رشاد فرعون وعفيف محمصاني ومدحت شيخ الأرض والبدايات الأولى للتطبيب الملك عبدالعزيز اهتم بصحة المواطن واستقدم أمهر الأطباء العرب المملكة انتقلت من عهد استقدام الأطباء إلى تخريج الاستشاريين الوطنيين وصناعة الأدوية |
* بداية اتشرف بان ارفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني ارفع خالص التهاني واجمل التمنيات بمناسبة مرور مائة عام، مائة عام كلها خير وتوحيد وبناء منذ افتتاح مدينة الرياض على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، مؤسس هذه المملكة العزيزه وموحد كيانها الكبير ومُقِر الامن والاستقرار والاطمئنان في ربوعها ملتزماً بتعاليم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسار على نهج قويم ففتحت على يده كنوز الارض وينابيعها وتواصلت امجاد انطلاق الخير وحق الشكر لله العلي القدير ثم حقَّت التهنئة للمليك المفدى والامراء الكرام والاسرة المالكة ولكافة ابناء هذا الشعب السعودي الكريم.
وكم يحلو لي ان اتذكر واستعرض في ذهني المتواضع ما تقدمه حكومتنا العزيزة منذ نشأتها منذ 100 عام الماضية أو ما اسمية بالقرن الذهبي في هذه البلاد الغالية، ما تقدمه من خدمات جليلة للمواطنين الاعزاء والمقيمين بها في هذا البلد المضياف وبصفتي طبيب فاني اخص هنا الخدمات الطبية التي تقدمها المملكة بوازع من الخدمة الانسانية ومساعدة المريض والمحتاج.
فمنذ البداية في عهد المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز راعي ومؤسس هذا الكيان العظيم كان يرحمه الله يهتم بالشئون الصحية اهتماماً بالغا ، فكان يستقطب الاطباء العرب المتميزين وتوجيههم للعمل في مختلف المستشفيات سواء بمكة المكرمة او الرياض اوجدة او المدينة المنورة وغيرها من مدن المملكة الحبيبة كما اهتم بانشاء المستشفيات وتطويرها فمثلا كان يوجد بالقرى (احد احياء الرياض) مستشفى صغير وبتطور سريع استبدل ذلك بمستشفى اكبر بشارع الثميري وقد جهز ذلك المستشفى باجهزة اشعة حديثه في ذلك الوقت وكان يديره الدكتور رشاد فرعون والذي اصبح فيما بعد وزيراً للصحة لجدارته ومعرفته وكان يعمل معه بعض الاطباء مثل الدكتور عفيف محمصاني كذلك الاطباء مدحت شيخ الارض والدكتور احمد الطباع والدكتور اديب عنتبلي فكانو مشهورين في ذلك الوقت مع باقي الاطباء بالرياض وكان الملك عبدالعزيز معروفا عنه الرحمة والشفقة على المرضى وكان يوصي الاطباء بمعالجة المرضى من المواطنين وصرف لهم العلاج مجاناً من صيدليات المستشفيات او من صيدلية قصر الديره ومديرها الدكتور فهمي (صيدلي) او صيدلية قصر المربع ويديرها الدكتور الصيدلي محي الدين كما كانت توجد صيدلية بجوار اللاسلكي بالرياض.
واتذكر بان امر رحمه الله باحضار طبيبين من الدول الغربية اسمهما دكتور ديم والدكتور ستورم احدهما جراح والآخر طبيب عيون وامر ان يسمح لهما العمل في مستشفيات الرياض وفعلا قد اجريا بعض العمليات الجراحية بها, وكان الوقت مقبلاً على الصيف وعندما توجه جلالة الملك الى الطائف ذهب الطبيبان في معية جلالته الى الطائف وامر رحمه الله باستئجار بيت لهما بالطائف وحولوه الى مستشفى واجريا فيه عمليات جراحية ناجحة وصرف للمرضى العلاجات كامله على حساب جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى.
وكان جلالته له نظرة بعيده في امر تطور البلاد لذلك اهتم بالتعليم واسند مديرية المعارف الى الشيخ طاهر الدباغ لعدة سنوات ثم اعقبه الشيخ محمد بن مانع اللذان تلقيا التوجيه العظيم من المربي الاكبر والامام الاول الملك عبدالعزيز للاتجاه الى العلم وفتح المدارس وتدريس اصول الدين والفقه والتوحيد وامر بفتح مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة للابتعاث والدراسة والتخصص في مختلف العلوم وتم ارسال البعثات الى مختلف البلاد العربية والاوروبية واغلبها الى مصر ولبنان في الجامعات المختلفة وكان يرحمه الله يشجع طالب العالم وطلبة الطب وفي داخل المملكة امر بتطوير المستشفيات فامر بانشاء مستشفى المحجر بجدة وقد وضع حجر الاساس بيده الكريمة الذي لازال موجوداً به وكذلك امر بانشاء مستشفى الزاهر بمكة المكرمة وتجديد مستشفى اجياد, وامر بانشاء مستشفى الشميسي بالرياض وكثير من المستشفيات في مختلف المدن في بلادنا العزيزة.
