Friday 5th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 17 ذو القعدة


التنظيم الجديد لحجاج الداخل
خطوة موفقة لخدمة ضيوف الرحمن

منذ ان توفرت للمسلمين في مشارق الارض ومغاربها,, وسائل الحج الى بيت الله الحرام، وتأدية الركن الخامس من اركان الاسلام الخمسة، والمشاعر المقدسة تشتكي في كل عام، وتصرخ من الزحام وكثرة الحجاج,, الأمر الذي يسبب الكثير من المتاعب والمشاكل لضيوف الرحمن,, وحجاج بيت الله الحرام.
وكانت الدولة السعودية,, بكامل اجهزتها,, بقيادة خادم الحرمين الشريفين,, في سباق مستمر، مع الزمن,, في العمل والبناء والتخطيط,, لخدمة حجاج بيت الله العتيق,, في جميع المشاعر المقدسة، في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وفي منى ومزدلفة، الى عرفات وغيرها من الطرق والموانىء، والمطارات، وبفضل من الله سبحانه وتعالى,, ثم بفضل الجهود الجبارة، والمشاريع الكبيرة، والخدمات الواسعة,, التي ليس هذا مجال بحثها,, مع تلك الخدمات التي تتسع وتتطور كل عام,, يزداد الاقبال على الحج من الداخل والخارج,, بصورة يصعب معها تأدية تلك الفريضة على المسلمين بالصورة الشرعية المطلوبة والمرغوبة.
وكان حديث الناس,, كل الناس,, اثناء الحج وبعده في كل عام,, يتمحور حول تلك النقطة, الزحام، وكثرة الحجاج,, ومن هذا المنطلق، ومنذ اكثر من عشرين عاما,, لاحظت كما لاحظ غيري,, تلك المشكلة,, وكتبت مقالا مطولا حول ذلك,, طالبت فيه بتنظيم الحجاج من الداخل,, لأنهم يمثلون رقما قياسيا في الحصيلة النهائية لتعداد الحجاج كل عام,, من حجاج النوافل والتطوع,, وبوحي من تلك المشكلة,, وحرصا من الجهات المختصة على سلامة الحجيج,, وبعد دراسات لا شك انها كانت مستفيضة ودقيقة,, صدرت قرارات تنظيم الحجاج المقيمين في المملكة,, ونجحت تلك الخطوة نجاحا كبيراً وحققت نسبة كبيرة من الاهداف الاساسية,,التي كانت تستهدف اول ما تستهدف,, خدمة الحجاج,, وتأمين سلامة حجهم بيسر وسهولة,, وذلك بتقليص حجاج التطوع والنوافل بقدر الامكان,, وعدم تكرار الحج قبل مضي خمس سنوات على الاقل, ولأن الجهات المختصة، وكلاً من موقعه المحدد لخدمة ضيوف الرحمن,, قد ادركت مجتمعة اثر ذاك القرار الحكيم,, والخاص بتنظيم حجاج الداخل من الوافدين المقيمين وانه قد اعطى ثماره الطيبة وحقق نسبة كبيرة من النتائج المنتظرة,, فقد تمت الخطوة التنظيمية الثانية بخصوص المواطنين,, وصدرت كما يعلم الجميع القرارات المماثلة لتنظيم الحج للمواطنين، اسوة باخوانهم المقيمين كخطوة اخرى لفك الاختناقات والزحام الذي يحصل كل عام في المشاعر المقدسة اثناء الحج, وقد اشارت الصحف المحلية الى تلك القرارات التنظيمية على استحياء، ولم تعط الموضوع حقه من التوعية والارشاد والتوجيه، وابراز المحاسن لهذه القرارات البناءة، مما دعا المسؤولين في وزارة الاعلام، ممثلة في جهاز التلفزيون العزيز في برنامجه الهادف الرائع وجها لوجه الى استضافة كلٍ من معالي وزير الحج وسعادة مدير عام الجوازات في حلقته الماضية,, لالقاء الضوء على هذه القرارات من جميع جوانبها الشرعية، وتوافقها مع المصلحة العامة لحجاج بيت الله الحرام، والاجابة على استفسارات المواطنين وأسئلتهم حول هذا التنظيم، وقد طرح البرنامج مع ضيفيه العزيزين الاسس الشرعية، وقواعد المصلحة العامة، التي بنيت عليها تلك القرارات، في محاولة جادة لنشر المعلومة بين المواطنين وفقا للاصول والقواعد الشرعية التي صدرت بموجبها.
