهى عند هذا الحد وتبقى بقية الأدوار للمدرسة وما فيها من معلمين ومقررات دراسية، ويشتكي كثير من المدارس على لسان مرشديها الطلابيين من جفاء وعدم تجاوب البيت مع نداءات المدرسة المتكررة بضرورة التعاون البنّاء معها في الزيارة الدورية للمدرسة لمتابعة الابن في تحصيله الدراسي والسؤال عن أحواله داخل أركان المدرسة ولو من باب زوروني كل سنة مرة ، وكذلك مراقبة الابن في المذاكرة وحل الواجبات في المنزل، والاجابة على تساؤلاته عن المواقف اليومية التي تحصل له، وتعريفه بما يجوز وما لا يجوز وغير ذلك من الأمور، ولكن الواقع الحقيقي الذي يفرض نفسه أن لا حياة لمن تنادي ويقول هؤلاء المرشدون بامتعاض شديد إننا لا نرى أغلب أولياء الأمور إلا بعد تسليم النتائج، وظهور أبنائهم بمستوى تحصيلي متدن عندها فقط تكثر زياراتهم للمدرسة لمراجعة معلمي المواد والاستفسار بصوت عال عن هذه الدرجات المتدنية وأن أبناءهم لا يستحقون ذلك، رغم أنهم كانوا طوال العام الدراسي يغطون في سبات عميق لم يوقظه إلا الدوائر الحمراء علامة الخطر التي زينت شهادة الابن دلالة على إكماله في هذه المواد وكنتيجة حتمية إلى ما آل إليه مؤشر الترمومتر التحصيلي للطالب بسبب الإهمال الأسري الحاصل وللأسف الشديد من العديد من الأسر بحق فلذات أكبادها معتمدين فقط على دور المدرسة ومتناسين رسالتهم الحقيقية في الحياة، وكأنهم يريدون أيضا من المدارس أن يكون لها دور فاعل وفرع تعليمي يكمل دوره في كل المنزل رغم أن الأسرة تعتبر المعلم الأول للطفل إذ ينشأ فيها في مراحل الطفولة المبكرة قبل التحاقه بالمدرسة. محمد بن راكد العنزي محافظة طريف
|
|
|