صدور كتاب الرئاسة العامة ,, متضمناً تاريخ الهيئة وأعمالها د, السعيد في تقديمه للكتاب الحسبة كانت أول عمل للملك عبدالعزيز بعد فتح الرياض |
* كتب - مندوب الجزيرة:
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سفينة النجاة، حظي بعناية خاصة من أول قيام الدولة السعودية وهو أول عمل عمله الملك عبدالعزيز، رحمه الله، بعد فتح الرياض,, بهذه الكلمات الموجزة قدم معالي الرئيس العام د, عبدالعزيز بن عبدالرحمن السعيد الكتاب الجديدالذي صدر مؤخرا عن الرئاسة العامة حيث تناول موضوع الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - تاريخها - اعمالها.
وقد رفع معاليه حمده وشكره لله - عز وجل - ان قيض للبلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - فجمع معظم جزيرة العرب تحت راية التوحيد ووحدة الكلمة والدولة الواحدة وقال معاليه: وان من توفيق الله لهذه البلاد وجود ظروف واحوال مختلفة استطاع - رحمه الله - اجتيازها، وهي مرحلة تاريخية نادرة الوقوع.
واضاف: فالخروج من ذلك النفق المتعرج المظلم فيما بين فتح الرياض عام 1319ه واتمام توحيد المملكة وتسميتها في عام 1351ه بمسماها ومحتواها دفع الملك لخوض حروب ومشكلات داخلية وفي ظل مشكلات خارجية، ولولا توفيق الله له، لما تم هذا الامن في تلك الظروف الصعبة في اكثر مناحي الحياة، فكم من المحن والمشكلات اجتازها - رحمه الله - بحكمة فائقة، وقدرة بارعة وتصرف موفق حكيم، ثم أتبع ذلك بإصلاحات فاقت تصور وخيال فلاسفة الحضارة القائمة.
ويضم هذا الكتاب بين دفتيه سرداً مفصلاً لتاريخ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من قبل بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى وقتنا الحاضر.
حيث تم تقسيم الكتاب الى اربعة ابواب وهي كالتالي:
أ - مشروعية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واهميته وفيه ثلاثة فصول.
ب - الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عبر التاريخ وفيه ثلاثة فصول.
ج - عناية الدولة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيه ستة فصول.
د - الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انظمتها ولوائحها وانجازاتها وفيه اربعة فصول.
كما احتوى الكتاب في آخره على ملحق نظام هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تعريف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ويشير الكتاب في الباب الاول الى تعريف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لغة واصطلاحا، فالأمر لغة: بمعنى الطلب، واصطلاحا: استدعاء الفعل بالقول على وجه الاستعلاء، والمعروف لغة: ضد المنكر، واصطلاحا: اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب اليه والاحسان الى الناس وكل ما ندب اليه الشرع، اما النهي لغة فهو خلاف الامر، واصطلاحا هو اللفظ الدال على طلب الكشف عن الفعل على جهة الاستعلاء.
والمنكر لغة خلاف المعروف واصطلاحا ما أنكره الله ورآه اهل الايمان قبيحا فعله، ولذلك سميت معصية الله منكرا، لأن اهل الايمان بالله يستنكرون فعلها، ويستعظمون ركوبها.
كما اشار الكتاب الى ادلة مشروعية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي منها قوله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر), وكذلك ما رواه ابو سعيد الخدري رضي الله عنه، حيث قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان .
كما يتناول الكتاب في نفس الباب فضل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلائق لذلك، وبه انزل الكتب وبه ارسل الرسل، وعليه جاهد الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون.
كما تناول الكتاب حكمه والواجب على كل مسلم كل على قدر طاقته وما يترتب على ترك هذه المسئولية من خطر عظيم توعد الشرع الحكيم من يترك هذا الامر بأنواع من العقوبات.
ثم عرج الكتاب بعد ذلك في بابه الثاني الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عبر التاريخ حيث تم بسط الموضوع من خلال ثلاثة فصول: الفصل الاول: تناول فيه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم الى ما قبل عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - فقد اشار الكتاب في شيء من البيان كيف كان احتساب الانبياء فهذا ابراهيم عليه السلام احتسب على ابيه وانتهج نهجا حكيما آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، ساقه القرآن للاتعاظ والعبرة، والاستفادة من هذا المنهج، وهذا هود عليه السلام حكى الله عنه كيف استنكر قومه ما يدعوهم اليه من عبادة الله وانحرفوا عنه وتمردوا عليه ووصفوه بالسفاهة,, الى غير ذلك من احتساب الانبياء امثال لوط وشعيب عليهما السلام.
كما تناول الكتاب في الفصل الثاني كيف كان احتساب النبي صلى الله عليه وسلم الذي وصف بقوله تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر,,) واستعرض نماذج لعملية احتساب النبي صلى الله عليه وسلم وما يستفاد منها.
كما استعرض الكتاب في مبحث مستقل كيف كانت طريقة احتساب الخلفاء الراشدين بدءا من عهد ابي بكر الصديق رضي الله عنه وما حصل مع المرتدين الذين امتنعوا عن دفع الزكاة وبعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان من أعدل الناس وتلاه عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم علي بن ابي طالب رضي الله عنه.
