Friday 5th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 17 ذو القعدة


أنجز 12 فيلماً عن مختلف جوانب الحياة بالمملكة
المخرج السوري المخضرم نبيل المالح
كلنا مهمّشون,, كلنا كومبارس

* يحتل المخرج نبيل المالح موقعا متميزا في خريطة السينما السورية,, فهو من حيث التراتبية الزمنية ينتمي لجيل رواد الستينات، في ذات الوقت الذي تحسب افلامه ضمن السينما السورية البديله ,.
بدأ المالح مشواره السينمائي ب براغ حيث درس الاخراج، وحصل بمشروع تخرجه مشكلة عائلية على جائزة مهرجان كارلو فيفاري عام 1964، لتبدأ قافلة جوائزه التي مرت ب قرطاج و دمشق ثم كارلو فيفاري ثانية,, ولوكارنو فذهبية الاخراج من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي السابع عشر وايضا بمهرجان القاهرة للاذاعة والتليفزيون عام 1997، والى القاهرة ثالثة,, التقته شرفات وسألته عن حصيلته الفنية بعد 35 سنة سينما فقال:
قدمت ما يزيد عن 150 فيلما بين التسجيلي,, منها حلب و لون حيان وايقاع دمشقي و لعبة الابدية ,, ومنها ايضا 12 فيلما تسجيليا بالمملكة عن مختلف جوانب الحياة فيها وهي افلام ساعدتني كثيرا في التعرف على قطر عربي,, لا يبرز الاعلام عنه سوى الثروة النفطية.
ومن حصيلتي الروائية القصيرة,, اكليل الشوك ومن عالم اخر ,, ونابالم ، والاخير من احب افلامي الي، وفي الروائي الطويل هناك الفهد و السيد التقدمي و بقايا صور وتاريخ حلم ,, واخيرا كومبارس .
* و غوار جيمس بوند ؟
- لا احب تذكره,, او اضافته لحصاد مشواري الفني، فهو لم يكن فيلما,, اعترف بذلك، واراه مجرد تجربة انتاج سينمائي سيئة.
* من الفهد حتى كومبارس يبدو الانسان المهمش هو شاغل افلامك؟
- هذا صحيح,, فالفلاح في الفهد يبقى مهمشا رغم ثورته,, فقد استبيحت ارضه,, وزوجته، نفس الروح تجدها في بقايا صور ، اما كومبارس فهو دخول عميق في النسيج الداخلي للمهمشين الذين يمثلون اكثر من 90% من عالمنا العربي, ثم اننا كلنا مهمشون، حتى من يرون انفسهم كبارا,, ويتحكمون في عالمنا العربي وفي تقسيم جغرافيته مهمشون لصالح قوى اكبر في النظام العالمي الجديد، الذي لم نتمكن من قراءته حتى الان، ثقافيا او سياسيا واقتصاديا، كلنا كومبارس .
* ألهذا كانت الرؤى السياسية دائما خلف اعمالك؟
- لن اضيف جديدا عندما اقول ان كل نشاط في الحياة هو نشاط سياسي بشكل او بآخر حتى عبارة ماليش دعوة بالسياسة في حد ذاتها موقف سياسي, والبعض يقول ان اجمل ما في رواية الحرب والسلام ل تولستوي عدم ذكرها لكلمة الحرب هكذا ارى الفن,, يقف خلفه ما او من يقف، على ان يظل محتفظا بآلياته ووسائله الخاصة التي تبقيه فن وتمكنه في ذات الوقت من الوضوح الفكري، فالفن يفكك ويحلل ويعيد جمع الاشياء والرؤى في اسئلة,, وربما في حقائق، دون ان يصبح منشورا او مقالا سياسيا هذا ما ازعم انني احاول فعله.
* يبدو ايضا ان لتوجهاتك السياسية دورها في اختيار بلد دراستك؟
بل الفقر في الاساس,, ثم التوجه السياسي تاليا,, كنت اتمنى الدراسة بباريس او بهوليود، هذا لا يقلل من المستوى الرفيع الذي وجدته في اكاديمية السينما ببراغ خاصة وانني الحقت بها في عصرها الذهبي الخمسينات- الستينات ، كما كانت مصاعب العمل التقنية امامي اقل بكثير ممن درسوا بدول اخرى، وعبر الاكاديمية تمكنت من اخراج 13 فيلما، ساعدتني على امتلاك كل الحرفية الفنية,, في حين ان كثيرين يجدون صعوبة في الهيمنة على حرفية السينما,, ويضيع ثلاثة ارباع جهدهم في السيطرة على هذه الحرفية.
