بيننا كلمة الجثمان د , ثريا العريّض |
مثل كابوس متكرر,, الإعلام يعيد صور ما جرى ويجري,.
الشعب العراقي صغارا وكبارا لم يبق فيه فرد لم تدمغه الأحداث بوشمها المر جسديا ونفسيا.
وفي الكويت ابيضت عيون الأمهات وهن يطالبن بأبنائهن الأسرى.
وقبل أيام فقط اعترفت العراق بأن جثمان طيار سعودي مدفون في أراضيها.
ومن يدري كم جثمانا مجهولا لم يعد الى وطنه من كابوس العراق؟
وقد يقول البعض إن المصالح الغربية افتعلت كل مقدمات الحرب والصراع في المنطقة لتبقيها في حالة ضعف دائم وتخوف مستوطن في صدر الجيرة كلها,, وإنها هيأت لذلك الجاثوم ومتورطة حتى الآن في إبقائه على صدر العراق,.
ولكن هذا هو نصف الحقيقة: فلا أحد بإمكانه أن يفتعل ماليس له اصل في الحقيقة, وكابوس العراق تولد وتفاقم داخليا قبل ان ينفخه أحد من الخارج الى حجم الجحيم الذي انفجر بكل المنطقة في بداية التسعينات ليظل كابوسا يسكننا, ذلك الجاثوم، الحلم المزعج حد الإرعاب وإثارة الهلع يتسلل الى الوعي عبر الذاكرة المتعبة المقيتة التي ترفض ان تغادر الحس, ذاكرة تجربة نفضل لوننساها ثم لا نستطيع إزالتها,,, تترصدنا في ثنايا الذاكرة وتنفذ حين ترتخي أجهزة الرصد في وعينا لتعود الى السطح بكل قدرتها على الإيلام ونكء الجراح.
لا أعرف ماذا كان البرنامج المذاع بالذات,,, ولكني توقفت عند محطة الإم بي سي الفضائية والمذيع يحاور الربعي من الكويت عن رأيه في تصريحات الرئيس صدام حسين وخطابه الأخير: هل الكويت مستعدة الآن لنسيان الماضي وفتح صفحة جديدة مع العراق؟ ويرد عضو مجلس الأمة الكويتي بأن القضية ليست قضية الكويت والعراق بل قضية العراق مع المنطقة كلها وأن خطاب صدام الذي تركز على الأخلاق والفضيلة هو مغالطة كبيرة حين مايجري داخل العراق وفاض على المنطقة كلها اثناء الغزو هو ابعد ما يكون عن الفضيلة والأخلاقيات.
فالعراق مازال يعذب مواطنيه ومازال في حالة حرب وتوتر مع كل جيرانه شرقا وشمالا وغربا وجنوبا,,وليس في اختلاف مع الكويت أو دول الخليج فقط,.
بعدها جاءت تفاصيل زيارة رامزي كلارك ووفد امريكي يزور العراق ويتفقد الملجأ الذي فجرته قنابل الحرب, يصرحون هذه الحرب كانت خطيئة!! وأب عراقي معاق يؤكد أنه فقد عدة ابناء في هذا الملجأ في هذه الغارة ولكنه مستعد لحمل السلاح للدفاع عن الوطن!!!
أي سلاح!! وأي وطن!! وأي خطابيات جوفاء, من كل الجوانب!!
بغض النظر عن كلام السياسيين والدبلوماسيين، لايختلف اثنان في أن ماجرى ويجري من تفاعلات العراق داخليا ومع جيرانه لايحوي من الفضيلة والأخلاقيات شيئا, وإقحام هذه التعابير في خطاب رسمي أو شعبي هو بالذات مثل إقحام عبارة الله أكبر على علم العراق أو بث صور صدام راكعا ساجدا في أوج صرع لاعلاقة له بالدين, ولايحتاج الأمر لتوضيحه أكثر من خمس دقائق من الحوار مع أي عراقي كان بين المحظوظين الذين تمكنوا من الهرب من أتون العراق ليستقروا في الخارج في أوروبا أو أمريكا حاملين ندوب معاناتهم معهم.
من هو العدو الحقيقي لهذا الشعب المسكين الذي تستغل آلامه إعلاميا؟
|
|
|