ثم تطرق الكتاب في الفصل الثالث: إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الى ما قبل عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وقد قسم هذا الفصل الى ستة مباحث: تناول في الاول منها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد الدولة الاموية, وفي ثانيها في عهد الدولة العباسية وفي ثالثها في العهد الأيوبي، وفي رابعها في العهد المملوكي، وفي خامسها في عهد الدولة العثمانية, وفي سادسها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد الدولة السعودية الاولى والثانية.
وفي الباب الثالث تناول الكتاب عناية الدولة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر عبر ستة فصول: الفصل الاول: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حيث اوضح اهتمام الملك عبدالعزيز بإرساء دعائم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ بداية إنشاء الدولة بتكليف الشيخ عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ - رحمه الله - للقيام بولاية الحسبة مرورا بمراحل التأسيس التي اقتضت ايجاد مقر دائم، وانشاء المراكز وتعيين الاعضاء، وصدور الانظمة الخاصة بالهيئة.
الفصل الثاني: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد الملك سعود - رحمه الله -حيث شهد مجال الاحتساب قفزة تطويرية فقد افتتح بعض فروع الهيئة والمراكز وزيد عدد الاعضاء.
ثم تطرق الكاتب في الفصل الثالث: للامر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد الملك فيصل - رحمه الله - وذلك العهد الذي شهد حقبة التخصص في اعمال الاحتساب بخلاف ما كان عليه المحتسب في عهد الملك عبدالعزيز والملك سعود - رحمهما الله - والواقع ان التخصص في اعمال الاحتساب في هذا العهد لم يقلل من شأن المحتسب او الاحتساب فقد قال ابن تيمية - رحمه الله - عموم الولايات وخصوصها، وما يستفيده المتولي بالولاية من الالفاظ والاحوال والعرف، ليس لذلك حد في الشرع، فقد يدخل في ولاية القضاء في بعض الامكنة والازمنة ما يدخل في ولاية الحرب في مكان وزمان آخر، وبالعكس، وكذلك الحسبة ، وولاية المال .
وفي الفصل الرابع: تناول الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد الملك خالد - رحمه الله - حيث شهدت الحسبة في عهده حالة من التطور في الاساليب الادارية، فقد ضمت كل من الهيئة في الحجاز والهيئة في نجد في هيئة واحدة اصبحت نفس اسمها الآن وهو الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك لسهولة الاشراف والمتابعة حيث تم تعيين معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن آل الشيخ رحمه الله رئيسا لها بمرتبة وزير.
وتولى بعد ذلك رئاسة الهيئة معالي الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ وبذلك اكتمل توحيد الهيئة واصبحت هناك مركزية للرئاسة العامة للهيئة في مناطق المملكة كافة وبذلك بدأت في الأخذ بالأسلوب الاداري الحديث.
كما شهد هذا العهد صدور نظام الهيئة ذي الرقم (م/37) وتاريخ 26/10/1400ه ذلك الذي نظم اعمال الرئاسة.
اما في الفصل الخامس فقد تطرق الكتاب الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - ايده الله - فأشار الى ان عهد خادم الحرمين الشريفين كان امتدادا لأسلافه من الملوك عبدالعزيز، وسعود، وفيصل، وخالد - رحمهم الله جميعا - وقد عاصرت الحسبة في عهده الفترة الذهبية لتطبيق نظام هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجالات عدة، كما شهد هذا العهد صدور اللائحة التنفيذية التي صدرت بقرار من معالي الرئيس العام ذي الرقم (2740) المبني على موافقة صاحب السمو الملكي وزير الداخلية رقم 16/53048 وتاريخ 4/8/1406ه تمشيا مع المادة 19 من نظام الهيئة حتى اصبح الاحتساب في مجال المعروف المتروك، او المنكر المفعول سواء من المنكرات الكبيرة ام الادنى رتبة.
وفي الفصل السادس من هذا الباب تناول الكتاب عرض كلمات مختارة للملوك فيما يتعلق بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر مخصصا لكل ملك مبحثا خاصا به.
بعد ذلك تناول الباب الرابع والاخير في هذا الكتاب بالشرح الرئاسةَ العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من جانب انظمتها ولوائحها وانجازاتها,, واستعرض ذلك من خلال اربعة فصول، الاول الانظمة واللوائح حيث يتناول فيه بدء الحسبة الرسمية في عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، وتطور انظمة الرئاسة حتى وصولها الى النظام الحالي، والثاني الهيكل التنظيمي للرئاسة ويشمل ايضاح الوحدات الادارية ومهمات اداراتها، وفروع الرئاسة وهيئاتها ومراكزها،
في حين تناول الفصل الثالث: رؤساء الهيئة ووكلاءها وأورد نبذة عن حياة كل رئيس او وكيل من خلال سجله الوظيفي،
وفي الفصل الرابع ثم عرض انجازات الرئاسة من ناحية مشاركتها في اللجان والمؤتمرات وتعاونها مع غيرها من اجهزة الدولة، وانشطتها في مجال التوعية والتوجيه والقضايا والتخطيط والمشاريع والعلاقات العامة والاعلام للعام 1417ه.
|
|
|