Tuesday 9th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 21 ذو القعدة


في الصميم
الموت يغيّب رائداً من رواد أهل الخليج العربي
د, خالد آل هميل

غيب الموت واحداً من ابرز قادة الدول العربية والخليجية سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة يرحمه الله اثر اصابته بسكتة قلبية صباح يوم السبت الموافق 18/11/1419ه، وبوفاة الشيخ عيسى تفقد الأمة العربية ابناً باراً من أبنائها وقائداً متميزاً نذر نفسه لخدمة أمته العربية والاسلامية ووطنه وشعبه, بعد جهاد من العمل والبناء والتضحية لخدمة لؤلؤة الخليج العربي امتدت (38) سنة.
ويسجل لسمو الشيخ يرحمه الله انه اول من اصدر اول دستور في تاريخ البحرين وعلى يديه بدأت مسيرة الخير لتتحول بلاده في سنوات قلائل الى احد المراكز الحضارية الهامة في منطقة الخليج العربية, وعلى يديه تحولت البحرين الى مركز هام في القطاع المصرفي والمواصلات بين الشرق والغرب, وكان لسموه دور فاعل وكبير ومهم منذ ان مارس مهامه - أول الأمر - خلال وجود البحرين تحت الانتداب البريطاني عام 1961م وقد بذل القائد الأمير جهوداً جبارة لاستخلاص دولته من ربقة الاستعمار البريطاني، وتمكن من لجم مطامع شاه ايران، وفي عام 1968م أصبح أميراً لدولة كاملة الاستقلال والسيادة، وفي مجال الاقتصاد اعتمد سياسة الباب المفتوح وسياسة الاقتصاد الحر وجعل من البحرين مركزاً تجارياً وسياحياً مهماً نافست الدول العريقة في منطقة الشرق الاوسط في مجالي الاقتصاد والسياحة، وتمكنت البحرين الدولة الصغيرة من تسجيل ارقام سياحية بزت بها ارقام الدول الكبيرة في مجال السياحة.
اما على المستوى الخليجي فقد كان يرحمه الله احد الزعماء المؤسسين والتاريخيين الذين انشأوا مجلس التعاون لدول الخليج العربية وظل يرحمه الله قاسماً مشتركاً في جميع القمم الخليجية العربية.
كما كان له دور جليل في الاحداث التي ترتبت على غزو (صدام حسين) لدولة الكويت الشقيقة، حيث شارك يرحمه الله في القمم التي ناقشت هذا الغزو وشارك في اتخاذ قرار طرد القوات الغازية.
وكان للانسجام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني بين البحرين والمملكة العربية السعودية ان انتج تكاملاً يكاد يكون متطابقاً في جميع التوجهات السياسية والاقتصادية والعسكرية وجسر الملك فهد خير شاهد على ذلك.
فالعلاقات السعودية البحرينية علاقات قل ان يكون لها مثيل على الاقل على مستوى الوطن العربي.
اما على المستوى العربي فقد كان الشيخ عيسى بن سلمان يرحمه الله من احرص القادة العرب في السعي للتضامن العربي وتقوية اللحمة العربية في مواجهة الاخطار التي تحدق بالأمة العربية وكان يرحمه الله ركنا مهما في اللقاءات والقمم العربية ومجالس جامعة الدول العربية.
وبفضل وعيه السياسي ومواقفه المحترمة تحولت البحرين الدولة الصغيرة الحالمة الى دولة كبيرة فاعلة دون ضجيج او استعراضات تؤذي صانعها أولاً وأخيراً.
أما على مستوى العلاقات الدولية مع دول العالم فقد انتهج - يرحمه الله - سياحة انفتاحية تستهدف صيانة الأمن الاقتصادي والاجتماعي دون ان يزج ببلاده ضمن دائرة التوترات الدولية.
وبوفاة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة يكون اهل الخليج العربي قد خسروا ابناً من ابنائهم البررة المؤسسين لتلك المنظومة الخليجية الرائدة.
حفظ الله البحرين وأهل الخليج العربي والأمتين العربية والاسلامية شعوباً وقادة.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved