Friday 5th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 17 ذو القعدة


كنوز كليو باترا تربض في أعماق البحار

تحت مياه وامواج البحر الابيض المتوسط غطست اسرار القصر الملكي الاسطوري لكليوباترا الذي توددت فيه الملكة ليوليوس قيصر في نوم عميق دام اكثر من 1600 عام واليوم يتم كشف هذه الاسرار فقد وهبت اعماق المياه المتدفقة في ميناء الاسكندرية الحديث سفينة يعتقد بانها ذات السفينة التي مخرت عباب نهر النيل تحمل على متنها الملكة وترقد حطام هذه السفينة التي دلت قياسات الكربون على عمرها في سلام في ميناء كليوباترا الخاص.
وآثار المدينة الضائعة التي ابتلعتها مياه المد والجزر في عام 335 للميلاد تبدت واكتشفت ثانية على ايدي فريق عالمي من علماء الاثار مجهزين باحدث الاجهزة الفنية من اقمار صناعية ورادارات ومعدات متطورة لرفع وتنظيف الرمال, يعتبر اكتشاف السفينة تلك فتحا كبيرا في الابحاث التي تجري لتقصي آثار حياة الملكة كليوباترا آخر البطالسة اليونانيين الذين خلفوا الفراعنة وقد اثبت علماء الاثار يرأسهم المستكشف الغطاس الفرنسي غوديو بأن السفينة تعود الى القرن الاول قبل الميلاد وانها غرقت اثر اصطدام حدث في الميناء الملكي.
شذرات ذهب تليق بمستوى علماء مكتشفين ,, كانت تلك كلمات بيتر جونز مسؤول الاثار والمحاضر السابق في جامعة نيوكاسل يصف فيها اكتشاف السفينة وهو يعتقد بانها قد تكون عين السفينة التي اغوت الملكة على سطحها مارك انطوني حسبما يذكر بلوتارك وشكسبير في آثارهما.
حيث يروي المؤرخ الروماني بلوتارك كيف لبت الملكة دعوة انطوني لزيارته في قصره وانها اتت اليه على متن مركب محمل بالذهب ذي اشرعة ارجوانية اللون ومجاديف فضية وبدلا عن طاقم السفينة المعتاد اصطفت احلى وصيفات الملكة في ابهى لباسهن وزينتهن وكأنهن حوريات البحر بينما عبق الجو برائحة أطيب العطور التي هبت نسائمها الى ضفة النهر,وستظهر اول صورة للسفينة في كتاب سيصدر في لندن يحمل اسم الاسكندرية والملكية الغارقة عن دار النشر بيريبلس وقد اظهرت اعمال التنقيب الجارية ان السفينة قد غرقت بسبب فتحة اصابت بدن السفينة, كما عثر غوديو في قاع البحر على ارضيات رخامية يعتقد بأنها ولاول مرة تحدد البقعة الصحيحة لموقع القصر الملكي لكليوباترا كما عثر ايضا على اكوام من الغرانيت الاحمر واعمدة محطمة تحت جزيرة انترهودس لتعطي دليلا آخر على موقع القصر الملكي الذي يقع قبالة قصر مارك انطوني تفصل بينهما مياه البحر,اما المجوهرات التي عثر عليها الغطاسون فلم يستطع أحد ان يرجع ملكيتها لكليوباترا فلا دليل قاطع على هذا الامر حيث افاد احد اعضاء الفريق بان كنوز الملكة كانت قد نهبت بعد وفاتها مباشرة, ويحاول الباحثون حاليا فك رموز النقوش المحفورة على الحجارة المكتشفة التي يصعب رفعها الى سطح الماء بسبب ثقل وزنها واستحدث الغطاسون لهذا الغرض تقنيات جديدة وهي ان يأخذوا طبعات عن الحجارة تحت الماء في محاولة لتقديم اثباتات عن تاريخ المدينة التي اسسها الاسكندر الاكبر في عام 331 قبل الميلاد ويظهر مخطط طرقات المدينة الذي تم اعادة رسمه للمدينة المعقدة, كما تثبيت اللوحات الخشبية التي حفظت في قاع البحر من الاهتراء بأعجوبة تثبت للمرة الاولى بان مستعمرة راكوتيس قد قامت في هذا الموقع لمدة 300 سنة, يقول جورج روزنباور عضو في مؤسسة هيلتي التي تمول اعمال التنقيب الجارية في هذا المواقع: تعود بنا قياسات الكربون على اقل تقدير الى عام 600 قبل الميلاد ,ولاتزال بقايا هذه المدينة التاريخية البائدة التي شكلت يوما شبكة تجارية حيوية تمتد من الهند الى ايرلنده تمنح كنوزا عظيمة فقد تم العثور على راس تمثال ايزيس وعثروا ايضا على زهرية تعود لاوزيريس وتماثيل اخرى لابي الهول, وتوضح الرموز المنقوشة على المسلة وعلى بقايا الاعمدة التي تقف على جسر نهر التايمز في يومنا هذا كيف تحولت السلطة من ملوك الاغريق الى عهد ملوك الرومان, ومنذ عصور كان المؤرخون ولايزالون يناضلون من اجل الوصول الى حقيقة فضيحة كليوباترا بسبب علاقتها الشهيرة مع يوليوس قيصر فعندما اغتيل في آذار عام 44 قبل الميلاد تحولت عواطف الملكة العاشقة نحو انطوني وانجبت منه توأمين ولكن في عام 31 قبل الميلاد كانت هزيمة الحبيبين في معركة اغسطس وادت الى انتحارهما الملكة قتلت نفسها بسم افعى الكوبرا التي دست لها في سلة التين.
من ناحية اخرى قد يعاد فتح ملف الدراسات التي اجريت حول منارة الاسكندرية الفرعونية احدى عجائب الدنيا السبع, حيث ادعى عالم الاثار جين ايفز امبيرر في عام 1996 انه يوجد كتل صخرية ضخمة يزن بعضها حوالي 75 طنا قد تكون بقايا برج ضخم اي المنارة يصل ارتفاعه الى 452 قدم قد اغفله فريق غوديو اثناء تنقيباتهم.
بيد ان احد المطلعين على الموضوع يقول: اعتقد ان هذا ليس بالموقع الصحيح فلو كان هذا هو موقع المنارة الحقيقي حسب ما يدعي امبيرر لامتلأ الشاطىء ببقايا حطام السفينة.
مترجمة عن صاندي تايمز
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
فروسية
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير