في الهدف هيئات وحركات منهي عنها في الصلاة الشيخ/ عبدالله بن صالح القصيّر |
الحمد لله وحده وبعد
فإن الصلاة أكمل حالات العبد، وأجمل هيئاته حين يقف بين يدي ربه خاشعاً، ذليلاً، معظماً لربه في غاية الافتقار الى عفوه، ورحمته، ومغفرته فهو في الصلاة يعظم ربه بالأفعال بخضوع البدن والجوارح ويثني عليه بالأقوال بتكبيره، وحمده، وتلاوة كلامه، وذكره ويلح عليه بالسؤال, يسأله الخير عاجله وآجله ويستعيذ به من الشر وأسبابه, وهو موعود بالاجابة والقبول - ما أحسن - وتكفير الخطيئات وعظيم الأجور ورفعة الدرجات.
ولهذا ينبغي للمصلي ان يعطي الصلاة حظها من الخشوع، والخضوع، وكمال الأدب، وحضور القلب فان الصلاة مكيال فمن وفى في ذلك وفى الله له الأجر والثواب ومن طفف وبخس فقد قال تعالى (ويل للمطففين).
فينبغي للعبد ان يتذكر - حين يشرع في صلاته - انه يقف بين يدي ملك الملوك وجبار السموات والأرض اللطيف بعباده وان يعلم ان الله تعالى قِبل وجهه ما دام مقبلاً على صلاته وانه أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد وان الدعاء يستجاب له في السجود وآخر التشهد قبل التسليم.
ومن كمال هيئته وجمال وقوفه بين يدي ربه ان يتجنب هيئات لا تليق بالانسان فضلاً عن المسلم المؤمن المعظم لربه المنتظر لجوده وفضله, وهي:
1 - نقر كنقر الغراب - وهو الاسراع في الركوع والسجود وما قبلهما وما بعدهما من اركان الصلاة.
2 - ان يرفع رأسه قبل امامه في الركوع او السجود فان هذا من مظاهر بلادة الطبع وهو من اخلاق الحمير ولذا صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل أمامه ان يجعل الله رأسه رأس حمار او يحول الله صورته صورة حمار .
3 - التفات كالتفات الثعلب - بأن يلتفت برأسه وهو في الصلاة من غير حاجة داعية الى ذلك من خوف ونحوه - فقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التفات كالتفات الثعلب.
4 - انبساط كانبساط الكلب - وذلك بأن يجعل ذراعيه على الارض حال سجوده.
5 - بروك كبروك البعير - وذلك بأن يقدم يديه ورأسه في انحنائه للسجود - على الصحيح عند اهل العلم فالسنة اذا اراد السجود ان يبدأ بركبتيه ثم يديه ثم رأسه واذا رفع رأسه ثم يديه فكل هذه الهيئات منهي عنها لأنها لا تليق بالانسان لما فيها من التشبه بالحيوان ولا تليق بالمصلي - من غير حاجة من كبر او مرض - لانها من سوء الأدب مع الله تعالى ومن الرغبة عن سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي غالباً تدل على عدم المبالاة بالعلم ومن مظاهر الكسل والغفلة في الصلاة.
فاحذر اخي المسلم هذه الهيئات والمظاهر وغيرها مما جاءت السنة بالنهي عنه والوعيد عليه.
واحرص على الاحسان في صلاتك وسائر دينك بأن تأتي بها على الوجه المشروع وتخلص فيها لله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك جعلني الله واياك من المحسنين، ورزقنا الفقه في الدين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
|
|
|