الكاتبة أدرى بشعاب موضوعها نجاح المرأة يتم باجتهادها وكفاحها |
عزيزتي الجزيرة
في عدد الجزيرة 9649 قرأت ما خطه قلم الاخ محمد الشريف تعقيباً على ما سبق وكتبته الكاتبة فاطمة العتيبي عبر زاويتها في هذه الجريدة (نهارات اخرى) عندما تطرقت لموضوع عنونته بالمرأة وعجاج الصيف اذ ان ما كتبته الكاتبة حيال هذا الموضوع كان بمثابة خيط امسك الاخ الشريف بطرفه مدعما بحجة وشهد شاهد من اهلها كون الكاتبة فاطمة قد تطرقت لهذا الموضوع وهي ادرى بشعابه عندما استعرضت اشكالية تسرع المرأة في احتواء كل شيء ومحاولة ترويضه قسرا ليكون تحت ابطيها وسلطتها وسيطرتها حتى وان لم تكن بحوزتها قدرات تخوّل لها المضي قدماً فيما وضعته نصب عينيها واهتمامها,, وكانت الكاتبة فاطمة العتيبي قد ركزت في مجمل مقالها على عدة نقاط منها:
* مطالبتها للمرأة بالتروي وعدم الاستعجال والتحذي بالرجل و اقتفاء اثره في كونه لا يشتت مجهوده في جل اعماله، بل انه يعمل بالتخصص.
وكل ذلك كان هدف الكاتبة الاشفاق على وضع المرأة من ما هي فيه من تسيب وتشتيت مجهودات وقد كان عند هذا الحد الذي ذكرته سابقا اجمالاً لما تطرقت له الكاتبة لينبري بعد ذلك الاخ محمد الشريف مفندا ذلك, فلا انكر انه قد افاد ولكنه على الجانب الآخر قد تجاوز في بعض المواضع من مقاله او بالاصح تعقيبه على الكاتبة من ذلك قوله: عجبا للمرأة يخيل لي انه لو سئلت امرأة لماذا تعملين؟ لقالت لأن الرجل يعمل فهي تحاول ربما التقليد فقط .
بداية انا لست متخذا نفسي مقام المحامي عن المرأة ولكن يثير غيرتي بعض التجاوزات في حقوقها والمرأة هي الام والاخت والابنة، اذ ان الحديث عن المرأة بمثل هذه الطريقة من التبخيس لمبادراتها وحقوقها واعمالها، فمجتمعنا المسلم ولله الحمد تدرك فيه المرأة مكانتها ولا تفكر في مضاهاة الرجل او طلب المساواة معه, بل ان كان للمرأة من أعمال في حدود الأطر المشروعة لها فهذا من قبيل الإسهام في تحقيق ذاتية مجتمعها قبل ان يكون هدفاً لتحقيق ذاتية نفسها, ثم اذ لم تشجع المرأة على تولي زمام امور بنات جنسها فلمن اذاً نوكل هذه المهمة, واستطراداً لما تجاوز به اخونا الشريف قوله: ومع ذلك نرى ونسمع ان المرأة تسابق الرجل في الدخول الى مجالاته ودوائر اهتمامه وقدراته فسمعنا عنهن يلعبن بكرة القدم، بل يصارعن ويلاكمن هنا يجدر بنا ان ننبه الاخ الشريف انه اذا كان يقصد في ذلك جميع نساء العالم فقد ارتكب خطأ لأنه قد ادخل امرأة مجتمعنا مع جوقة نساء جميع المجتمعات دون اعتبار لما يتمتع به مجتمعنا من خصوصية بفضل تمسكه بالدين الاسلامي الذي يصون المرأة المسلمة من هذا الاسفاف, اما اذا كان الاخ الشريف يتصور ان مثل هذا يقع في مجتمعنا فلا شك ان المصيبة اعظم كون الامر بلغ غاية التجاوز على كرامة المرأة المسلمة عموماً, ومما افاد به اخونا الشريف قوله ان ملعب المرأة هو البيت وهذا حق لا مراء فيه, واعتقد ان شاء الله ان المرأة في مجتمعنا مدركة كل الادراك هذا الدور ولا تحتاج الى تأكيده, اما قول الشريف ان المرأة تحصل على مهنة التدريس او الطب,, و,,, مما يشرع لها بنظري - تحصل عليه بسهولة فهذا اجحاف مستطير بحق المرأة وتجريد لإرادتها وتعبها، لأن المرأة لا اعتقد انها تحصل على ذلك بسهولة كما تصور الاخ الشريف بل ان المرأة تجتهد وتكافح ولكل مجتهد نصيب.
واخيراً وبما انني استنكر ان اجحد الحق او ان يطغى انفعالي لحد نسف اي ميزة او حسنة يبديها الآخرون فاني لا ابخس حق أخي محمد الشريف في قوله البعض سيتهمني بمعارضة عمل المرأة، وهذا غير صحيح الا انني انظر الى الموضوع من زاوية الأهمية والضرورة فإن كانت الأهمية والضرورة، تحتم عملها فيجب علينا المساعدة، اما ان كان عملها من نوافل الأمور ولمجرد ما يسمونه بناء الشخصية والاعتماد على الذات، فإن منزلها اقدر على صقلها وبنائها .
وهذا الكلام الذي ختم به الاخ محمد تعقيبه لا تشوبه شائبة، بل هو منطق العقل مع ظني ان المرأة في مجتمعنا لا تعمل عملاً الا ما تراه لا يخل - بإذن الله - بمكانتها وبما كفله لها الدين الإسلامي من كرامة وصيانة.
والله الهادي الى سواء السبيل
محمد بن سند الفهيدي
بريدة
|
|
|