* واشنطن غزة الوكالات
زيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى واشنطن، كانت مقررة، قبل الاعلان عن تأجيل المفاوضات السورية الاسرائيلية وكان ضمن الترتيب الفلسطيني، ان ينجح الرئيس عرفات في ان يجمعه الرئيس كلينتون برئيس الوزراء الاسرائيلي ليبحث الثلاثة سبل الاسراع بعملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين ولما الغى باراك سفره الى واشنطن التقى عرفات في تل ابيب ثم يمضي عرفات قدما في برنامجه ويلتقي الرئيس كلينتون يوم الخميس الماضي والمعلن ان الرئيس الامريكي اكد رغبته في بذل اقصى الجهود من اجل التوصل الى سلام في الشرق الاوسط.
واضاف بعد لقاء عرفات ان المسار الفلسطيني للمفاوضات هو في صلب الجهود التي نبذلها جميعا من اجل التوصل الى سلام في الشرق الاوسط.
واعرب كلينتون عن قناعته بامكانية التوصل الى اتفاق سلام بسرعة.
وتأتي زيارة عرفات في وقت يسعى الفلسطينيون الى حث الادارة الامريكية على ممارسة المزيد من الحزم مع اسرائيل بغية اخراج المفاوضات بين الجانبين من مأزقها.
لقاء عرفات كلينتون جاء بعد غداء عمل مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في وزارة الخارجية.
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت ان اللقاء مناسبة مواتية للرئيس كلينتون لمراجعة وضع المفاوضات ولنرى كيف نستطيع ان نكون فاعلين واضاف ان مباحثات كلينتون وعرفات تتناول المساعدة التي تنوي الولايات المتحدة تقديمها للمساهمة في التنمية الاقتصادية للاراضي الفلسطينية.
غير انه بدا حذرا قبل اقل من شهر على الاستحقاق المحدد في تاريخ 13 فبراير في شأن التوصل الى اتفاق حول الخطوط العريضة للحل النهائي للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
وردا على سؤال حول التصريحات التي ادلى بها مقربون من عرفات في الايام الاخيرة قال ان دورنا يتمثل بأن نكون وسيطا نزيها ونساعد الاطراف على تقريب وجهات النظر ونعرفهم على النقاط التي بإمكانها ان تمثل افضل الفرص للتوصل الى اتفاق.
وكان مقربون من الرئيس الفلسطيني اشاروا الى ان عرفات ينوي ان يطلب من كلينتون التدخل بصورة عاجلة وسريعة لتجنب اضاعة الوقت حتى استحقاق 13 فبراير.
ويطالب عرفات الذي التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الاسبوع الماضي اسرائيل بوقف نشاطاتها الاستيطانية والمماطلة في تطبيق الاتفاقات الانتقالية في حين ان المفاوضات لا تزال متعثرة حول الترسيم النهائي لحدود الدولة الفلسطينية المحتملة ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
وارجأت اسرائيل انسحابا ثالثا لقواتها من الضفة الغربية كان من المفترض ان ينفذ الخميس الامر الذي يتيح للسلطة الفلسطينية بسط سلطتها على حوالي 40 في المائة من الضفة الغربية.
غيران استحقاق 13 فبراير لايزال قابلا للتطبيق رسميا بالنسبة الى الولايات المتحدة كما اكد لوكهارت مضيفا انه لا مؤشرات على ان الاطراف تنوي اعادة النظر بهذا التاريخ.
كذلك من المفترض ان يسعى عرفات للحصول على تطمينات من جانب الرئيس الاميركي حول ايلاء الاهمية نفسها للمسارين الفلسطيني والسوري في مفاوضات السلام.

أولبرايت مهتمة بالإصلاحات الاقتصادية
من جانبها قالت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت التي اجتمعت مع عرفات قبل لقائه بكلينتون ان الولايات المتحدة مهتمة للغاية بالاصلاحات في تطبيق القانون الفلسطيني وبتنفيذ مرسوم اصدره عرفات مؤخرا لفرض اصلاحات اقتصادية والوصول الى الشفافية المطلوبة في الادارة الفلسطينية.
