اتخذت وزارة الشؤون البلدية والقروية في الاعوام السابقة خطوة رائدة وجادة ومثمرة وذلك باجراء بعض التنقلات بين رؤساء البلديات وتدوير الرؤساء بين مدينة واخرى لحفز الهمم ووضع الرئيس المناسب في المكان المناسب وفق كفاءته وقدرته,.
وكان لذلك أطيب الأثر في تحريك وتنشيط وتطوير الكثير من الأعمال والجهود والطموحات المنتظرة الملقاة على عاتق هذه البلديات حيث ما لبثت المنافسة الشريفة البناءة الا وقد أعطت أكلها سريعا في الابداع والاتقان والتفاني,.
وكانت هذه الخطوة الناجحة من قبل الوزارة تتم على مستوى بلديات المناطق والمدن الكبيرة,, ولكن حبذا لو تم تطبيق هذه الفكرة بعد ذلك وتنفيذها على مستوى البلديات التابعة لكل منطقة ادارية كبيرة فعلى سبيل المثال لا الحصر فان الشؤون البلدية والقروية بمنطقة القصيم يتبعها العشرات من البلديات والمجمعات القروية,, بعض هذه البلديات والمجمعات وفقت الى رجال أكفاء ينهضون بواجبهم ومسؤولياتهم يتطلعون دائما للمستقبل ويسعون جاهدين الى تحقيق طموحات المواطنين وتلمس عطاءاتهم عند زيارتك لكل مدينة وقرية حتى ولو كنت عابر سبيل,, ولكن هناك من البلديات وان كانت قلة ران عليها خواء مطبق وفقدت الحيوية والنشاط والمنافسة واصبح شعار القائمين عليها من الواقع الملموس هو ليس في الامكان احسن مما كان او شعار السكون أحلى ما يكون ولذا ظلت تراوح مكانها ردحا من الزمن لا يزيدها مرور الأيام الا قتامة وعبوسا وجمودا والسبب هذا الرئيس او ذاك ممن وضع في مركز ليس مؤهلا له رغم المؤهل الفضفاض فتراه في عمله المتخاذل او لنقل المتواضع أقل من موظف عادي جثم على مستقبل هذه البلدية وحال دون تقدمها وتطورها كما هو المأمول والمنشود,.
إنني هنا اتمنى على الأستاذ القدير والاداري الديناميكي الحصيف ابراهيم البليهي مدير عام الشؤون البلدية والقروية بمنطقة القصيم ومعي الكثير من أهالي هذه المنطقة الحيوية الواسعة بمدنها وقراها المتطلعة لمزيد من النمو والتطور ومسايرة النهضة المباركة في هذا العهد الزاهر الميمون وذلك بتدوير الرؤساء بين بلديات مدن المنطقة الكبيرة على الأقل خصوصا وان هذه المدن متقاربة من بعضها وتربط فيما بينها طرق مزدوجة ومنارة لتستفيد المدن المحرومة من جهود الرؤساء النابهين المتميزين وعلى أمل ان تكون المنافسة عند عمليات المناقلة حافزا للرؤساء شبه الخاملين بأن تدب الحيوية في نفوسهم او على الأقل يتركوا هذه الكراسي لمن هو أنشط وأجدر منهم ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
فالمنطقة والبلديات لن تعقم باذن الله عن انجاب الكفاءات النشطة المتحفزة للعطاء اذا فتح المجال امامها ووضعت الثقة فيها ووجدت التشجيع والمؤازرة,.
وليس شرطا ان يكون رئيس البلدية مهندسا فأمين العاصمة المقدسة مكة المكرمة الراحل عبدالله عريف وكذلك عاصمة البلاد الرياض تعاقب عليها ثلاثة أمناء كبار آخرهم الشيخ عبدالله العلي النعيم,, وكذلك الاستاذ ابراهيم البليهي في حائل والقصيم كل هؤلاء وامثالهم كثير لم يكونوا مهندسين ولم يكن لديهم حتى خبرة سابقة بأعمال البلديات ومع ذلك ابدعوا وبرزت نجاحاتهم وجهودهم في جميع المجالات التي تسنموا هرم المسؤولية فيها لانهم يملكون العزيمة والارادة والقلوب المخلصة وفي هذا المعنى قال احد الشعراء:
ومن تكن العلياء همة نفسه فكل الذي يلقاه فيها محبب |
وقال شاعر آخر:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم |
هذا وما أخال سعادته وهو المسؤول الكبير صاحب الخبرة والمواقف والرجل المخلص النزيه والمفكر الموسوعي الرائد الا محققا هذه الامنية التي يتطلع اليها الجميع هنا بفارغ الصبر وذلك بتوجيه وتعاون المسؤولين بالوزارة.
اضاءة:
اني رأيت ركود الماء يفسده ان سار طاب وان لم يجر لم يطب |