هذا ولأن ذلك لا يكفي، ومع عتبي الشديد على وسائل الاعلام، وخاصة المقروء منها، رأيت من واجبي,, المبادرة مع تليفزيوننا العزيز، بالتعاون مع جزيرتنا الغراء صحيفة الجزيرة باستعراض هذا الموضوع مع طرح بعض الآراء، التي ارجو ان نتمكن بواسطتها من الوصول الى إقناع المواطنين بالتعاون والالتزام بتلك التعليمات والتنظيمات الجديدة,, التي لا نشك مطلقا، في ان الهدف الاساسي من ورائها هو خدمة حجاج بيت الله الحرام، وتمكينهم من اداء فريضة الحج بصورة سهلة وميسرة، بعيداً عن المضايقات والمزعجات التي تنتج عن الزحام في المشاعر المقدسة اثناء الحج، بسبب الرغبات الدينية، والتعلق الشديد بالديار المقدسة، ومشاركة المسلمين في تلك المناسبات الاسلامية الكريمة، التي تطبع عليها المواطن السعودي منذ فجر الاسلام الى يومنا هذا,, حيث نعلم جيدا,, وبصورة مؤكدة بأن نسبة كبيرة من حجاج الداخل,, يحجون ويكررون حجهم في كل عام تطوعا وحبا فيما وعد الله به حجاج بيته العتيق,, الى درجة التزام البعض معها بالحج كل عام، وعلى شكل جماعات جماعات، لا يتأخر منهم احد الا لاسباب قهرية، مع الاحساس الشديد بالحرمان والخسارة الفادحة، لعدم استطاعتهم المشاركة في تلك المناسبة الاسلامية الكريمة.
ولهذا,, ومن هذا المنطلق فان الامر يتطلب جهوداً كبيرة في التوعية والارشاد والتوجيه بهذا الامر، واقناع المواطنين الذين يكررون حجهم كل عام، بوجوب التخلي عن اماكنهم في المشاعر المقدسة، لغيرهم من الراغبين في تأدية تلك الفريضة بالوعظ والارشاد، وبكل الوسائل الاعلامية والمنبرية، وخاصة خطباء الجمع والاعياد وائمة المساجد، وكل المنتديات,, وفي المدارس والجامعات، وتبيان المحاسن والفضائل المترتبة على ذلك، فنحن في مجتمع فضّله الله على غيره,, وشرّفه بخدمة الحرمين الشريفين، ولهذا فانني اطالب حملة الاقلام، والمفكرين الاسلاميين، ورجال الدعوة والارشاد بالقيام بأدوار نشطة، لشرح تلك المشكلة للناس من جميع جوانبها، واقناعهم بعدم تكرار الحج والغلو في ذلك وايضاح البدائل الاخرى التي تمكن من التقرب الى الله، والحصول على الاجر والثواب الذي يرجونه من ربهم عند اللقاء يوم القيامة وافساح المجال لغيرهم ممن يأتون لتأدية هذه الفريضة من خارج المملكة وداخلها فحري بنا,, وواجب علينا,, ان نفسح الطريق، ونذلل العقبات,, ونفتح ابواب الحج المريح, لاخواننا المسلمين من جميع انحاء العالم، كما يجب علينا ان نفضلهم على انفسنا في ذلك، لأنهم سيمثلوننا في بلادهم، وسيكونون اكثر تأثيراً منا في الدعوة الى الاسلام بعد عودتهم الى اوطانهم بين اهليهم وفي مجتمعاتهم، وادق تصويرا لمحاسن الاسلام والمسلمين في الديار المقدسة,, وفي مكة المكرمة، والمدينة المنورة بصورة خاصة والمملكة العربية السعودية الرائدة بصورة عامة، والله الموفق وأهلا بالحجاج.
عبدالعزيز العبدالله التويخري
الرياض
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
فروسية
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved