آه,, يا الرياض!! منيرة أحمد الغامدي |
تعيش مدينة الرياض هذه الأيام أجواء ممطرة رائعة وقمة في الرومانسية لمن يحبون المطر أمثالي، ولأني وكما أعشق المطر أهوى السفر ويبقى السفر والمطر رغم عدم انتظام كليهما دائما من أولويات قائمة أمنياتي!!، ودائما ما ترتبط هذه الأجواء المنعشة الضبابية برحلة لمدينة ما أو مكان ما مثل مدينة لندن أو جنيف.
اليوم وفي طريق عودتي من عملي مرورا بطريق العليا العام، وحتى تزداد متعتي بالمطر ربطت الحزام وتخيلت نفسي في إحدى تلك المدن التي لاتقل الرياض الحبيبة عنها روعة!! سواء في تنظيم شوارعها أو أسواقها المفتوحة، وحاولت أن أطلق العنان للخيال واستمتع,,!! ولكني برغم ذلك لم استشعر ذلك الشعور الجميل الذي كان يمر بي في شوارع تلك المدن؟!.
وحيث أني كنت برفقة سائق ليموزين أتيح لي التفكير بحرية دون مقاطعات من هنا أو هناك!، وتساءلت بيني وبين نفسي ما الفرق ونحن هنا نملك كل مقومات المدينة الحضارية؟ بل نكاد نتفوق على الكثير من تلك المدن بروعة الأمن والأمان ولله الحمد، ولحكومتنا الشكر,, ماذا اذا يجعل من تلك المدن اياما جميلة نسعد بتذكرها وندفع الكثير لقضاء ساعات فيها؟
وبدأت بالتجول بنظري في شارع العليا العام، وكان أول ما استوقفني باص لنقل الركاب من منطقة البطحاء في جنوب الرياض الى العليا شمالها، وحيث ان سائق الليموزين كان خلف ذلك الباص فقد توقف عدة مرات امامي وبطريقة عشوائية كاد معها ان يتسبب في عدة حوادث، وتذكرت تلك الباصات النظيفة في مدينة جنيف مثلا وسائقيها بزيهم الرسمي ونظافتهم الملحوظة، وتذكرت تلك الطريقة الحضارية التي كنا نركب بها الباص بالوقوف في محطة محددة بها ماكينة للحصول على التذاكر تشبه المكائن التي نضع بها العملة لنحصل على علبة بيبسي او اي مشروب آخر، وفي داخل الباص شريط مسجل يردد وفي وقت محدد على مسامع الركاب اسم كل محطة قبل ان نتوقف عندها حتى يتمكن الركاب من الاستعداد للنزول، وكان التنقل بتلك الباصات متعة وأيما متعة!!!! وهنا اتسع التساؤل في ذهني لماذا لاتنظم عملية التنقل بالباصات داخل المدينة بشكل افضل مما هو موجود الآن سواء فيما يتعلق بنظافة الباص او رسمية ونظافة السائق، او اماكن التوقف,, الخ، حتى لو زادت التسعيرة بدل الريالين لتصبح خمسة ريالات!.
وبالنظر يمين ويسار الشارع وجدت العديد من المحلات التي تكررت رؤيتي لها في العديد من الدول الأوروبية وفي امريكا، ولست بصدد تسميتها حتى لا تحسب لهم دعاية مجانية مني، وبدأت في المقارنة بين التسوق هنا والتسوق هناك ما الفرق طالما المحلات ذاتها والبضاعة واحدة؟ بل لعل هنا ميزة لا توجد هناك وهي وجود بضاعة منتقاة تخدمنا بما يناسب عاداتنا وتقاليدنا ويوفر احتياجنا؟! ما الفرق اذاً في عدم وجود ذكريات طيبة لدي ترغبني في التسوق هنا؟ ووجدت اني افتقد شيئا مهما هنا وهو متوفر هناك ألا وهو متعة التسوق!!
التسوق هناك يتم بحرية فكل في حاله كما يقولون، اما هنا فالعيون ترقبني من كل حدب وصوب يعيق عملية التسوق ويجعلها تجربة نحرص على سرعة انجازها دون التوفق في الوصول الى النتائج المرغوبة، المتسكعون في الأسواق يفوق عددهم المتسوقين!، وما من اب أو زوج أو اخ يرضى بذلك، وهنا تبدأ عملية التوتر والقرف سواء المرأة أو المصاحب لها من ذويها.
مر في خيالي ايضا انني هناك اجد محلات للقياس واستبدل في ذات الوقت ما لايناسبني؟ اما هنا فلا تتوفر هذه الخدمة رغم توفرها في سنوات خلت!! والكثير من المحلات ترفض إعادة البضاعة المباعة، كما ان الكثير من الأهالي يرفض إعادة زوجته أو ابنته للسوق مرة أخرى لاستبدال المشتريات، إما لارتباطه بموعد آخر أو عمل ما أو لانزعاجه من تكرار التجربة، وقد نجد ان بعض الأسواق الكبيرة تسمح بالقياس في دورات مياه المساجد المجاورة أو في المساجد وجميعها لم توضع لتخدم غرض القياس.
وامتد التساؤل,, لماذا لاتنظم عملية وجود غرف للقياس بأن يوفر داخل المجمع مكان تشرف عليه نساء محل ثقة، وتتم فيه تلك العملية بحرية ونظام؟ لا يعني فشل تجربة ما ان نلغيها!! بل ان نعمل على تلافي الاخطاء التي وقعنا فيها في المرة الأولى!! أليست الفكرة جديرة بإعادة النظر؟ من ناحية اقتصادية على الأقل حتى لانلقي بما لم يناسبنا في أكياس النفايات.
أوجه المقارنة ايضا شملت دورات المياه هناك والمفتقدة هنا في مجمعات التسوق، هناك وفي كل مجمع العديد من دورات المياه منها ماهو خاص للنساء وماهو خاص للرجال، ليس ذلك فحسب بل انها مجهزة ببعض متطلبات النساء الخاصة، بالإضافة الى مكان لخدمة تغيير ملابس الأطفال الرضع، وغرف مجاورة لقيام الأمهات بإرضاع الأطفال رضاعة طبيعية بحرية, ما الذي يمنع ان يوفر ذلك وقد وفر لنا ماهو أكثر تكلفة من ذلك، ومما هو في حكم الكماليات لراحة المواطن؟
وخشيت ان افقد متعة المطر وانا في عملية المقارنة ما بين هنا وهناك!! وعليه توقفت عن المقارنة وأوقفت منطقي وعقلي عن التفكير وأطلقت لعيني ومشاعري العنان في الاستمتاع بروعة ما صنعه الخالق سبحانه وتعالى,, ولكن كان قراري متأخرا فقد وصلت الى مسكني.
|
|
|