أما بعد عالم متناقض,, اسمه (المدخنون)!! |
لم يتفق العالم يوما بمثل اتفاقهم على خطورة التدخين وضرورة الاقلاع عنه.
وحتى المدخنون (الشرهون والاعتياديون) يجزمون بذلك بل ولا يمانعون في سرد اضراره وتحليلها اولا بأول,.
ولو سألت مدخنا,, لماذا لاتترك هذه العادة؟!
سارعك بالاجابة قائلا: هذه اللعينة لم اقوى على فراقها!!
ان الاقلاع عن التدخين - في تصوري - يحتاج الى قرار فريد من نوعه لا يتخذه ولا يقوى عليه - في العادة - إلا شخصية خيالية لا تتوافر إلا في شخص او شخصين من الف نسمة,, وهؤلاء يمكن ان نطلق عليهم لقب (العظماء),, لانهم حققوا ما عجز عنه ملايين المدخنين,.
والسادة المدخنون عالم غريب مليء بالمتناقضات!!
فمنهم من لا يدخن الا مع اقداح الشاي الساخنة.
وشريحة لا يحلو لهم التدخين الا صباحا او مساء، اما فترات الظهيرة فلا.
وآخرون يعشقون التدخين (الجماعي) بمعنى لا تنفتح شهية التدخين الا حيث يشاركه آخرون,, والمدخنون لديهم اصناف (ذوقية) أيضا.
فمنهم من يجد متعة حقيقية في فتح العلبة التي اشتراها لتوه ليلتقط سيجارة (طازجة).
وبعض من اولئك لا يجدون المتعة الا في الربع الاول من السيجارة فقط,, وآخرون لا تكمن نشوتهم الا مع طريقة اشعالها ورشف اول نفس اما بقيتها فلا يهم.
والمدخنون (في اغلب الاحوال) يتعاطفون مع نظرائهم المدخنين الاخرين فتجدهم دوما يستلطفون بعضهم البعض ويتجاذبون اطراف الحديث.
لأن السيجارة في اعتقادهم اصبحت محور علاقة متينة,, وقد تتوافر لاحدهم ولا تكون بحوزة الآخر, فتجده يهب لإنقاذه بها او تقديم ولاعته له.
وعلى الرغم من صفات المدخن (السيئة) واولها العصبية والمزاج المتعكر الا انه غالبا ما يكون ذكيا ونشطا ويحسن التصرف.
واتساءل - دوما - الم يحن الوقت بعد لاكتشاف علاج للاقلاع عن التدخين,, (غير الارادة الذاتية).
كثير من المدخنين اقلعوا او ابتعدوا عن التدخين لشهور الا انهم عادوا الى معشوقتهم مرة اخرى.
اتصور ان الارادة والرغبة ليست كافية وحدها وإلا لأقلع كل مدخن عن هذه العادة السيئة.
ولزاما على الاطباء وعلماء النفس البحث عن طرق اخرى تضمن عدم عودة المدخن للتدخين.
وربما نجد الحل بعد شهر,, سنة,, قرن,, وربما انتم لديكم الحل.
محمد العيدروس
|
|
|