جاءت بفتنتها تسعى إلى الأرب
مزهوة بجمال العلم والأدب
مشوقة لرياضٍ طاب مسكنها
وعزَّ ساكنها في سائر الحقب
قد زفها الأهل إعجاباً بمن عشقت
وباركوا وصلها بالطيِّب النسب
حسناء ساحرة الأعطاف فاتنة
تسير مسرورةً للموطن الرحب
تختال من فرحة اللُّقيا وكم سعدت
حقاً بدار ذوي الأخلاق والحسب
جاءت لمغنى رفيع المجد غايته
وفيه للعز أضحى أوثق السبب
تلك الثقافة ما أحلى ضيافتها
في أربع تزدهي بالسادة النُّجُب
تلك الثقافة قد وافتك والهة
في عام ألفين يا محبوبة العرب
وبايعتك بكل الحب عاصمة
ففاخري ولسامي المجد فارتقبي
إن الرياض بلاد العرب قاطبةً
لا فرق بين اهاليها ومغترب
وفي تعاطفها الأمثال شاهدة
جميلة بردىء المن لم تشب
سلوا مواقفها في كل نائبةٍ
ثم اقرأوا بذلها في ساعة الرَّهَب
كم قدَّمت من عطاءٍ لا حدود له
ويسَّرت لذوي الحاجات والسغب
وكم تصدَّت لأعداء مدافعةً
عن الشريعة في إيمانِ محتسب
وكم أمدَّت بني الإسلام باذلةً
المالَ والجاهَ لم تبخل ولم تخب
مع العروبة في آمالها سندٌ
ما قصَّرت أبداً في نصرة العرب
واست جراحهم، سدَّت ثغورهم
ودافعت في ثباتٍ صادقٍ وأبي
لَقادةٌ وهبوا للعلم أنفسهم
همُ الأحق بسامي الحب والرُّتب
وهم أحق بأن يَحيَوا أئمتنا
الآمرين لنا النافذي الطلب
وأن نشدَّ بكل الحزم أيديهم
ما واكبوا سيرة المعصوم والصحب
ما أجمل العلم والآداب تحضنها
رياض يعرب ذات العز والغلَب
وما ألذّ لقاءات تنظمها
أواصر الودِّ والإيمان والقرب
وما أجلّ جهوداً ظل يبذلها
أبناؤها من ذوي الإخلاص والحدب
الساهرون على تحصين ملِّتنا
والمؤمنون بما قد جاء بالكتب
من قادة همُّهم إعلاء دينهم
وفتية في سبيل العلم في دأب
يمضون للهدف السامي بلا كلل
وللمعالي بلا ضعفٍ ولا نصَب
أهدافهم أن يروا أوطانهم قمماً
رفيعة فوق هام السحب والشهب
لا يعجزون ولا تثني عزيمتهم
مشقة ويرون السعد بالتعب
ويبذلون إذا نودوا لمعركة
نفوسهم في صراع الجحفل اللّجِب
يا قادة الفكر إن الله حمّلكم
أمانة العلم بالأقلام والخطب
فارعوا أمانتكم في نشءِأمّتكم
وأرشدوهم سبيل الجدِّ لا اللعب
وأصبحوا قدوة مثلى لشعبكم
ولا تميلوا إلى الدولار والذهب
وألف شكرٍ لمن وافى وشاركنا
أفراح عاصمة الإسلام والأدب
وللأمير أبي فهدٍ تحيّتُنا
مَن فيه نالت رياضي غاية الأرب
والشكر يمتد موصولاً لاخوتنا
أولي الشهامة والأبداع والأدب