** قالوا في السابق,, وما زالوا يقولون,, ان ابراج الضغط العالي للكهرباء تسبب السرطان,, وأن الابراج في الجملة أياً كانت,, تسبب أمراضا ومشاكل صحية.
** سمعنا,, وقرأنا هذه الأخبار,, وسمعنا وقرأنا عن دول أجرت تجارب وأبحاثاً واستقصت الأمر,, فمنها من قال ان هناك علاقة وثيقة بين هذا وذاك,, ومنهم من قال - لم أصل الى نتيجة ولا ادري شيئاً,, وما زال الناس يتهيبون السكنى حول هذه الأبراج المخيفة.
** أما الشيء الجديد هذه الأيام,, فهو جديد الاتصالات السعودية ,, وهي محطات الاسقاط الجديدة,, التي سيستخدمها الهاتف السعودي لتغذية بعض المناطق بخدمات الهاتف,, بما يغنيه عن التمديدات والحفريات والاسلاك والعمالة والمقاولين واغلاق الشوارع ومشاكل اخرى كثيرة,, وهو بدون شك,, حل رائع وجيد,, وخطوة موفقة وحديثة من شركة الاتصالات,, واسهام فاعل وسريع لحل مشاكل الكثير ممن يعانون من عدم وصول الخدمة الهاتفية,, خصوصاً وأن مدينة كالرياض,, تتنامى أحياؤها في كل مكان,, وفي كل يوم,, يظهر حي جديد بينه وبين اقرب حي,, عدة كيلومترات,, وبالتالي,, لم يعد في وسع شركة الاتصالات سوى هذا الحل الأمثل لمشكلة كتلك.
** خبراء المجالس والاستراحات,, اصبحوا يلوكون بألسنتهم هذه المحطات ويتهمونها بأنها سبب لبعض الأمراض,, أقلها,, اسقاط الأجنة من بطون أمهاتهم - أي أن محطات الاسقاط تسبب الاسقاط .
** هذه كانت آخر (نشرة) يتداولها مرتادو الاستراحات وخبراء المجالس,, - وهم أحياناً قليلة جداً - يصدقون,, بل ان نسبة صدقهم لا تتجاوز ال(1%) - واحد في المائة فقط - وقد تتدنى لما هو دون ذلك,, اذ لم نعتد منهم غير الهلس,, والخرط,, والبربره,, واللطلطة وأصناف الاكاذيب والاشاعات,, ولم يصدق منها بفضل الله أي شيء.
** نعم,, يقول خبراء واستشاريو المجالس والاستراحات,, ان محطات الاسقاط الجديدة,, تضر ضرراً مباشراً بالجنين داخل بطن أمه,, ويقولون,, ان هذه الذبذبات الناشئة من هذه المحطات,, خطيرة جداً,, ومخيفة جداً,, والويل لمن تعرض لها.
** وكلكم,, تعرفون تلك الاشاعات,, والاخبار التي تتحدث عن علاقة مباشرة بين استخدام الجوال والاصابة بالسرطان,, وبين علاقة ذبذبات الجوال بالتشويش على المخ واتلاف الاذان ومشاكل اخرى,, ومع ذلك فقد سمعنا رأي كل الناس,, وكل المجتهدين,, وكل الخبراء ما عدا رأي وزارة البرق والبريد والهاتف,, ورأي شركة الاتصالات صاحبة الشأن.
** ان الوزارة معنية اليوم اكثر من ذي قبل بهذه الفتوى الجديدة,, التي أفتى بها خبراء المجالس والاستراحات,, بأن المحطات الأرضية الثابتة - محطات الاسقاط - تسبب مشاكل للأم الحامل وتهدد الجنين,, كما أن خبيراً خراّطاً آخر قال,, حتى الناقة تسقط حوارها - متى كانت قريبة من محطات الاسقاط.
** واذا كانت قضايا الجوال,, قضايا أجهزة,, فإن المحطات اليوم هي محطات شركة الاتصالات,, وهي مسؤولة عن تبرئة هذه المحطات من هذه التهم الجديدة,, ما دام الأمر في بدايته,, لأن خبراء المجالس سينشطون خلال الايام القادمة,, ولم يعد لهم أي هم أو أي خبر سوى هذا الموضوع,, وليت الوزارة تقطع دابره مبكراً وتنهي المشكلة في حينها.
وكان الله في عون شركة الاتصالات على الدخول في مشاكل اخرى غير مشاكل التمديدات وايصال الخدمة الهاتفية لكل من يحتاجها.
عبد الرحمن بن سعد السماري