بالأمس شاهدت مجموعة من الشباب اللاهي وهم يركبون سيارة قديمة من نوع الشفروليه,, مكشوفة وهم يجوبون أحد شوارع الرياض في استعراض يدل على ضحالة تفكير وقصر نظر وفشل آدمي مخيف,, هكذا,, تصورت هؤلاء ومن الغريب,, ان هؤلاء الفتية,, قد كشفوا أعلى السيارة رغم أن درجة الحرارة في حدود الخمس أو السبع.
أما اللباس,, فبدل رهيفة,, تؤكد انسلاخ هؤلاء من بيئتهم,, وهذا التفرنج وهم في بلدهم يؤكد ان لا فائدة من مثل هؤلاء.
ولفت نظري ابتسام بعضهم لبعض,, والأبله قد تراه وهو يبتسم,, ولو سألته لماذا هو يبتسم,, لزاد في ابتسامته حتى يضحك ويقهقه,, وهؤلاء يبتسمون على لاشيء,, فقط لانهم يركبون في عز الشتاء سيارة قديمة مكشوفة السطح.
والشباب اللاهي في بلادنا أصبحوا الكثرة, فلم يعد اللهو في الجلوس في البيوت للعب الورق, او في الملاعب للعب الكرة, فقد تنوع اللهو هذا,, ومن اللهو ماهو ذو فائدة ومنه مالا فائدة منه, وبعض هؤلاء الشباب يلهو وهو لايدري عن اللهو شيئا,, لان اللهو أحيانا قد يوظفه الإنسان لإذابة الملل, وله تأثير نفسي, يجدد طاقات الإنسان صاحب العمل الجاد والمستمر, وذي الإنتاجية المفيدة, فكثير من اصحاب الأعمال الحرة والمشهورين يمارسون اللهو, في شكل ممارسة كثير من الالعاب, وممارسة هوايات متنوعة قد لاتتطلب جهدا بدنياً, ولكنها مفيدة من الناحية النفسية.
لكن أن يلهو الإنسان فقط, ثم يعود الى بيته في ساعات متأخرة من الليل ويرمي بنفسه في الفراش ولايقوم من النوم إلا بعد المغرب, فهذا من الذين تلهو بهم الحياة, أو من الذين يلهو بهم اللهو.
وقديماً,, ومن وقت قريب,, كان ابناء القرية رغم ان معظمهم لايذهب للتعلم إلا انهم كانوا يمارسون نوعاً من اللهو الذي يقوي ابدانهم, وبعده تجدهم في خدمة اهليهم في الحقول, وفي متابعة مصالح اهليهم رغم ضآلتها, لكن الولد منهم له فائدته, بعكس جيل الترف هذا, فمنهم من هو عالة على اهله, ولايعرف من مصاعب الحياة شيئاً, وإنما يعرف اللهو المستمر الذي لا معنى له ولا هدف.
ان كثيرين من شبابنا مع الأسف يرون في المظهر, اي مظهر إثباتاً للشخصية وهذا تصور خاطىء ناتج عن ضحالة التفكير, وتأثير اللهو الذي لا هدف منه.
ويوجد مثل هؤلاء في البلدان المتطورة والمتقدمة في الصناعات,, لكن ان يتكاثر في بلدان هي في أمس الحاجة لسواعد ابنائها فهو أمر مخيف.