وقال جيمس روبين المتحدث باسم وزارة الخارجية انه جرت مناقشات وصفها بأنها مطولة ومفعمة بالحياة حول موقف السلطة الفلسطينية من الاديرة اليونانية والروسية في الضفة الغربية، حيث اشتبك العديد من الطوائف النصرانية الفلسطينية بسبب الخلاف على ملكيتها.
وقالت اولبرايت ان القضايا الدينية تعد معقدة للغاية ولكن الحكومة الامريكية تريد حل هذا النزاع باستخدام السبل القانونية.
واتفقت اولبرايت وعرفات على انه من وجهة النظر العربية فان صلب قضية الشرق الاوسط هي مستقبل الفلسطينيين التي يتعين حلها من اجل احلال السلام الشامل في المنطقة.
وغادرت اولبرايت وعرفات مقر وزارة الخارجية لتناول الغداء في منزل اولبرايت في منطقة جورجتان بواشنطن.
وفي الوقت ذاته وقع 300 من الاحبار اليهود الامريكيين (يسمون انفسهم لوبي السلام اليهودي)، خطابا يدعو الى اقتسام مدينة القدس بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
ويناقض ذلك بصورة واضحة المواقف العلنية التي تبنتها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، بما فيها الحكومة الحالية، التي ترى ان القدس يجب ان تظل غير مقسمة تحت السيطرة الاسرائيلية.
وتعد قضية القدس إحدى القضايا التي سيتم تسويتها في محادثات الوضع النهائي التي يتعين استكمالها بحلول سبتمبر المقبل.
وبالنسبة للمسار الاسرائيلي السوري، قال روبين انه ما زال نشطا على الرغم من الخلافات التي لم يتم حلها حول اي الامور يتعين البدء بها اي الانسحاب الاسرائيلي من الجولان او الترتيبات الامنية التي يريدها الاسرائيليون على هضبة الجولان وعلى جانبي الحدود.
وقال روبين ان فريقا سوريا من الخبراء سوف يصل الى واشنطن لمناقشة التعديلات في وثيقة العمل التي وضعتها الولايات المتحدة والتي لخصت نقاط الاتفاق والخلاف بين الجانبين حتى الآن.
ومن المأمول فيه ان تتبع زيارة الفريق السوري المذكور زيارة مجموعة اسرائيلية ثم يتم استئناف المحادثات وجها لوجه بعد ذلك.
وبالعودة الى اجتماع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت قال المتحدث باسم الوزارة جيمس روبن ان (من المهم جدا للجانبين ان يبحثا عن طرق عملية مرنة لحل المشاكل).
واضاف (من المهم ان يدرك المرء انه لا يستطيع تحقيق 100 في المائة مما يريده والمهم ايضا ان تلبى الاحتياجات الاساسية لكل طرف).
وعقب الاجتماع مع اولبرايت في وزارة الخارجية توجه عرفات الى منزلها في منطقة جورج تاون القريبة لتناول الغداء وسيجتمعان في وقت لاحق مع الرئيس بيل كلينتون في البيت الابيض.
وكان عرفات بدا خلال توقفه في مصر غير متفائل بالرغم من التصريحات الرسمية التي قالت ان الرئيس الفلسطيني وايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي اتفقا يوم الاثنين على مضاعفة جهودهما للتوصل الى اطار لاتفاق السلام قبل المهلة المحددة لذلك والتي تنتهي في 13 فبراير المقبل.
وفي القاهرة علق عرفات على اجتماعه مع باراك قائلا (لم نخرج منه بشيء ملموس وانما هي وعود لم تنفذ كما لم تنفذ الالتزامات التي وقع عليها في شرم الشيخ).
واغضب باراك الذي تولى السلطة قبل ستة اشهر الفلسطينيين يوم الاحد الماضي بتأجيله انسحابا من 7,1 في المائة اضافية من الضفة الغربية بموجب اتفاق وقع في شرم الشيخ.