قلق الفنان
* الا ترى ان تعبيرا مثل امتلاك كل الحرفية مقلق لفنان مجدد مثلك؟
- ربما اخطأت التعبير، لكن لو رأيت فيلمي الاول اكليل الشوك -30 دقيقة- ستجد نضجا فنيا وثقة بالنفس، وهو ما شجعني على التجريب التعبيري,, والبحث عن مفردات وامكانيات تعبيرية، تسمح باكتشاف مجاهل اللغة السينمائية كوسيلة اتصال,, وفي نفس الوقت كاضافة جديدة للقيم الفنية والفكرية,, والتشكيلية في العمل السينمائي، ولن تجد لي فيلمين متشابهين، على رغم احتياجنا- كسينمائيين عرب- للتقنيات التكنولوجية السينمائية المتطورة لنقدم ماهو افضل، ولاننا نفتقد بدائيات هذه التقنيات نصنع سينما بالصدفة، جيدة نعم، لها قيمتها الدولية نعم لكنها سينما صدفة في ظل شروطنا التقنية المسكينة,, وحرصنا على تعويض فقرنا التقني باستنباط وسائل تعبير جديدة.
* من بين التجريب التعبيري و وسائل التعبير الجديدة تجربتك مع حالات ؟
- الى حد كبير,, فرغم كونه مسلسلا تليفزوينيا الا ان حلقاته المنفصلة,, وقصصه المختلفة، اتاحا لي تقديم الكثير من الافكار,, كما ان تعدد القصص اتاح لي التنوع الفني,, ما بين الشكل والمضمون - واسلوب التعبير الفني، بالنسبة لي سبق ان قدمت هذه التجربة سينمائيا,, وتلفزيونيا,, تجربة تبدو كلام .
* كانت تجربة صعبة,, أليس كذلك؟
- نعم وخاصة من ناحية الحاجة الشديدة للتكثيف، بذلنا في الحلقة الواحدة 15 دقيقة جهدا قد يزيد عما تحتاجه سهرة تليفزيونية كاملة, عامة التكثيف مكننا من تقديم لون له خصوصيته على مستوى الدراما العربية,, كما ان انتقاء الكلام القليل دفعنا لاستخدام وسائل تعبيرية مبتكرة,, وربما كان لهذا التجريب مردوده على انتشار حالات عالميا.
العالمية
* اذن انت تنتظر انتشارا عالميا؟
-يصعب ان اقول هذا,, السينما السورية- مع تحفظي على تعبير سينما ,, افضل تعبير الافلام السورية، محترمة دوليا,, لكن من المتخصصين، فهي كما اغلب الافلام العربية الجيدة لايعرفها جمهور العالم غير العربي اما حالات كمسلسل فالصعوبة تأتي من ندرة انتشار المسلسل الكوميدي حتى لوكان غريبا.
* مع ذلك فأنت تبحث عن تعاون غربي؟
-لم لا,, عشت بالغرب مايزيد عن 25سنة من عمري واعتقد انني افهم الكثير من خصوصياته الثقافية والاجتماعية التي لم يعها كثيرون من العرب, كما ان حالة السينما العربية عامة تعيق كافة المبدعين، ولدي مشروع لن استطيع تنفيذه عربيا.
* هل لنا ان نتعرف عليه؟
-من الصعب الحديث عنه,, لكنه مشروع غربي,, عن اجواء غربية، ان وجد مثيلا له بالعالم العربي,, فهي خلف الستار فلن تتحمل الاجواء العربية طرح فكرته للنقاش.
* في المقابل لك اكثر من مشروع بالسينما المصرية؟
-كنت اتمني تنفيذ كومبارس بالقاهرة,, بممثلين وانتاج مصريين، لكنني لم اجد الظروف مواتية.
* بالقاهرة ايضا كنت محكما بمهر جانها السينمائي الدولي,, كيف ترى هذه التجربة؟
-بكل امانة تميز مهرجان القاهرة بحرية كبيرة واستقلال لاشك فيه للجنة التحكيم، دعك مما تردد عن حسابات هنا,, وتوزيعات هناك.
* رغم حديث البعض عن قسمة الجائزة العربية بين مصر وسوريا؟
-رغم هذا الحديث,, فتقييم الجوائز داخل اللجنة اعتمد على الاقناع بين اعضائها وحجة كل عضو لماينحاز اليه فنيا,, مع الاقرار بأحقية كل عضو في الانحياز لرسالة ما بهذا الفيلم اوذاك، في هذا السياق اقر بفشلي في اقناع اعضاء اللجنة وخاصة الفنانة آثار الحكيم بأن كونشرتر درب سعادة للمخرجة اسماء البكري يسيء لمصر وينحاز للغرب,, ولم يكن كما فهم معظم اعضاء اللجنة يدعو للتواصل بين الحضارتين العربية والغربية.
محمد طعيمة
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
فروسية
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير