من المحرر امنح الصلاحية لتقي نفسك أمراض العصر!! |
دخلت على ذلك المدير يوما فوجدته يصارع أوراقه وملفاته في مساحة طاولته المبعثرة، والتي تختلط فيها قديم المعاملات بجديدها وعاجلها بآجلها اضافة الى سيل المكالمات الهاتفية التي لا تهدأ وجمهور المراجعين الذين لا ينتهون!!
قال لي بعد ان مد يده الى درج المكتب ليقذف سريعا حبة دواء الضغط في فمه: ان وقتي لا يسمح بمقابلتك فأنا كما ترى لا وقت لدي لانجاز كل هذه الأعمال وأعمال اخرى سآخذها معي الى المنزل!!
تركته بعد ان حصلت على موعد جديد، ولم تبرح ذاكرتي ألوان تلك العلب الصغيرة من الأدوية التي تملأ درج مكتبه, وبعد مدة زرته في الموعد المحدد وعندما دخلت الى مكتبه رأيت نفس المنظر السابق من المعاملات وكراتين أدوية جديدة اضيفت الى القائمة السابقة وسمعت نفس عبارات الاعتذار بتأجيل الموعد لازدحام العمل!!.
والمثير للدهشة ان غالبية المعاملات لا تحتاج الى ان تمر أساسا على ذلك المدير فبإمكان أي مختص معالجتها واتخاذ اللازم حيالها إلا ان تعليمات المدير عرض أي موضوع عليه مهما كان متكررا أو له قواعد سابقة ومعروفة!!.
لم استطع السكوت خاصة ان ذلك المدير تربطني به علاقة صداقة سابقة ولخوفي وحرصي على صحته ووقته قلت له: هل تعلم يا عزيزي ان تفويض الصلاحية يعفيك من النظر في الاجراءات الشكلية ذات الطابع البسيط التي يستطيع القيام بها أي موظف في ادارتك والذين شاهدتهم قبل قليل لا عمل لهم سوى الانتظار فقط بما توجه به على كل صغيرة وكبيرة!.
ان توزيعك العمل بين معاونيك يمنع تزاحم الأعمال كما هو حاصل الآن، ولا يعطي الفرصة لذهاب العمل الى المنزل لأن العمل في المنزل مقتطع من وقت الأسرة والأبناء فلهم حق أيضا, ان اعطاءك صلاحيات جديدة لمعاونيك يوفر لك الوقت للاتجاه لما هو أهم اضافة الى ان اعطاء الصلاحيات لمرؤوسك سينمي فيهم روح المبادأة والمشاركة في اتخاذ القرار في حدود الصلاحية المفوضة وسيريحونك من العديد من الأعمال الشكلية التي ترهق دماغك ومكتبك ومراجعيك وقلبك ايضا!!.
** بصمة,.
يقول أ,ب, جياينني:
لقد تركت كل شيء للشباب,, يجب عليك اعطاء الشباب السلطة والمسؤولية اذا أردت ان تبني مؤسسة,, والا فسوف تكون دائما الرئيس ولن تترك شيئا وراءك .
عمرو بن عبدالعزيز الماضي
|
|
|