وقالت روبن تعليقا على الانسحاب الاسرائيلي المقبل ان اسرائيل ما زالت في فترة السماح التي يجيزها الاتفاق الذي ابرمه عرفات وباراك في شرم الشيخ بمصر في سبتمبر.
واضاف فيما يخص اتفاق شرم الشيخ وجهة نظرنا العامة انهم نجحوا في حل مشاكل التنفيذ,, هناك بعض المسائل المتبقية ونعتقد ان الطرفين اظهرا قدرة على حلها بانفسهم بدون تدخل حقيقي من الولايات المتحدة.
وقال جو لوكهارت المتحدث باسم البيت الابيض ان الاجتماع مع كلينتون سيكون (فرصة للرئيس لتقييم حالة عملية السلام وتحديد اين يمكن ان نقدم العون).
واضاف يمكن ان نساعد الاطراف على ادراك المجالات التي يستطيعون الاتفاق بشأنها وتضيقق الخلافات التي تتبقى اعتقد ان هذا هو الدور الملائم للرئيس وحكومة الولايات المتحدة).
وقال عرفات انه سيطلب من كلينتون المساعدة لجعل اسرائيل تلتزم بالتوصل لاتفاق سلام نهائي في سبتمبر المقبل يأمل الفلسطينيون ان يسمح لهم باقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وحاولت اولبرايت تهدئة مخاوف الفلسطينيين من ان حدوث تقدم في عملية السلام على المسار السوري سيصرف الانتباه عن المسار الفلسطيني.
وقال روبن انها اوضحت جيدا ان الولايات المتحدة لا ترى ان المسار السوري يقلل اهتمامنا وتركيزنا على محاولة ان نكون معاونين في حل القضايا بين اسرائيل والفلسطينيين.
واضاف ان المحادثات في وزارة الخارجية ركزت على المسائل الثنائية ومنها خلافات تتعلق بكنائس ارثوذكسية في الاراضي الفلسطينية ومحاولة السلطة الفلسطينية جعل عملياتها الاقتصادية اكثر شفافية.
والى جانب المحادثات رفيعة المستوى التي سيجريها عرفات سيبحث وزراء فلسطينيون مسائل اقتصادية ثنائية.
واجتمعت لجان امريكية فلسطينية امس الجمعة برئاسة وزير التخطيط الفلسطيني نبيل شعث ونائب مساعد وزيرة الخارجية الامريكية توني فرستانديج.
وقال روبن ان عمل هذه اللجان جزء من بناء علاقة اقوى واعمق بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية.
وقد شددت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت خلال اتصال هاتفي مع نظيرها المصري عمرو موسى على الأهمية الأساسية في رأي واشنطن لاستئناف محادثات السلام المتعددة الأطراف حول الشرق الأوسط في شباط/فبراير المقبل في موسكو.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جيمس روبن أن اولبرايت أبلغت صراحة وزير الخارجية المصري عمرو موسى بالأهمية التي نعلقها على هذا الاستئناف وبوجهة نظرنا التي تفيد بأن لكل طرف دورا للاضطلاع به في المحادثات .
واضاف اذا لم يساهم الجميع في محاولة دفع العملية الى الأمام فليس من المحتمل أن تتقدم .
وتأتي هذه المحادثة في وقت تبدو مصر ودول عربية أخرى غير متحمسة لاستئناف المفاوضات المتعددة الأطراف في الأول من شباط/فبراير المقبل في موسكو, وترى عواصم عربية ان من المبكر استئناف المحادثات المتعددة الأطراف نظرا الى تأخر مسيرة السلام الاسرائيلية الفلسطينية وتأجيل المفاوضات الاسرائيلية السورية,ومن المقرر ان ترأس أولبرايت مع نظيرها الروسي ايغور ايفانوف اجتماعا وزاريا يشكل استئنافا لهذه المحادثات المتعددة الأطراف المتوقفة منذ 1996.
وتهدف هذه المحادثات الى تعزيز التعاون بين العرب واسرائيل حول مواضيع كالمياه ومراقبة الأسلحة واللاجئين والبيئة ومواضيع اقتصادية مختلفة.
