Tuesday 9th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 21 ذو القعدة


ترانيم صحفية
علم النفس ,,ما موقفنا منه؟!

نشرت مجلة المعرفة في عددها ال (44) والصادر في شهر ذي القعدة عام 1419ه مقالاً كتبه الأخ جمال نصار حسين من الاردن حيث توجت المجلة غلافها بعنوان يتعلق بموضوعه مفاده ان علم النفس اكثر فروع العلم المعاصر فشلاً !!.
لقد لفت نظري كثيراً هذا العنوان ويبدو أن هذا فعلاً ما تبحث عنه المعرفة لأن وسائل الاعلام تعمل جاهدة ومتكاتفة مع الأطباء والأخصائيين النفسيين من اجل ترغيب المجتمع في معالجة الأمراض النفسية التي قد يتعرض لها الافراد وذلك لمحاولة تخفيف الآثار السلبية التي قد تنتج عن تزامن المرض النفسي مع شخصية الفرد فعندما يأتي الاعلام متمثلاً في مقال ما لينفر من هذا التخصص ويحكم عليه بالفشل فان هذا أمر محزن حقاً وحجة كاتب ذلك المقال هو ان علم النفس يعتمد على نظريات غير محسوسة وهو كما يقول خلاف المواد او التخصصات الاخرى التي تعتمد على المحسوسات كالطب - بما معنى المقال - وهنا أود أن اناقض ذلك الكاتب الذي اتهم هذا التخصص بالفشل وازال دوره كاملاً مستخدماً في مقاله هالة من المصطلحات لتبرير منطقه ومتهماً علم النفس بالابتعاد عن المنهج التجريبي وهنا اتساءل - من قال ان علم النفس يبتعد عن المنهج التجريبي؟! ان كثيراً من المهارات العقلية كالذكاء اصبحت تقاس عن طريق الاختبارات النفسية كذلك القدرات الحركية بل وكم غير بسيط من الجوانب النفسية كالقلق والاكتئاب والخوف (الفوبيا) بل وبعض الامراض العقلية كالوضاح (الشيزوفرينيا) وغيرها كلها اصبحت تعتمد على الاختبارات التجريبية التي تثبت المرض الى حد كبير وهذه الاختبارات تدعمها ادوات اخرى قوية جداً مثل دراسة الحالة وهذه الادوات فقط من باب التمثيل لا الحصر!! ام هل يريدنا الأخ كاتب المقال ان نأتي بالخوف ونضعه في انبوب ونقيسه أظن ان الأمر معنوي في شخصية الفرد وطبيعته بل ان علم النفس قد نجح نجاحاً رائعاً عندما تعامل بل استطاع ان يتعامل بكل نجاح مع مثل هذه المعنويات (غير محسوسات) بأشياء مادية محسوسة ام هل يعتقد البعض ان تشخيص المرض النفسي يعتمد على الظن والتخمين او كما نسميه في علم النفس (منهج المحاولة والخطأ).
يظل الأمر اعمق من ذلك بكثير,, ولكن لا ابالغ حين اقول أن اجمل ما دار في مقاله حقاً هو تحدثه عن القرآن الكريم وكيف انه اعطى الفرد كل ما ينبغي ان يقوم به وهذا لا جدال فيه بل ان القرآن لم يتناول الجوانب النفسية فحسب بل لقد اعطانا ايضاً التعامل الاجتماعي وكافة فنونه ولكن ايضاً امرنا الاسلام بالعمل والعلم وفرضه علينا بل وحدد لنا التدبر والتفكير في نفوسنا لمعرفة مكنوناتها وكل ما يتعلق بها فقال تعالى: وفي انفسكم أفلا تبصرون اذاً فالقرآن لم يوقفنا عند نقطة ما بل حثنا على الاستزاده من العلوم بكل جهودنا وفي كل اتجاه والمحاولة لتلمس الطريق الصحيح فمن هذه الاساسيات يدفعنا القرآن لاعتبار علم النفس علما من العلوم الى البحث والاستنتاج للبحث دائماً عن الحقائق ولكنه في المقابل حذرنا من الوقوع في الحرام فكل ما من شأنه من العلوم يتعارض مع الشريعة ليس في علم النفس فحسب بل في كافة التخصصات يجب ان نقف عنده ولا نحاول تخطيه لأن كل ما يعارض الدين الاسلامي هو معارض لطبيعة الفرد ولكن ان نحكم على علم يدرس شخصية الفرد في ايجابياتها فيعززها وسلبياتها فيحاول حذفها، صعب جداً ان نحكم عليه بالفشل وهنا اتعجب لماذا دائماً نرفض البحث,, لماذا,, نقف ضد الأمور التي نحرك بها عقولنا طالما انها أمر محلل ولا حرام فيه,, فالمريض النفسي يحتاج لمن يسانده ويأخذ بيده للتخلص من براثن المرض خاصة اذا وصل الفرد لحالة من المرض النفسي الذي يفقد فيها صوابه او قد يتردى وضعه فيفقد وعيه بسبب هذا المرض وهنا لو تعرض الفرد لمرض جسمي الا يحتاج الى طبيب؟!
فكيف لا يلجأ الفرد الى الاخصائي النفسي اذا اصابه المرض النفسي؟! اعتقد ان الأخ الكاتب لا بد وان يراجع نفسه مرة اخرى.
نجلاء احمد السويل

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved