للضرورة أحكام بعضهم لا يردعهم إلا الضرب |
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة وبعد:
اطلعت على العدد 9647 في 10/11/1419ه وفيه مقال للاخ الفاضل حمد بن خنين تحت عنوان ضرب الطلاب اصبح من الماضي ,, ولعلي استأذن اخي الفاضل لأقف مع مقاله والمقالات السابقة عدة وقفات وهي:
الوقفة الاولى:
ألاحظ في الردود والتعقيبات الجفاء والقسوة وشدة الالفاظ، قال صالح بن حميد: تطرح القضايا والمسائل على بساط البحث ويبذل الجهد في تمييز الصواب من الخطأ ويحترم رأي كل مجتهد سواء كان مخطئاً او مصيباً والتحامل على المجتهد اوتجريحه مسلك في العلم منكور، وخطؤه لا يبيح النيل من عرضه ولا يسوّغ تلمس المعايب للبراء والتشهي بالصاق التهم الناس، والخلاف في الرأي لا يجوز ان يكون مصدر لجاجة أو غضب، إن من شأن المجتهدين ان يختلفوا ونتائج هذا الاختلاف مقبولة من غير تشنج ولا تعصب ومن غير ان ينبني على هذا شقاق، وتتنامى بسببه احقاد، من المؤسف ومن القصور ان يتحول الخلاف في وجهات النظر الى عناد شخصي وانتصار ذاتي.
الوقفة الثانية:
الضرب احدى الوسائل التأديبية في الشرع المطهر وقد وردت في اكثر من موضع ودلَّ عليها القرآن والسنة المطهرة، ومن الأدلة على جواز الضرب، جواز ضرب الزوجة وهي أقرب الناس إليك، حيث قال تعالى واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن سورة النساء 34، فالآية جعلت العقوبة مرتبة حيث الوعظ والارشاد والتوجيه فإن لم يفد فعليه هجرانها في الفراش بأن يوليها ظهره ولا يجامعها أو تركها والابتعاد عنها تأديباً لها فإن لم يفد فعليه بالضرب الذي يصلحها وهو الضرب غير المبرح الذي لا يكسر عظماً ولايشين جارحة، فإن المقصود الصلاح لا غير اما ان ادى الىالهلاك فعليه الضمان، وقد جاءت السنة بجواز الضرب غير المبرح ففي صحيح مسلم (,, فاضربوهن ضرباً غير مبرح), وكذلك من الادلة على جواز الضرب قول المصطفى صلىالله عليه وسلم (مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين وإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها) حديث صححه الالباني في صحيح ابي داوود، قال ابو الطيب: اي فاضربوا الصبي على ترك الصلاة,, والمراد بالضرب ضرباً غير مبرح وان يتقى الوجه في الضرب.
الوقفة الثالثة:
اذا منع الضرب في المدارس كلياً فسوف تعم الفوضى فيها إلا ما شاء الله لان بعض الطلاب لا يؤدبهم إلا الضرب بسبب سوء التربية التي لاقوها من لدن اسرهم.
الوقفة الرابعة:
الاصل ان المدرس قد اختير للتدريس من قبل لجان متخصصة في هذا المجال، كما ان الاصل في المدرس المسلم الخير والصلاح والاستقامة والمدرس قبل ان يكون مدرساً فهو في الغالب رب اسرة تعلّم كيف يتعامل مع الطلاب من خلال اسرته، فإن أساء المدرس الاسلوب وتجاوز الحد المعقول للضرب فوسائل العقاب كثيرة منها لفت النظر والتوبيخ والنقل والتحويل الىعمل اداري ولكن بعد نصحه وارشاده وعلى الوزارة المعنية ان تضع ضوابط وشروطا للضرب غير المبرح.
الوقفة الخامسة:
اقول لكل من يقرأ هذه الاسطر باني لست ممن يؤيد الضرب ولكن الضرورة لها أحكام وما لا يتم الواجب به فهو واجب والضرب في المدارس له ضرورة مثل ضرورته في المنازل ومثل ضرورته لإصلاح الرعية عند الحاجة، فقد حكم الشرع بجلد الزاني غير المحصن وجلد القاذف وغير ذلك.
فنسأله تعالى التوفيق والسداد والصلاح
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في محافظة القريات
|
|
|