كما اهتم بانشاء الوحدات الطبية للقوات المسلحة وتم في عهده الزاهر انشاء مستشفى الامير منصور العسكري بالطائف ومستشفى القوات المسلحة الاول بالرياض وافتتح مستشفى الامير منصور بالطائف في نهاية الحرب العالمية الثانية حيث امر جلالته بالتعاقد مع اطباء من المانيا للعمل بالطائف عند افتتاح المستشفى وقد مكثوا فيه مدة طويلة كما اهتم جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله بنشر تعاليم ديننا الحنيف , فامر بتكوين هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وامر بانشاء المعاهد الدينية بالرياض ومكة المكرمة والطائف وجدة والمدينة المنورة مما اثر في انتاج جيل تربى على النشاة الاسلامية المستقيمة وكانت نواة لتكوين جامعة الامام محمد بن سعود بالرياض والجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة.
وقد حذا ابناء الملك عبدالعزيز من بعده رحمه الله فحذا جلالة الملك سعود وجلالة الملك فيصل وجلالة الملك خالد رحمهم الله جميعاً فقد حذوا حذوه ومشوا علىطريقه وسياسته فكان لكل منهم تاريخ مجيد الفت فيها المجلدات الكبيرة وتوالت افتتاح الجامعات السعودية الواحدة تلو الاخرى حيث افتتحت جامعة الملك سعود بالرياض والجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وجامعة الامام محمد بن سعود بالرياض وجامعة الملك فيصل بالمنطقة الشرقية وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالدمام وجامعة الملك خالد بابها وجامعة ام القرى بمكة المكرمة وبكل جامعة مختلف الكليات الحديثة والتخصصات العلمية المختلفة والاهتمام بالتقنية المتقدمة والمعاصره وافتتح بكل جامعه مستشفى تعليمي عظيم وثمرات البعثات العلمية قد عادت واستقطب اعضاءها بالجامعات والمناصب الحكومية المختلفة واصبح في كل هذه المستشفيات اطباء سعوديون استشاريون علماء في مختلف التخصصات كان ذلك واضحاً في مستشفيات وزارة الدفاع واصبحت بدعم سمو الامير سلطان في الكلية وايضا تراه في القطاعات الاخرى كمستشفى الامن بالرياض ومستشفيات الحرس الوطني بالرياض وجدة كل بها وسائل التشخيص العالمية المتقدمة والعلاجات الشافية باذن الله واستخدام الليزر وعمليات زراعة الاعضاء وترى كثيرا من الاطباء والفنيين الاجانب يترددون الى الجامعات والمستشفيات السعودية للتمرن والدراسة بها عكس ماكان بالسابق فالاستشاريون السعوديون متفوقون في عملهم على زملائهم من الخارج وذلك فضل كبير من الله تعالى وكذلك نرى شركات الادوية السعوديه وهي تصنع الادوية في المملكة وتنتجها وهي بذلك تواكب المصانع الكثيرة الاخرى لسد حاجات البلاد من المنتجات الصناعية.
ان الدولة السعودية منذ تاسيسها لاتبخل ابداً بل بذلت كل غال وثمين لتطوير البلاد وكانت نقطة انطلاقة في العمران عند انشاء صناديق القروض العمرانية بل وانشاء المجمعات العظيمة السكنية في كل مدينة من بلادنا الغالية وساهمت الدولة في انشاء المستشفيات الخاصه بالقروض الميسره دون ارباح فساهمت في اداء الخدمة الطبية للمواطنين وانشات الدولة الطرق العظيمة الواسعة المعبده باحدث ماوصل اليه العلم بعشرات الالاف من الكيلو مترات لتربط البلاد ببعضها.
واما عن الطب في مدينة الرياض العاصمة العظيمة فيحق لنا ان نسمي مدينة الرياض بمدينة الطب ايضاً لمابها من مستشفيات عظيمة وعريقة ومتقدمة وآخرها مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد الطبي بالرياض والذي يشمل على خمسة الاف سرير بها احدث مافي العالم من اجهزة متقدمة وتقنية طبية حديثه,
ان التطور والتقدم الذي حدث بالمائة عام السابقة بالمملكة يفوق كل فكر ويحتاج الى مؤلفات كبيرة لذكرها وهي بتوجيهات دقيقة ودراسات وافرة واوامر قوية نافذة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني اسال الله العلي القدير ان يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز المفدى وان يمد لنا في حياته وان يلبسه ثوب الصحة والعافية وان يحفظ لنا ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وجميع اخوانهم الامراء الكرام وجميع الاسرة المالكة اسال الله الكريم ان يديمهم ويديم عزهم ويحقق على اياديهم الآمال آمين.
* اللواء:عبدالرحمن اللنجاوي
|
|
|