وقد أعلن لبنان وسوريا أنهما لن يشاركا في هذه المحادثات, أما مصر والسلطة الفلسطينية فأعلنتا أنهما ستشاركان فيها.
وفي فلسطين تحدثت الصحف عن رحلة البحث عن الدعم الامريكي وذلك غداة توجه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى الولايات المتحدة الامريكية في محاولة لايجاد حل لمشكلة المفاوضات، على حد تعبير صحيفة القدس الفلسطينية.
وقالت الصحيفة يوم الخميس في افتتاحيتها التي حملت عنوان (هل ستفي واشنطن بوعودها؟) ان المطالبة الفلسطينية بتفعيل الدور الامريكي تستند الى الوعود التي كانت واشنطن تقطعها على نفسها غداة توقيع كل اتفاقية من الاتفاقيات السابقة بل ان هذه الاتفاقيات تحمل توقيع الولايات المتحدة على كل منها باعتبارها الشاهد الضامن الذي يكفل تنفيذ الحكومة الاسرائيلية لنصوصها, ولم تكتف واشنطن بهذه التواقيع بل الحقتها بتعهدات تضمنتها خطب الرئيس الامريكي التي كان يلقيها اثناء احتفالات التوقيع, ويشدد خلالها على التزام بلاده بمتابعة تنفيذ هذه الاتفاقيات.
ورأت الصحيفة انه الآن وقد اوشكت العملية السلمية ان تصل بالفعل الى طريق مسدود، فان الجانب الفلسطيني لا يسعه الا ان يضع الولايات المتحدة امام مسئولياتها، ويطالبها بأن تتصدى للنهج الذي تتبعه حكومة باراك تجاه المفاوضات السلمية.
وتساءلت الصحيفة في الختام (هل سيتغير الموقف الامريكي من العراقيل الاسرائيلية الموضوعة في طريق المسيرة السلمية؟ وهل ستفي واشنطن بوعودها للفلسطينيين؟ الايام القليلة القادمة كفيلة بتقديم اجابة.
يأمل الفلسطينيون ان تكون كافية وشافية للرد على هذه التساؤلات).
اما صحيفة الحياة الجديدة (شبه الحكومية) فقد رأت وعلى لسان رئيس تحريرها حافظ البرغوثي اننا (ابتلعنا تأجيل الانسحاب الذي كان مقررا اليوم,, كما ابتلعنا تأجيلات اخرى ومماطلات اسوأ وتسويفاً اشد مرارة,, وسنبتلع ايضا، رغم تفاؤل بعض التصريحات لمسؤولينا، تأجيل التوصل الى اتفاق الاطار للتسوية الدائمة لان باراك يريد ذلك في لعبته المفضلة اي اللعب على الحبلين او المسارين).
ورأى الكاتب ان السوريين استفادوا من الدرس الفلسطيني في المفاوضات، مضياف لقد كان الاستهتار التفاوضي الاسرائيلي على المسار الفلسطيني منذ البدء، حتى الآن درسا استوعبه السوريون جيدا ولهذا افلتوا من فخ مسودة الاتفاق التي اقترحتها واشنطن في سيبردزتاون لان الامريكيين سبق ان تقدموا بمثل هذه المسودة في زمن نتنياهو قبل اتفاق واي ريفر,, وكانت النتيجة رفضا اسرائيليا لمعظم نقاط التفاهم.
وخلص الكاتب الى القول (اما تأثير المسار السوري على المسار الفلسطيني فهو اما ان يكون ايجابيا او سلبيا,, فاسرائيل تريد محاصرة الفلسطيني بمعاهدات سلام حتى تنفرد به وتملي شروطها,, اما الايجابي فهو ان بإمكان الجانب الفلسطيني ان يتعلم من المسار السوري كيف ان التأكيد على القرارات الدولية التي هي مرجعية مؤتمر مدريد واتفاق اوسلو,, يجب ان يكون اساسا لا لبس فيه لمفاوضات الوضع النهائي, وهذا يتطلب موقفا فلسطينيا مدعوما عربيا وفوق كل شيء يستند الى اجماع فصائلي وشعبي).