الرياض 2000م منصور الجهني |
الرياض عاصمة العرب الثقافية لعام 2000، ربما هو الحلم الذي نأمل تحققه ولا يكفي الامل ان لم يقرن بعمل يجعل الصعب سهلا.
لاشك ان هذا الترشيح لم يأت من فراغ، فكل المقومات متوافرة تقريباً ليصبح للرياض هذا الدور الريادي في مجال الثقافة العربية، ويبقى ان تستثمر بشكل جيد وان توجه في المسار الصحيح ضمن هياكل وأطر ثقافية ربما كنا نفتقدها.
فالثقافة ليست كماً من الفعاليات التي يمكن ان تنضم في وقت محدد بشكل احتفالي لكنها استراتيجية عميقة، تأتي ضمن الاوليات التي تشكل الحياة الاجتماعية وتتشكل معها، الثقافة هي الهوية ، الذاكرة التي تجعل لنا كياناً نستطيع من خلاله العبور الى غد لا يتوقف، ولا يمكن الوصول اليه، لذلك فالثقافة تنمو معنا، وبنا، وننمو معها وبها في تشكل مستمر، من هنا تأتي ضرورة الاهتمام بالثقافة، وتأتي اهمية الرياض التي تشكل ذاكرة اساسية في تاريخ الثقافة العربية، فمن هنا من الجزيرة كانت انطلاقة الشعر العربي في عصره الجاهلي، ومن هنا كانت المدرسة الاولى التي صنعت الحضارة الاسلامية، وهنا كان الاساتذة الذين انجبوا تلاميذ اشرقت بهم شمس الثقافة على الارض.
لذلك تبدو الرياض الاجدر ان تكون عاصمة للثقافة العربية في هذه الانطلاقة الجديدة لعام 2000، في فعل تأسيس يواجه التحديات التي تفرضها هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها الثقافة العربية.
الرياض اذ تعلن نفسها، او اذ اعلنها الاخرون عاصمة للثقافة العربية، فانها لا تدعي وصايتها على هذه الثقافة، فنحن نعرف ان الثقافة لا يمكن احتكارها او اعلان الوصاية عليها، لكن من حق الرياض ان تفخر بما انجزته في المجال الثقافي مستندة الى ماض عريق ومتطلعة الى غد مشرق باذن الله.
|
|
|